تفاؤل روسي ومراوغة أمريكية
وضاح عيسى
تداخلت السياسة مع الاقتصاد خلال قمة العشرين الاقتصادية التي اختتمت أعمالها في مدينة هانغتشو الصينية، فكان للمباحثات والمداولات بين رؤساء الدول أثر واضح على التعاون البيني والجمعي وانعكاس هذا التعاون على المستوى العالمي في حال تم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الأطراف المجتمعة من جهة، والأطراف الدولية التي لم تشارك في القمة من جهة ثانية والتي يعنيها كما المجتمعة ما تمخض عنها من اتفاقات وقرارات تعود بالنفع على الجميع في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تعاني من تبعاتها دول وشعوب الأرض قاطبة.
قضايا سياسية واقتصادية شغلت العالم، حضرت في أعمال القمة وفي اللقاءات الثنائية التي جمعت رؤساء الدول المعنية من أجل إيجاد آليات لحل كثير من القضايا الشائكة التي أدت بتداعياتها إلى وصول العالم إلى ما هو عليه من أزمات واضطرابات أمسى حلها ضرورة من خلال تضافر الجهود الدولية لما سيكون لهذه الحلول من وقع إيجابي على مختلف الصعد المحلية والإقليمية والدولية، لأن النهوض بالواقع الاقتصادي لا يمكنه التحقق دون وضع حد للأزمات التي تؤرق العالم والتي تهدد بتبعاتها ليس الاقتصاد العالمي فحسب، بل البشرية أجمع.
ومن أولى هذه القضايا، مكافحة الإرهاب العالمي الذي يهدد الدول والشعوب ويضع اقتصاداتها على المحك لما للتهديدات الإرهابية من خطورة بالغة الأثر على مختلف الميادين، وكانت الحرب الإرهابية على سورية من الجوانب التي تم تناولها وسط دعوات لحل الأزمة سياسياً بالتزامن مع مكافحة الإرهاب الذي يعانيه الشعب السوري على مدى خمس سنوات ونصف، ومن هنا جاءت تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام القمة بأن «أي اتفاق مع واشنطن حول سورية سيزيد من فعالية مكافحة الإرهاب بشكل كبير».
عقدت لقاءات بين الجانبين الروسي والأمريكي وأكد الطرفان ضرورة استمرار العمل لمعالجة بعض النقاط التقنية من دون التطرّق إلى ماهية تلك النقاط، ومع ذلك نرى تفاؤلاً روسياً في إمكانية التوصل إلى آلية لحل الأزمة سياسياً، بينما يطغى على الجانب الأمريكي نوع من المراوغة أو التذبذب في الموقف، ولعل ذلك ناتج من تعويله على الإرهاب في تحقيق مكاسب وأهداف يسعى إليها، ومن هنا نعرف لماذا يضع الأمريكي كل العراقيل أمام التفاهمات التي يتوصل إليها مع الجانب الروسي، فهل سيتمكن وزيرا خارجية البلدين من إحراز تقدم واضح في هذا الشأن؟.