الصحف الأجنبية: السعودية تنفق على الحروب ولا تدفع رواتب العمال
أشار صحفيون غربيون بارزون الى أن الحكومة السعودية عاجزة عن دفع المستحقات الى شركات البناء وعمال البلاد، بينما يتواصل الانفاق السعودي على الحروب في اليمن وسوريا وغيرها.
وفي هذا الوقت، حذَّر باحثون من أن الدعم الاميركي للحرب السعودية على اليمن يصب في مصلحة المجموعات الإرهابية التي تريد في النهاية استهداف اميركا، بينما لفتت تقارير أخرى الى ان استراتيجية الرئيس الأميركي باراك أوباما في محاربة الارهاب التي تعتمد على الطائرات المسيرة والعمليات الخاصة لم تحقق النتائج المرجوة بعد.
تمويل سعودي للحروب وتقصير في دفع المستحقات في الداخل
كتب "روبرت فيسك" مقالة نشرت بصحيفة "الاندبندنت" بتاريخ الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري سلط فيها الضوء على مشكلة عدم دفع الرواتب الى العمال المغتربين في السعودية.
وأشار الكاتب الى أن شركات البناء الكبرى في السعودية، مثل شركة "بن لادن"، لم تتسلّم المبالغ المالية مقابل تنفيذها مشاريع بناء ضخمة، مضيفاً "ان العمال الهنود والباكستانيين والسريلانكيين لم يتلقوا الرواتب وحتى ان البعض منهم لم يحصل على راتب منذ سبعة اشهر".
ولفت الكاتب الى "أن السفارتين الهندية والباكستانية طرحتا هذه المشكلة مع الحكومة السعودية ليحثاها على دفع الرواتب لمواطنيهم"، ونبه الى أن بعض الاطراف مثل الحكومة البريطانية دائماً ما تشير الى أن السلطات السعودية تعاني من انهيار اسعار النفط وتفضل ان لا تذكر الحرب "اليائسة" في اليمن.
وفي هذا السياق، وصف الكاتب هذه الحرب بـ"الحمقاء"، مشيراً الى "أن عدد المستشفيات والعيادات التي قصفها الطيارون السعوديون والاماراتيون يفوق عدد المستشفيات التي دمرتها أميركا في صربيا وأفغانستان معاً منذ عام 1999".
كما تحدث الكاتب عن موجة غضب في باكستان، موضحاً ان أعضاء البرلمان الباكستاني يسألون عن سبب تمنُع ثلاث شركات سعودية عن دفع الرواتب منذ ثمانية أشهر، اضافة الى عدم توفير الطعام حتى لموظفي هذه الشركات، وأضاف "ان الباكستانيين اضطروا أحياناً الى توفير الطعام لمواطنيهم".
ورجّح الكاتب عدم قدرة الحكومة السعودية على التعامل مع الأزمة العتيدة، مشيراً الى الانباء التي أفادت بأن 31,000 عامل سعودي وأجنبي تقدموا بشكاوى الى وزارة العمل السعودية بسبب عدم دفع الرواتب، كما لفت الى "أن المبلغ الاجمالي الذي تدين به الحكومة لشركات البناء قد يصل الى مليارات الدولارات".
وفيما نبّه الكاتب الى أن البعض في السعودية يدفع مبالغ ضخمة الى عناصر جبهة "النصرة" او "القاعدة" او "داعش" في سوريا، أشار الى أنّ موظفي السفارات الفليبينية والفرنسية وغيرها طرحوا هذه المشكلة مع الحكومة السعودية، موضحاً "أنّ الرد الاعتيادي هو الذي جاء من شركة "Saudi Oger" التي قالت انها "تأثرت بالظروف الحالية التي أدت الى بعض التأخيرات".
كذلك لفت الكاتب الى "أنّ مسؤولاً من الشركة المذكورة صرح بأن "وضع الشركة غير مستقر بسبب الغاء الكثير من المشاريع التي كان من المفترض أن تتولاها"، مضيفاً "ان عمال شركة "United Seemac" يشتكون من عدم دفع الرواتب منذ أشهر وحتى من عدم السماح لهم بمغادرة البلاد"، وتابع "ان بعض عمال هذه الشركة يبدو انهم لم يحصلوا على الرواتب لأكثر من عام ونصف".
وفي الختام، نبّه الكاتب الى "أن كل ذلك يحصل بينما تقوم "المملكة الديكتاتروية" بشن حرب "لا منتهية" على اليمن وحزب الله ودمشق وايران".
الدعم الاميركي للسعودية في اليمن
في هذه الأثناء، كتبت "Christina Lin" مقالة نشرت على موقع "Asia Times" بتاريخ الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري أشارت فيها الى الزيارة التي قام بها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى لاوس بالسادس من هذا الشهر وتقديمه مبلغ 90 مليون دولار الى هذا البلد من أجل التخلص من اكثر من 80 مليون قنبلة عنقودية غير منفجرة ومنتشرة في كل انحاء البلاد.
ولفتت الكاتبة الى "أنّ الولايات المتحدة وعلى مدار تسعة أعوام، بين عامي 1964 و1973، أسقطت اكثر من 270 مليون قنبلة عنقودية على لاوس، وهو أكثر من عدد القنابل العنقودية التي أسقطتها على المانيا واليابان معاً خلال الحرب العالمية الثانية"، مضيفة "ان ذلك جاء ضمن الحرب الموسعة التي خاضتها أميركا ضد ما كان يعرف بمشال فيتنام في تلك الفترة".
