kayhan.ir

رمز الخبر: 44859
تأريخ النشر : 2016September09 - 20:59
ما يؤكد صوابية مواقف القيادة الايرانية من الشجرة الملعونة..

استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الحجاج بسبب اهمال وسوء إدارة آل سعود لهذه الشعيرة طيلة 40 عاما

طهران - كيهان العربي:- شهدت العقود الأربعة الماضية على إهمال وسوء إدارة الشجرة الملعونة آل سعود لموسم الحج سقوط أكثر من 4650 حاجاً شهيداً وجرح أضعاف هذا العدد، بعشرات الحوادث التي تبرهن عدم جدارة السعودية رغم الإمكانيات المالية الكبيرة لإدارة هذا الملف، وضرورة إيجاد إدارة إسلامية مشتركة.

ويؤكد سجل حافل على صعيد سوء إهمال وإدارة مواسم الحج من قبل كيان آل سعود على مدى السنوات الأربعين الماضية فشل وعجز الإدارة السعودية في منع سقوط آلاف الضحايا من حجاج بيت الله الحرام.

- عام 1975 أدى حريق هائل في مخيمات الحجاج إلى سقوط 200 ضحية.

- عام 1987 قمعت قوات الأمن السعودية مسيرة سلمية للحجاج تسببت بسقوط 402 من الحجاج.

- عام 1990 تسبب سوء تنظيم حركة الحجيج في أحد الأنفاق بسقوط 1426 حاجاً.

كما سقط 270 حاجاً عام 1994 بسبب سوء إدارة مناسك رمي الجمرات في منى.

- عام 1995 سقط 102 من الحجاج ما بين شهيد وجريح بحريق في مخيم للحجاج بمنى.

- عام 1997 سقط 1843 حاجاً ما بين شهيد وجريح ضحية حريق بخيام الحجاج في منى إيضاً.

كما سقط 289 حاجاً ضحية سوء إدارة تنظيم شعيرة رمي الجمرات.

- عام 2001 راح 35 حاجاً ضحية سوء إدارة شعيرة رمي الجمرات.

وأيضاً في 2003 سقط 14 حاجاً ضحية سوء تنظيم في أول أيام رمي الجمرات بمنى.

- عام 2004 شهد أيضاً تكرار الواقعة، وأسفر سوء التنظيم عن سقوط 251 حاجاً في أول ايام رمي الجمرات.

وفي 2005 أيضاً سقط ثلاثة حجاج ضحايا سوء إدارة سلطات آل سعود لشعيرة رمي الجمرات في منى.

- عام 2006 فقد شهد مقتل 76 شخصاً بانهيار فندق وسط مكة المكرمة فيما سقط 364 حاجاً ضحية سوء إدارة شعيرة رمي الجمرات في منى.

- عام 2015 سقط 110 حجاج ضحية سقوط رافعة داخل الحرم المكي وجرح 238.

ولم ينته موسم حج العام الماضي إلا بتسجيل أسوأ كارثة بسبب سوء إدارة سلطات آل سعود وإغلاقهم الطرق المؤدية لمنشأة رمي الجمرات في منى ما تسبب بسقوط 769 حاجاً حسب الرواية السعودية، و2411 حسب وكالة أنباء أسوشييتد برس، و7477 ضحية حسب إحصائيات الدول الإسلامية.

على الصعيد ذاته أشاد علماء الدين في لبنان وفلسطين بنداء قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي خامنئي لحجاج بيت الله الحرام، ودعوا إلى مشاركة الدول الإسلامية في إدارة مناسك الحج، مؤكدين أن الأراضي المقدسة هي ملك لجميع المسلمين.

وأشار مسؤول العلاقات العامة في مجلس علماء فلسطين الشيخ محمد موعد في حديث لقناة العالم إن: الإمام القائد السيد على الخامنئي رفع الصوت عالياً ليقول للعالم أجمع تفضلوا وخذوا دوركم في الحفاظ على هذه الأماكن المقدسة، وهذا يعود بالخير على جميع المسلمين وخاصة على حجاج بين الله الحرام.

فيما توجه أمين عام تجمع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين بالدعوة "من خلال مؤتمر الحج إلى وحدة الأمة.. ولا تتمثل هذه الوحدة إلا بوجود القيادة والقائد ومجلس الشورى."

وقال رئيس حركة الإصلاح والأمة الشيخ ماهر عبد الرزاق إن: خطاب السيد القائد هو خطاب على مستوى الأمة الإسلامية جمعاء، ونحن نعتبره بمثابة القائد الذي يعلم ما يصلح هذه الأمة مما يفسدها، وما يوحدها ويضعفها وما يقويها.. لذلك نحن نعتبر أن ما تفعله المملكة العربية السعودية هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء.

ولفت عضو المجلس المركزي في تجمع العلماء المسلمين الشيخ جمال الدين شبيب، الى أن خطاب السيد القائد الخامنئي وضع اليد على الجرح عندما أشار إلى المعضلة والمشكلة وهي تسلط قوى طاغية وظالمة على هذه البقعة المباركة .

