هل تنقذ واشنطن الرياض!!
مهدي منصوري
الانسياق غير المدروس لحكومة بني سعود في اعلان العدوان على اليمن قد كلفها الكثير وفي حالة استمراره فان اثارة السلبية قد تكون اكبر مما تطرقت اليه اوساط استخبارية عالمية والتي اكدت ان السعودية تسير في طريق الانهيار.
وعند قراءة متأنية لما صدر من تقارير حول حجم الخسائر التي تكبدتها السعودية والتي لايمكن تصورها يعكس ان حكومة بني سعود تعيش مأزقا كبيرا وهو ما عبرت عنه اوساط قصر سلمان وكان آخرها ماصرح به ولي عهد سلمان الذي قال وقلبه يعتصره الا لم مامعناه بالقول: "ان هادي وجوقته قد اوقعونا في ورطة لااول ولاآخرعندما اخبرونا من الحرب على اليمن لا تأخذ سوى ايام ويتم القضاء على الحوثيين وتعود الاوضاع الى طبيعتها".
الا ان حكام بني سعود الذين اعتقدوا ان بقدراتهم العسكرية التي تفوق ما لدى اليمنيين يمكنهم ان يقهروا الشعب اليمني ويعودوا به الى الحضانة من جديد، ولكن ليس فقط الصمود والصبر الرائع الذي تخلى به الشعب اليمني امام كل جرائم العدوان التي تعددت صورها واشكالها، بل ان الانتصارات التي حققها ابناء الثورة اليمنية والخسائر التي منيت بها القوات السعودية كما اوردته تقارير الاستخبارات الغربية والتي حددتها بان الثوار اليمنيين قد اقتحموا وسيطروا على اكثر من 100 موقع عسكري بالاضافة الى تكبيد الجيش السعودي اكثر من 30 الف بين قتيل وجريح اما عن الاليات العسكرية المختلفة التي نالها التدمير في العمق السعودي والتي تحددت في (دبابات البرامز ومدرعات وعربات الهراولي الهرفلي والاميركي والهمر وغيرها فقد بلغ اكثر من 2200 آلية عسكرية وقد يكون ما خفي اعظم، بحيث ان هذا الامر المزري وضع وكما ذكرت اوساط اعلامية في واشنطن الادارة الاميركية في حيرة من امرها.
لذلك فانها واشنطن تسعى اليوم وضمن حراك دبلوماسي ماراثوني يقوده كيري بين الرياض وبعض العواصم في المنطقة من اجل ايجاد نور في نفق الظلام الذي وقعت فيه الرياض، بحيث نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن مصدر دبلوماسي غربي، أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور العاصمة السعودية الرياض يومي 24 و 25 من الشهر الجاري، للالتقاء مع سفراء دول الـ 18 ودول مجلس تعاون دول الخليج الفارسي للبحث عن حلول للأزمة اليمنية.
بحيث أوضح المصدر الدبلوماسي أن الزيارة ستركز على "خطة كيري" التي تم الإعلان عنها، أواخر شهر آب/ أغسطس الماضي، في جدة، مشيرا إلى أن الهدف من الخطة هو الوصول إلى حل شامل للأزمة اليمنية.
وقد اشارت مصادر اعلامية وسياسية الى أن هذه التحركات تأتي في ظل تصاعد المواجهات على الحدود السعودية اليمنية وتقهقر الجيش السعودي امام الجيش اليمني واللجان الشعبية وعواقب ذلك على المملكة السعودية التي تعاني من أزمات اقتصادية ومشاكل داخلية وخارجية جمة، لكي يضمن ان لا تتعرض السعودية الى هزة داخلية قد تؤدي بها الى الانهيار.
وبنفس الوقت ادركت الرياض انها قد اخطأت الطريق والهدف وانها اوحلت اليوم في اليمن وبصورة قد فقدت فيه ليس ماء وجهها فحسب، بل ان مصداقيتها قد اصبحت في الحضيض بحيث ادركت شعوب المنطقة والعالم من انها قد اوغلت يديها بدماء الابرياء من ابناء الشعب اليمني خاصة الاطفال والنساء بالاضافة الى دعمها للارهاب الذي يمارس القتل بالنيابة في بعض البلدان الاخرى.
ولما كانت واشنطن الحليفة والداعمة الاساسية تعيش في حالة من الحيرة والارباك فكيف هي حال الرياض اليوم والتي اصبحت تبحث عن خشبة تلجأ اليها لتنقذها من الغرق، والسؤال المهم هل يمكن القول ان واشنطن ستكون هذه الخشبة المنقذة لحليفتها؟، سؤال ستجيب عليه الايام القادمة.