القائد: عدم الثقة المطلقة باميركا حصيلة العقلانية لما شاهدناه من العداء طيلة السنوات الماضية وفي المحادثات النووية
*ان فتحنا اليوم الطريق امام المحادثات مع اميركا فلا نمهد لنفوذهم وتوغلهم الجلي والخفي وحسب وانما سنعرض تقدم البلاد للخطر
* ان لم تتحل بعض بلدان المنطقة باليقظة وتدرك مكائد نظام الهيمنة الاميركي فستتخلف ل 50 او حتى 100 عام
*العامل الوحيد لازالة التهديد العسكري يتمثل وسيتثمل في الاقتدار الدفاعي والعسكري' و'بث الرعب والخوف لدى الأعداء
*حرس الثورة هو الشجرة الطيبة التي ينبثق من هويتها، الايمان والحركة الثورية والجهادية ،و حفظ البلاد والثورة رهن باستمرار هذه العناصر المهمة
* الكلام الخاطئ الذي يطلق بشان القوة الدفاعية للبلاد، خطره اكثر من الكلام المغلوط والتحريفات التي تطلق حول بعض مفاهيم الثورة
*الهدف الرئيس من نبذ الاستقلال هو السير على خطى نظم القوى السلطوية والمؤسف ان البعض يكرر هذا الموضوع بعلم او من دون علم.
* لست قلقا اطلاقا تجاه المستقبل وارى ان غد البلاد وفي ظل التوفيق الالهي سيكون افضل بكثير من حاضرنا هذا
طهران-كيهان العربي:- أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي ، أن أحد الاجزاء المهمة للقوة الناعمة للجمهورية الاسلامية، هو عدم الثقة المطلقة بالقوى السلطوية وعلى رأسها اميركا وعدم الثقة هذه يجب ان تتسع نطاقها يوما بعد آخر.
واعتبر قائد الثورة سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدي استقباله أمس الاحد المشاركين في الملتقى العام لقادة قوات حرس الثورة ، الحرس الثوري بأنه 'الخندق المنيع للثورة' و 'العنصر البارز للدفاع عن الامن الداخلي والخارجي والهوية المتالقة والمميزة واللازمة لتقدم البلاد والتحرك باتجاه التطلعات والاهداف'.
وأشار القائد الى الأمر الذي أصدره الامام الخميني (رض) بتشكيل القوات الثلاث لحرس الثورة مؤكدا على أهمية وقيمة ومكانة حرس الثورة قائلا ان الجملة الشهيرة التي قالها الامام الخميني (رض)و هي: 'ان لم يكن حرس الثورة لما بقيت البلاد' جاءت لسبب أن حرس الثورة هو الشجرة الطيبة التي تنتج هويتها، الايمان والحركة الثورية والجهادية وان حفظ البلاد والثورة رهن باستمرار هذه العناصر المهمة.
واعتبر سماحته الامن بأنه موضوع مهم للغاية ويمهد لتحقيق التقدم المعنوي والمادي في المجتمع وقال ان من واجبات حرس الثورة هو حفظ الامن الداخلي والخارجي وان لم يوجد الامن الخارجي، ولا يتم التصدي للعدو في خارج الحدود، فان الامن الداخلي سيتزعزع ويزول.
وراى قائد الثورة ان الامر الضروري لاحباط مفعول التهديدات العسكرية يتمثل في الاقتدار المتزايد للقوات المسلحة وقال ان بعض التصريحات اطلقت خلال السنوات الماضية احيانا من قبل بعض المسؤولين من ان زوال التهديدات العسكرية والحرب تم على اثر اتخاذ الاجراء الفلاني، بيد ان هذا الكلام غير صحيح، لان العامل الوحيد لازالة التهديد العسكري تمثل وسيتثمل في 'الاقتدار الدفاعي والعسكري' و 'بث الرعب والخوف لدي العدو'.
