kayhan.ir

رمز الخبر: 45170
تأريخ النشر : 2016September16 - 20:53

اللف والدوران الاميركي

من الواضح للجميع ان السياسة الاميركية لم تكن ثابتة بل متقلبة وتتلون لون الحرباء بحيث لايمكن الاعتماد او التعويل عليها، وبالامس القريب وبعد ان استبشر المجتمع الدولي بالوصول الى اتفاق بين موسكو وواشنطن على ايقاف القتال في سوريا ضمن اتفاق الهدنة بين الطرفين والذي يؤدي الى اخماد حالة التوتر والقلق التي تعاني منه المنطقة.

ورغم التفاؤل الذي جاء بعد الاتفاق الا ان بعض الاوساط السياسية والاعلامية قد شككت في تنفيذه بسبب ان واشنطن وكما اسلفنا وكما هو معروف عنها ليس لها المصداقية الكاملة في مثل هذه القضايا. وفعلا صدق حدس هذه الاوساط اذ ولم يمض على الاتفاق سوى ايام نجد ان واشنطن اخذت تلعب بذيلها وتحاول جهد امكانها ان تتملص من هذا الاتفاق، وذلك بطرح بعض القضايا التي لم تذكر وتناقش في الاتفاق والذي اكدته موسكو من ان واشنطن تحاول عرقلة وضع الاتفاق على طاولة التطبيق خاصة وانها لم تلتزم بما الزمت نفسها به وهو الزام وكما يطلق عليها جزافا بالمعارضة المسلحة ان تلتزم بايقاف اطلاق النار ولكن تبين ان واشنطن ليس لديها السيطرة على هذه المعارضة خاصة وانها ولحد هذه اللحظة لم تفصل بين المجاميع الارهابية المسلحة وبين ما تسمى بالمعارضة. وبنفس الوقت اخذت تطرح بعض القضايا التي تتعلق بالشأن الداخلي السوري وكما يقول المثل "عادت حليمة الى عادتها القديمة" الا وهو تصريح كيري الاخير من لا يمكن اقامة عملية سياسية في سوريا بوجود الرئيس الاسد. وغيرها من القضايا والتي تعد وضع العراقيل والعصي في عجلة المسيرة السلمية للازمة السورية.

والذي لابد من الاشارة اليه ان التسوية السلمية للازمة السورية لم يكن مطلب سوريا فحسب، بل هو مطلب دولي ولذلك لايمكن لاميركا ولاالسعودية وارهابييها ان يوقفوا هذه المسيرة. وبنفس الوقت ان القدرة والقوة السورية لازالت متماسكة ويمكنها ان تقهر هذا الارهاب وتغير المعادلة لما يعود على سوريا بالامن والاستقرار،

ولذا فان العراقيل واللف والدوران الاميركي قد لاينفعها بشيء بل سيعود عليها بردود افعال اقليمية ودولية قد تفقدها مصداقيتها وقدرتها على التأثير في الازمات والقضايا الاخرى في المنطقة.