تقدّمٌ يمنيّ في جيزان يُعيد السعودية إلى مربع الدفاع
يحيى الشامي
مع بدء مفاوضات الكويت السابقة، انطلقت القوات اليمنية من المناطق التي توقفت عندها في جيزان بهدف شنّ عمليات عسكرية واسعة، انتهت بسيطرتها على قرى ومناطق في الإمارة السعودية، إلى جانب التقدم في مناطق عسير
جيزان | من ضمن العمليات العسكرية الواسعة التي أطلقتها القوات اليمنية في المناطق الحدودية السعودية أخيراً، أعلن الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» سيطرتهما على قريتي الدفينية والقرن الواقعتين جنوبي مدينة الخوبة في منطقة جيزان.
وتعدّ السيطرة على القريتين الواقعتين ضمن الإشراف الإداري لمحافظة الحرّث في جيزان وفي الأجزاء الشمالية الغربية منها، بمثابة عودة تصعيدية للمعارك في جبهة جيزان من النقاط نفسها التي توقف فيها المقاتلون اليمنيون عن التقدم، إثر انطلاق مشاورات الكويت، وقبلها المفاوضات المباشرة بين «أنصار الله» والجانب السعودي في منطقة ظهران عسير.
وجاءت سيطرة القوات اليمنية على المنطقتين بعد إخفاق عشرات المحاولات السعودية في استعادة السيطرة على قرى ومناطق يسيطر عليها المقاتلون منذ نحو عام، كقرية قمر والجابري ووادي جارة، إضافة إلى الجبال المحيطة بمدينة الخوبة من الأجزاء الشمالية الشرقية، مثل جبل الدود والشبكة والعمود.
مصدر عسكري ميداني أفاد بأنه بعد ساعات من إحكام القوات اليمنية السيطرة على القريتين، حاول الجيش السعودي استعادتهما عبر ثلاث هجمات شاركت فيها عشرات الآليات المدرعة. وأكد المصدر إحراق ست آليات، من بينها مدرعتان، عند أطراف القريتين، مؤكداً أن الطائرات السعودية نفّذت خلال أقل من 24 ساعة ما يزيد على 150 غارة جوية، حاولت فيها إسناد قوات الجيش السعودي على الأرض وقطع خطوط إمداد القوات اليمنية التي باتت تحيط بمدينة الخوبة من أكثر من اتجاه.
شنّت الطائرات السعودية 300 غارة على موقع قلل الشيباني
وفي العملية العسكرية، قُتل عشرات الجنود السعوديين، في وقت لا تزال فيه المعارك متواصلة. وقد حققت العملية الأخيرة في جيزان نجاحاً لافتاً، لكونها جاءت بالتزامن مع تحشيد الجيش السعودي لعدد كبير من القوات بهدف استعادة السيطرة على المواقع التي يسيطر عليها اليمنيون، لكنّ الأخيرين غيّروا من مجريات العمليات العسكرية وأعادوا الجيش السعودي إلى مربع الدفاع.
تأتي هذه التطورات في وقت واصلت فيه القوة الصاروخية والمدفعية استهدافها للمواقع العسكرية السعودية في عدد من الجبهات، حيث أكد قيادي ميداني لـ«الأخبار» مقتل أكثر من 30 جندياً سعودياً في عملية استهداف مدفعي طاولت تجمعاً لهم في موقع المصفق غربي جيزان، فيما نفذ قناصة يمنيون عمليات بحق عدد من الجنود السعوديين في مواقع عسكرية عدة في محيط مدينة نجران، فضلاً عن تنفيذ عدد من الكمائن في المنطقة. ويُشار إلى أن غالبية العمليات القتالية تنطلق من داخل الأراضي السعودية حيث يتخذ منها المقاتلون اليمنيون نقاط انطلاق باتجاه العمق السعودي، الأمر الذي يفسّر شنّ الطائرات السعودية مئات الغارات داخل أراضي المملكة.
وفي منطقة عسير، قُتل عدد من الجنود السعوديين بعدما استدرجتهم القوات اليمنية إلى تباب منطقة الشيباني. وأفاد مصدر في «الإعلام الحربي» عن كمين أعدّه المقاتلون اليمنيون للقوات السعودية، قبل أن ينسحبوا من الموقع الجبلي. وعلى الأثر، تقدمت قوات سعودية واستقرت في هذا الموقع لساعات، قبل أن تجري عمليات قنص واقتحام المقاتلين اليمنيين للموقع عقب وصول العشرات من الجنود السعوديين.
ويعدّ موقع قلل الشيباني من أكثر المواقع التي يدفع الجيش السعودي بثقله العسكري فيها، محاولاً استعادتها. وكانت الطائرات قد شنّت على الموقع 300 غارة، بعد سيطرة اليمنيين عليه قبل أسبوع.