وأوضح رئيس جمعية منتدى الوحدة للتعاون الاجتماعي الشيخ عادل تركي أن: دور علماء المسلين في لبنان ودور العلماء قاطبة هو أن يصوبوا هذه المسألة الهامة أي مسألة الحجيج.. بأن تكون مسؤولية الحجيج مسؤولية جماعية وليس مسؤولية النظام السعودي، الذي هو غير مؤهل لأن يكون بهذا الموقع.

وبين عضو الهيئة الفلسطينية للرعاية والإرشاد الشيخ محمد قدورة إلى أن "هذه الفريضة المعني بها كافة المسلمين في العالم لاتخص فقط الخليجي أو السعودي أو غير ذلك.. لذلك عليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في جميع الحجيج."

من جانبه أشار مسؤول العلاقات الخارجية في تجمع العلماء المسلمين الشيخ حسين غبريس أن: السيد القائد وضع إصبعه على الجرح.. وكان لابد من أن ترتفع الصرخة والصوت عالياً لكي يعرف الجميع، المسلمون وغير المسلمين، من هم آل سعود ومن هم هؤلاء الذين يتحكمون بمصير البيت العتيق.

من جانبه رأى رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة" الشيخ ماهر حمود أن رسالة الحج للامام آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أضافت في هذا الموسم نقداً موضوعياً للأسلوب الذي انتهجته السلطات السعودية اثر مجزرة منى العام الماضي.

وفي بيان له تحت عنوان "بين القائد والمفتي"، قال الشيخ ماهر حمود أحد أبرز علماء أهل السنة في لبنان: "نشهد أن الانتقاد کان في مكانه ولو كان بألفاظ قاسية، ويشفع له في ذلك حجم الكارثة التي وقعت العام الماضي في منى صبيحة يوم العيد".

وسأل الشيخ حمود: أين لجنة التحقيق؟ والى أي شيء توصلت ؟ ما سبب هذا التدافع؟ ما سبب إغلاق البوابة التي سببت كل هذا التدافع ثم فتحها جزئياً ؟ هل لمرور أمير أم لأمر آخر؟ لماذا صمت العالم الإسلامي؟ ألم يسقط ضحايا من كل جنسيات العالم الاسلامي تقريباً ؟ إذا سكت الايرانيون حرصاً على وحدة الصف مثلاً، لماذا يصمت الآخرون؟ لماذا لم تسأل حكومات العالم الاسلامي عن مواطنيهم الذين سقطوا ضحايا في هذه الكارثة؟ ولماذا دفنت الجثث دون التعرف على أصحابها وجُمعت في حاويات وكأنها بضاعة فاسدة أو، وللأسف، كأنها نفايات معدّة للتلف الى آخر ما هنالك من التساؤلات المشروعة؟.

وأضاف: جاءت المفاوضات الايرانية – السعودية، بعد ذلك بموضوع الحج لتفرض المملكة شروطاً غير منطقية لتكون النتيجة منع الحجاج الايرانيين من الحج وكأنهم هم الذين تسببوا بالمجزرة الهائلة في منى وليسوا هم الضحايا أو من الضحايا... وتم تصوير هذا المنع اعلامياً بأن الايرانيين هم الذين تمنعوا عن الحج ورفضوا التوقيع على الشروط السعودية، وكان هذا الاخراج مضحكاً مبكياً (!!!)، إذن تمت معاقبة الايرانيين لمجرد أنهم تساءلوا عن مصير التحقيق وعن سبب الكارثة وكيفية تلافي تكرارها ....

وأكد الشيخ ماهر حمود أن كلام سماحة الإمام القائد آية الله العظمى الخامنئي كان كلاماً اسلامياً ناصحاً من موقع المتألم لما حصل ويمكن أن يتكرر، ولكن المؤسف أنّ ردّ مفتي السعودية كان غير منطقي وغير عملي.

واعتبر أن كلام مفتي النظام السعودي غير المسؤول يصب زيتاً على نار تشتعل ولا ينبغي أن يصدر عن عالم دين فضلاً عن مفتي بلد اسلامي كبير يحتضن الحرمين الشريفين، فضلاً عن هذا الظرف الاستثنائي الذي تمرّ به الامة حيث يمكن لكلمة غير مسؤولة أن تشعل حرباً، ويدحض كلامه أن الحجاج الايرانيين يحجون في كل المواسم دون انقطاع، فهل اكتشف المفتي مؤخراً أنهم غير مسلمين؟ وهل سيتم منعهم عن الحج دائماً؟....