وتطرقت الكاتبة الى الخطاب الذي القاه أوباما في لاوس أمام حشد كبير من الطلاب ورجال الاعمال والمسوؤلين، والذي تحدث فيه عن "التزام اخلاقي اميركي" لمساعدة لاوس "على الشفاء" بسبب تاريخ اميركا في هذا البلد.
وقد شكّكت الكاتبة بمدى صدقية خطوة أوباما هذه، وذلك لأن الولايات المتحدة تقوم ببيع هذه الأسلحة نفسها الى السعودية التي تشن حملة قصف مماثلة على دولة فقيرة أخرى هي اليمن.
وأشارت الكاتبة الى "أن البيت الابيض وافق الشهر الفائت على صفقة بيع سلاح جديدة الى السعودية بقيمة 1.15 مليار دولار، وأعطى الكونغرس 30 يوماً لمراجعة الصفقة وتقديم الاعتراضات".
وأضافت الكاتبة "ان تقديم أميركا المزيد من السلاح الى السعودية من أجل مواصلة الحرب على اليمن يعني ان الشعب اليمني سيكون في "حالة حرب وقتل وتشويه مطولة خلال العقود المقبلة"، مشيرةً الى أن تغاضي الولايات المتحدة عن "التكلفة البشرية في اليمن" سيؤدي على الارجح الى ايجاد أعداء جدد، لافتة الى أن جيلًا جديدًا من الاطفال اليمنيين يتم تجنيدهم من قبل "داعش" و"القاعدة" التي "أمسكت بالبلاد" على حد تعبيرها.
وفي الختام، حذرت الكاتبة من أن هؤلاء ينوون في النهاية استهداف الولايات المتحدة.
استراتيجية أوباما في محاربة الارهاب
بدورها، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً بتاريخ الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري أشارت فيه الى أن الجيش الاميركي نفذ غارات جوية في عدد من الدول خلال الايام الماضية.
ولفت التقرير الى أن القصف الاميركي طال مناطق في آسيا وافريقيا والشرق الاوسط، منبهاً الى أن ذلك يسلط الضوء على التهديدات الارهابية "المنتشرة" التي "استمرت حتى آخر أيام رئاسة أوباما، مشدداً على انه من شبه المؤكد ان يرث الرئيس المقبل هذه النزاعات.
وادعى التقرير "ان الولايات المتحدة نفذت قرابة 45 ضربة جوية على أهداف تابعة لـ"داعش" في سوريا والعراق بين يومي السبت والاثنين الماضيين"، مضيفاً "ان طائرة أميركية مسيرة قتلت ستة مشتبهين بالانتماء الى تنظيم "القاعدة" في اليمن وان "البنتاغون" استهدف كذلك عناصر من حركة "الشباب" في الصومال خلال الايام الماضية.
وتطرّق التقرير أيضاً الى الضربات الأميركية التي استهدفت عناصر "طالبان" و"داعش" في أفغانستان أواخر الاسبوع الماضي، معتبراً "ان كثافة الضربات في عدة جبهات في مهلة زمنية لا تتخطى الايام انما يشير الى ثبات "القاعدة" وغيرها من الجماعات وكذلك امتدادها الجغرافي" وفق تعبيره.
وأضاف التقرير "ان اوباما اعتمد اسلوب استخدام الطائرات المسيرة والعمليات الخاصة وكذلك دعم القوات الاجنبية بالتعاطي مع هذا التهديد"، لافتاً الى "أن الجماعات المسلحة استطاعت الصمود أمام هذه الاساليب".
وتحدث التقرير عن تحولات في سياسة أوباما الخارجية نتيجة ذلك، مشيراً الى أن أوباما أعاد القوات الاميركية الى العراق بعد الانسحاب عام 2011 من أجل دعم القوات المحلية ضد "داعش"، على حد ما جاء في التقرير.
كذلك تابع التقرير "ان استئناف "الانشطة القتالة الاميركية في العراق" لا يعكس فقط المشاكل العراقية التي لم تحل، وانما مدى تأثير الحرب التي تدور في سوريا على المناطق المجاورة".
ونبه التقرير الى "أن الطائرات الاميركية ضربت 25 هدفاً في سوريا خلال فترة نهاية الاسبوع الماضي"، مضيفاً "ان ذلك يؤكد على ان البنتاغون يركز على الاستعداد لطرد "داعش" من الرقة".
كما نقل عن الخبراء بأن ادارة اوباما ومع نهاية ولايتها الثانية تحاول ان تمارس استراتيجية وسطية تسمح بتحقيق الاهداف في مجال مكافحة الارهاب وكذلك دعم الحلفاء على الارض.
وشدّد التقرير على "أن الولايات المتحدة تواجه اختباراً صعباً في أفغانستان بعد تنامي حركة "طالبان""، مشيراً الى وجود قرابة 10,000 عنصر اميركي في افغانستان من اجل دعم الجيش الافغاني وكذلك تنفيذ العمليات ضد "القاعدة" والمسلحين الموالين لـ"داعش"".
وختم التقرير بالقول "انّ التمديد لوجود القوات الأميركية في أفغانستان يؤكد على المستقبل الغامض لأفغانستان بعد أن أعلن اوباما منذ فترة بعيدة نهاية الحرب هناك".