واكد قائد الثورة الاسلامية ان اي عاقل لا يتخلي عن قوته الدفاعية، لذلك فان القوة الدفاعية للبلاد يجب ان تتعزز يوما بعد يوم، معتبرا أن 'الايمان' يشكل العامل الرئيسي لترسيخ القوة الدفاعية للبلاد مضيفا ان الحرب غير المتكافئة هي بهذا المعنى اذ ان الطرف الاخر ورغم امتلاكه للادوات والمعدات المتطورة، يفتقد الى عامل الايمان.
وقال سماحته ان النموذج البارز للحرب غير المتكافئة وقع في العراق، وهو عندما استطاعت القوات الشعبية العراقية التي تفتقد للتجهيزات العسكرية المتطورة، لكنها تمتلك درجة عالية من الايمان استطاعت تحرير مناطق في البلاد لم تتمكن القوات الاميركية وحلفاؤها منذ تواجدهم في العراق من السيطرة على تلك المناطق.
وتطرق آية الله العظمى الخامنئي في جانب اخر الى موضوع 'تحريف اجزاء القوة الناعمة للنظام الاسلامي' وقال انه الى جانب الكلام الخاطئ الذي يطلق بشأن القوة الدفاعية للبلاد، فان بعض الكلام المغلوط والتحريفات يطلق حول بعض مفاهيم الثورة، اذ ان خطرها أكثر من ذلك الكلام.
وراى سماحته ان نبذ مفهوم 'الاستقلال' واعتباره رديفا للعزلة، يعد احدى حالات التحريف وقال ان الهدف الرئيسي من نبذ الاستقلال هو السير على خطى النظم التي تضعها القوى السلطوية والمؤسف ان البعض يكررون هذا الموضوع بعلم او من دون علم.
واعتبر قائد الثورة ان 'الاستقلال والثقافة والمعتقدات' تشكل هوية شعب ما متسائلا: لِمَ يجب ان نتخلى عن هويتنا الحقيقية ونتبع الاساليب المغلوطة والفاضحة للغرب؟
وقال القائد ان احد التحريفات الاخرى لاجزاء القوة الناعمة للنظام الاسلامي هو 'اعتبار تحقيق التطلعات والاهداف رديفا لعدم العقلانية' واضاف أن التركيز على التطلعات والاهداف والمثالية هو العقلانية بعينه، لانه ان اصبح شعب ما بدون تطلع وهدف سيكون شانه شان المجتمعات الغربية الحالية، خاويا وفارغا من الداخل.
وعن احد التحريفات الاخرى لاجزاء القوة الناعمة للنظام الاسلامي قال سماحته ان احد عناصر القوة الناعمة للجمهورية الاسلامية هو 'عدم الثقة المطلقة بالقوى السلطوية الدولية' والتي مظهرها اليوم هي اميركا.
وشدد سماحته على ضرورة توسيع عدم الثقة المطلقة باميركا قائلا: المؤسف ان البعض غير مستعدين لتقبل عدم الثقة هذه ورغم انهم يقولون في الظاهر بان اميركا هي عدو، لكنه لا يوجد شعور حقيقي لديهم بعدم الوثوق باميركا.
واعتبر القائد عدم الثقة المطلقة باميركا بانها حصيلة العقلانية النابعة من الفكر والعمق والتجربة مضيفا اننا شاهدنا العداء الذي تناصبه لنا اميركا طيلة السنوات التي تلت الثورة وفي القضايا الاخيرة المتعلقة بالمحادثات النووية وفي قضايا اخرى.
وقال سماحته متوجها الى بعض بلدان المنطقة: ان لم تتحلوا باليقظة ولا تدركوا مكيدة نظام الهيمنة الاميركي وتنخدعوا بابتساماتهم، فانكم قد تتخلفون ل 50 او حتى 100 عام.
واكد اننا ان فتحنا اليوم الطريق امام المحادثات مع اميركا ووساوسها في القطاعات المختلفة، ليس نمهد لنفوذهم وتوغلهم الجلي والخفي فحسب وانما سنعرض تقدم البلاد المنشود للخطر، وسيكون التخلف امرا حتميا.
