حزب الله لن يسمح باستفراد عون
رضوان الذيب
نجح حزب الله من خلال «تدوير الزوايا» من انقاذ الحكومة، وبالمقابل ضرب على الطاولة وفرمل اندفاعة «اهواء البعض» في الذهاب الى معركة «كسر عظم» مع العماد ميشال عون واظهاره بموقع «الضعيف» وبأنه مهما فعل وحتى لو نزل الى الشارع في 13 تشرين الاول فان حركته لن تنتج شيئاً و«البلد ماشي» بدون العماد ميشال عون لضربه ومن خلاله «زرك» حزب الله وتوجيه رسائل له.
وفي المعلومات، ان حزب الله كان قراره، المشاركة في جلسة مجلس الوزراء وأبلغ الجميع نهار الاربعاء بذلك بما فيهم الرئيس تمام سلام، لكن التبدل في موقف الحزب ظهر في منتصف ليل الاربعاء بعد ان تكونت قناعة لدى الحزب بأن هناك قراراً متخذاً بعقد جلسة للحكومة وعدم الرد على ميشال عون، وان معارضته لن تكون الا «صدى في واد» وستتخذ القرارات في الجلسة وستكون الامور اكثر من عادية.
هذه الاجواء وحسب المعلومات دفعت بالحزب الى اتخاذ قرار بمقاطعة الجلسة، وابلغ المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل موقف الحزب الى الجنرال عون، ونقل له تحيات السيد والوقوف الى جانبه، ورفض استفراده والتمسك به كمرشح وحيد لرئاسة الجمهورية. وفي المعلومات، ان العماد عون رد على التحية بأحسن منها وبأن ميزة «حزب الله» الوفاء، كما ابلغ حزب الله الموقف الى الرئيس سلام مع التمني عليه بعدم انعقاد الجلسة وتأجيلها بانتظار المزيد من المشاورات مع تأكيد الحزب الحرص على بقاء الحكومة ودور الرئيس سلام الايجابي في هذه المرحلة وحفاظه على المؤسسات، ومن الطبيعي ان يبلغ الحزب حليفه الدائم والثابت والاستراتيجي الرئيس بري بالموقف وهو الذي يتفهم مواقف الحزب بشكل دائم.
وبالتالي نجح حزب الله في ايجاد مخرج «للمأزق» رغم انه كان يتمنى تأجيل الجلسة، لكن الحزب يعرف جيداً من «همس» في اذن سلام مهدداً انه اذا تم تأجيل الجلسة فعلى سلام تحمّل العواقب وغضب الرئيس فؤاد السنيورة الذي لعب الدور الاول في عدم تأجيل الجلسة ومحاولته اخذ الامور الى المواجهة، معتبراً ان تأجيل الجلسة انكسار لرئيس الحكومة وانتصار للعماد عون ولحزب الله.
واستغربت مصادر سياسية هذا الموقف وتفسيره بأنه هزيمة للرئيس سلام، بل على العكس مخرج للمأزق وللحكومة ولجميع الاطراف السياسية، وسلام اجّل جلسات الحكومة في فترات سابقة لصالح تيار المستقبل، ولم يؤد ذلك الى مشكلة، ورغم ذلك انعقدت الجلسة، وهذا امر لا يجب ان يعتبر بالامر السيء جداً لانه لم تتخذ اي قرارات، وتلا الوزير علي حسن خليل التقرير المالي وهذا بالامر الجيد.
وتؤكد المعلومات ان مقاطعة حزب الله للجلسة امر جعل العماد عون يتريث في خطواته التصعيدية وربما يعطي وقتاً للاتصالات، كما ان الحزب ابلغ سلام ان مقاطعته لا يعني تطييراً للحكومة ونعيها، بل ان القرار له ظروفه وتبعاته، والامور انتهت لكنه لن يسمح باستفراد عون.
وحسب المعلومات، فان حزب الله ارتاح الى موقف النائب سليمان فرنجية بمقاطعة الجلسة تضامناً مع حزب الله، وقدر له هذا الموقف غير الغريب على النائب فرنجية.
وتؤكد المعلومات في هذا الاطار عن لقاء عقد ليل الاربعاء - الخميس بين الوزيرين جبران باسيل وروني عريجي امتد لساعات الصباح وجرى فيه غسل للقلوب، وناقش كل التطورات حيث التباينات ما زالت قائمة لكن مجرد عقد اللقاء يعني ان الامور بدأت تميل الى الايجابية بين الطرفين وتهدئة الامور، وتخفيف السجالات اذا امكن في المرحلة الاولى.
حزب الله «نجح» في تمرير القطوع. فيما المطلوب من الاطراف الاخرى متابعة النقاشات بهدوء لايجاد مخرج مقبول من الجميع ودون ان يشعر اي طرف انه مهزوم، وان التسوية تقوم على «غالب ومغلوب» وان حزب الله لن يسمح بهزيمة حليفه العماد عون او القفز فوق مطالبه، لكن النقاش يجب ان يتم بهدوء من الجميع.