وإزاء هذا التناقض الفاضح بين خطاب عقلاني إسلامي يستند على حق وواجب شرعي واضح وبين جواب غير مسؤول، رأى الشيخ حمود انه لا بد توضيح النقاط التالية:

أولا: ان موسم الحج ينبغي ان يكون لجميع المسلمين دون استثناء، ولقد اكدت الآية الكريمة من سورة الحج هذا المفهوم {.الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكفُ فِيهِ وَالْبَادِ . } (سورة الحج 25)، اي يستوي فيه القادم من بعيد والقاطن فيه، مما يفترض ان يجعل السلطات السعودية (مديرة) لمناسك الحج وليست متسلطة حيث ينبغي وحيث لا ينبغي، وتمنع من تشاء وتسمح لمن تشاء دون اي معيار شرعي او مصلحي.

ثانيا: ان كلمة تسييس موسم الحج التي يتهم بها الايرانيون كلمة واسعة المدلول، فكيف يحق مثلا لخطيب الحرم وللإعلام السعودي خلال الحج ان يسمي العدوان السعودي على اليمن او دعم الجماعات الارهابية جهادا، ولا يسمح للإيرانيين ان يرفعوا شعار الموت لإسرائيل مثلا.

ثالثا: ان اطلاق شتيمة الفرس او المجوس او الصفوية على ايران لن تغير واقعا حقيقيا ملموسا بأن ايران تدعم المقاومة في لبنان وفلسطين وفي كل مكان في مواجهة "اسرائيل" ومن يدعمها متجاوزة الانتماء المذهبي والقومي.

رابعا: ان القول ان ايران تدعم المقاومة من اجل دعم مشروعها التوسعي، كلام مرفوض، حيث تدفع ايران اثمانا باهظة ازاء موقفها هذا ولا تجني ارباحا كما يرجف المرجفون.

خامسا: ان تخويف السنة من مشروع تشييع السنة في العالم، فرية لا يقبلها عاقل، وتدل على ادعاء بالضعف في غير مكانه. وقال اننا نستطيع ان نعلن باسم علماء دين سنة من كافة انحاء العالم الاسلامي يدعمون ويوالون مشروع المقاومة والممانعة الذي تسير به الجمهورية الاسلامية في ايران فنقول: ان تمسكهم بمذهب اهل السنة والجماعة يفوق تمسك الآخرين وقناعاتهم وهم يتساءلون: من يمثل اهل السنة والجماعة على الساحة السياسية؟ وهل التطبيع مع العدو الاسرائيلي وحصار غزة وتدمير سوريا ودعم خوارج العصر، وانفاق مال البترول، الذي هو مال الامة، على الفساد والملذات والعدوان، والخضوع للسياسة الاميركية المجرمة في المنطقة.الخ، وما الى ذلك من الترهات هل هذه كلها من مقتضيات الانتماء الى اهل السنة والجماعة ام ان الذين يزعمون انهم ينطقون باسم اهل السنة والجماعة يزورون الاسلام ويشوهون حقائق الدين؟.

سادسا: اننا نؤكد لمن يلعب هذه اللعبة القذرة ان اهل السنة والجماعة هم بحر الاسلام الواسع فيه تصب كل الانهار والجداول، وان حجم اهل السنة والجماعة في العالم المعاصر كما في التاريخ كما تراثهم الفقهي والعلمي والسياسي الواسع لا يجيز لأحد يدعي تمثيلهم ان يتحدث عن خطر التشييع الموهوم، بل ان الامر الطبيعي هو ان يأخذ ممثلو اهل السنة والجماعة الحقيقيون دورهم في الحياة فيتبوأون مكانهم الطبيعي في قيادة الامة ليسير الجميع وراءهم، لا ان يفتشوا عن اخطاء الآخرين ويطمسوا حسناتهم البارزة.

سابعا: ان التفاضل بين المسلمين يكون بوضع النصوص الشرعية موضع التنفيذ، (. وقل اعملوا) وان مصداق ذلك في القضية الفلسطينية: بأنه لا يوجد في الفقه الشيعي او الجعفري او الامامي ما يجعل فلسطين اكثر قداسة مما هو موجود في فقه اهل السنة والجماعة، وكذلك فيما يعني مواجهة الاستكبار العالمي، بل ان النصوص التي يعتمد عليها الايرانيون في جعل فلسطين الاولوية المقدمة على كل القضايا هي نصوص اسلامية جامعة، لكنهم وضعوها موضع التنفيذ وبذلوا من اجلها الغالي والنفيس فيما عطلها الآخرون وتباكوا عليها.

ثامنا: ان من اوجب الواجبات في هذه المرحلة التي نحن فيها العمل على وأد الفتنة المذهبية والتقريب بين فئات المسلمين على اختلاف انتماءاتهم المذهبية والقومية والسياسية، حيث تكاد الفتن ان تقضي على كل ما تم بناؤه في العقود الاخيرة وتجعلنا اضحوكة في أعين الامم الاخرى، ونحن هنا ندعو كل من يعلن حرصه على الاسلام والمسلمين في ان يساهم في اطفاء هذه الفتن والتركيز على ما يقرب القلوب ويوحد الصف ولا نستثني من ندائنا احدًا.