ودعا قائد الثورة المسؤولين الى التحلي بالتيقظ والصحوة قبال نفوذ وهيمنة العدو وقال ان الاميركيين يصرون على ان نجري معهم مباحثات حول قضايا منطقة غرب اسيا لاسيما سورية والعراق ولبنان واليمن، لكن ما هو هدفهم الحقيقي من اجراء المباحثات؟ فليس هدفهم سوى الحد من حضور الجمهورية الاسلامية في المنطقة بوصفها العامل الرئيسي للاخفاقات التي تتكبدها اميركا.
واشار الى الخدع الاميركية في المحادثات وعدائهم السافر والذي شهدنا نماذج منه في المحادثات النووية وقال ان العقلانية تتطلب ان نبدي عدم ثقة تامة ازاء الذين اظهروا عداءهم.
واشار سماحته الى بعض التصريحات التي تتحدث عن اجراء مفاوضات مع اميركا فيما يخص قضايا المنطقة مؤكدا ان المفاوضات مع اميركا لا تجدي نفعا فحسب بل تنطوي على ضرر ايضا، وهذا الموضوع ابلغ لكبار المسؤولين مرفقا بالاستدلال، ولم يكن لديهم جوابا في رفضه.
واكد القائد ان المحادثات لا تقلص حجم العداء فضلا عن انها تفسح المجال للتوغل مؤكدا ان العدو يبذل قصارى محاولاته وجهده للنيل من امن البلاد، لذلك فان جميع مؤسسات القوات المسلحة والاجهزة ذات الصلة يجب ان تحافظ على هذا الامن بوصفه انجازا مهما في العالم الذي يسوده اليوم التدهور الامني.
وفضلا عن امن بيئة العيش، اعتبر سماحته الامن الثقافي والفكري بانه مهم للغاية ايضا واكد ان الحرس الثوري يجب ان يضطع بدور في جميع هذه الامور.
واشار قائد الثورة الاسلامية في جانب اخر الى الاستقبال الجماهيري الحافل الذي يلقاه المسؤولون خلال زياراتهم الخارجية معتبرا ان ذلك يشكل سببا اخر لتحول الشعب الايراني الى مثال يحتذى وقال ان الجمهورية الاسلامية مازالت في بداية مشوارها لبلوغ الاهداف والتطلعات السامية، لكن هذا الكم من الحركة واظهار الاستقلال والصمود والعزيمة الراسخة، اجتذب قلوب الشعوب نحوه.
وشدد اية الله العظمى الخامنئي على ضرورة مواصلة هذا الدرب النوراني بقوة وجهوزية مادية ومعنوية متزايدة قائلا ان درس القرآن لنا، هو ان نقف ونصمد بوجه الخصوم بالاستعانة بالله المتعال لان الله والهداية الالهية معنا.
واكد سماحته: اني لست قلقا اطلاقا تجاه المستقبل وارى ان غد البلاد وفي ظل التوفيق الالهي سيكون افضل بكثير من حاضرنا هذا.
وفي مستهل اللقاء، تحدث حجة الاسلام والمسلمين سعيدي ممثل الولي الفقيه في حرس الثورة وقال ان توجه قادة ومسؤولي قوات الحرس والتعبئة يتمثل في مواصلة خطاب الامام والقائد وقال ان الحرس الثوري سيوظف جل طاقاته لتادية واجباته ووظائفه ورفع راية الثورة الاسلامية الصانعة للحضارة خفاقة عالية.
كما قدم القائد العام لحرس الثورة اللواء محمد علي جعفري تقريرا قال فيه ان اساس الاستراتيجية الرادعة للحرس هو النهوض بالمعنوية وحفظ المعنويات الثورية على كافة المستويات.
واضاف اننا لن نسمح بتحقق المشاريع الخبيثة لاميركا للتوغل والنفوذ في داخل النظام قائلا: كونوا على ثقة بانه سيتم قطع جذور واغصان الشجرة الخبيثة التي تريد اختراق السياسات الاميركية للبلاد.