kayhan.ir

رمز الخبر: 44877
تأريخ النشر : 2016September10 - 20:54

الرغبة الروسية يقابلها ابتزاز امريكي


رفعت البدوي

اختتمت قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في الصين، الأحد 4 سبتمبر/أيلول، اعمالها بحضور العديد من قادة وزعماء العالم، ورغم تعدد الملفات التي نوقشت وتم البحث بها الا ان اللافت هو ان موضوع الازمة السورية كان الطبق الرئيس لمحور النقاشات والمباحثات التي دارت بين مختلف الرؤساء خاصة بين الرئيسين الروسي ڤلاديمير بوتين والامريكي باراك اوباما بالاضافة إلى ملف مكافحة الارهاب الذي حاز على اهتمام كبير.

من المسلم به ان الازمة السورية ونظراً لتشعباتها وتعقيداتها الاقليمية والدولية اصبحت تحمل اهتمامًا عالميًّا لانها لم تعد تقتصر على دول محيطة بها، فلا غلو في القول ان معظم العالم بات ينظر الى سوريا الدولة كدولة وشعب وجيش نظرة مغايرة لتلك التي بدأت معها الازمة منذ العام 2011

الكلام الذي كتب او قيل عن فشل التوصل لاتفاق بشأن الملف السوري في المفاوضات التي جرت في قمة G20. بين بوتين واوباما ليس فيه دقة على الرغم من بعض التصريحات التي صدرت بهذا الشأن.

اولًا من المبكر جداً الحكم على نتائج الاجتماع بين الرئيسين الروسي والامريكي، خصوصاً اذا ما اخذنا بعين الاعتبار استمرار الوفود العسكرية والتقنية من كلا الطرفين بالتنسيق والبحث المستمر عن كيفية تذليل العقبات التقنية المتبقية وبالتنسيق مع القيادة السورية السياسية والعسكرية,

ثانياً استمرار التشاور بين وزراء الخارجية الروسية والامريكية وتحديد موعد جديد للاجتماع في اواسط هذا الشهر لتتويج الاعلان عن التوصل لاتفاق دولي بموافقة سوريّة اقليمية للبدء بتنفيذها.

الاتفاق الروسي بين الرغبة والابتزاز

الثاً رغبة الرئيس الامريكي اوباما بانجاز اقليمي يختم فيه عهده الذي لم يتبق منه سوى اشهر معدودة ليسجل في تاريخ ولايته انجازاً يشبه الى حد بعيد انجاز الملف الكيميائي في 2013 وايضاً لاعطاء دفعة معنوية مهمة للحزب الديمقراطي الذي يخوض حملة انتخابات رئاسية امريكية للفوز بلقب الرئيس ال 45 سيد البيت الابيض في واشنطن خلال الشهرين القادمين.

المعلومات التي حصلنا عليها حول نقاط الخلاف في الشقين العسكري تتلخص بالتالي

1- بند متعلق بمنع استخدام سلاحي الجو السوري والروسي قبل البدء بتنطبيق الاتفاق، أي قبل بدء التنسيق العسكري بين الروس والاميركيين في مواجهة "جبهة النصرة" وتنظيم داعش، إذ رفض الروس مبدأ وقف الطلعات الجوية قبل التوصل الى وقف للنار بشكل نهائي.

2 - فك الارتباط بين "النصرة" والفصائل المعتدلة، فالجانب الاميركي يطالب، بحسب الورقة التي سلمها المبعوث الاميركي الى سوريا مايكل راتني، الى أطراف المعارضة المسلحة والسياسية، بعدم قصف النظام المناطق التي تسيطر عليها المعارضة " بصرف النظر عمن فيها بما في ذلك المناطق التي فيها جبهة فتح الشام "جبهة النصرة" (سابقاُ) الى جانب فصائل المعارضة الأخرى". بينما لا يزال الروس يصرون على الفصل التام ميدانياً بين مواقع "النصرة" ومواقع المعارضة المعتدلة. وتصرّ موسكو على "ان واشنطن تستطيع القيام بهذا الدور من خلال الضغط على الفصائل التي تدعمها في الميدان".

3 - خلاف حول تأمين طريق الكاستيلو لادخال المساعدات. فما وجده الروس في ورقة راتني هو "منح امتيازات للمجموعات المسلحة"، فقد ورد فيها ان "على قوات النظام ان تسحب أسلحتها الثقيلة لمسافة 3,5 كيلومترات شمال الطريق، والاسلحة المتوسطة لمسافة 2,5 كيلومتر، والافراد مسافة 1000 متر شمالا، وجنوبا تُسحب قوات النظام الى مسافة 500 متر. وفي المقابل، من جهة المعارضة، تحدثت الورقة الاميركية عن انسحابات تحدد لاحقاً وعن "عدم دخول المناطق التي تنسحب منها قوات النظام وعدم اعاقة مرور المساعدات".

وعبر نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف عن عدم تبني موسكو ودمشق خطة طريق الكاستيلو

على الرغم من نقاط الخلاف التي منعت الاعلان عن وقف لاطلاق النار، فان الرئيس الامريكي قال خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في قمة الصين ان المحادثات مع الرئيس بوتين كانت مثمره وبناءة اتفقنا على كثير من الامور بشأن الازمة السورية الا اننا لم نتوصل لاتفاق شامل بعد، بدوره الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين اعلن خلال المقابلة التلفزيونية في الصين اننا والامريكان على وشك التوصل لاتفاق شامل بخصوص الازمة السورية خلال الايام القادمة.

تجدر الاشارة الى عودة الولايات المتحدة للتحدث عن مستقبل ودور الرئيس بشار الاسد في المرحلة المقبلة ولدى سؤالنا لاحد الدبلوماسيين العارف والمصطلع على خفايا المفاوضات الدئرة في الشأن السوري اجاب باختصار انها الرغبة الروسية يقابلها ابتزاز امريكي بهدف تحسين موقعها التفاوضي.

مما لا شك فيه ان الاجتماع بين وزيري الخارجية في القادم من الايام سيكون مصيرياً في ازالة نقاط الخلاف والاعلان عن الاتفاق المنتظر والا فاننا سنشهد مرحلة جديدة شديدة التعقيد قد تمتد لما بعد الانتهاء من الانتخابات الامريكية وتشكيل الادارة الجديدة في البيت الابيض، وحتى ذلك الوقت يعود الكلام الفصل للميدان العسكري الذي يشكل البطاقة الرابحة والضاغطة في اية مفاوضات قادمه.