لايحق للرياض ان تفرض!!
مهدي منصوري
ادرك الجميع ان الحرب على سوريا هي مفتعلة ومفروضة ولم تكن واقعية واشعلت نارها من اجل تحقيق اهداف خارجة عن ارادة الشعب السوري، ومن الطبيعي ان الذين أججوا هذه النار وفي مقدمتهم السعودية قد حشدوا كل الطاقات والقدرات والامكانيات من اجل ان تبقى مستمرة في اوارها ظانين انها قد تحقق اهدافهم المشؤومة ليس فقط في سوريا بل في المنطقة.
ولذا ومن الملاحظ ان الرياض التي استغلت الحراك السلمي السوري المطالب بحقوقه وحولته الى مواجهة عسكرية من خلال استمالتها لبعض قيادات الجيش وتشكيل "الجيش الحر" ودعوة الضباط والجنود للالتحاق به من اجل مواجهة النظام السوري بالسلاح، ولم تكتف بذلك بل انها اخذت تجند المرتزقة من جميع انحاء العالم وتشكيل المجاميع الارهابية التي تعددت مسمياتها وتوحدت هدفها لتحقيق ماكانت تصبوا اليه.
الا ان الاخفاق الكبير الذي منيت به السعودية والذي لم تكن تتوقعه هو صمود الشعب السوري والوقوف وراء قواته المسلحة وبهذه الصورة المنقطعة النظير والتي توجت بالانتصارات الكبيرة ودحر الارهابيين وبصورة مخزية بحيث وصل بهم الامر اما الى الاستسلام للقوات السورية او مواجهة الموت الزؤام او البحث عن منافذ يمكنهم الانهزام من ارض المعركة.
واليوم وبعد هذه الانهيارات الكبيرة للارهاب وفشلهم الذريع في تحقيق ماسطر لهم لم يبق الا طريق واحد لحل الازمة السورية وهو مااجمع عليه المجتمع الدولي من ان الحرب العسكرية لن تجدي نفعا وانها لم تكن الطريق السليم لحل الازمة ولابد من الذهاب الى الجلوس على طاولة الحوار.
وكانت الحكومة السورية المنتصرة في الميدان قد لبت نداء المجتمع الدولي واعلنت انها مستعدة لمثل هذا الامر مما اسقط مافي ايدي المتامرين عليها ، وبنفس الوقت وجدت الدول الداعمة للارهاب خاصة السعودية ان القبول بالحوار دليل قاطع على انهزامها وفشل مشروعها الذي بذلت من اجله الكثير، لذلك عمدت الى افشال جلسات الحوار التي انعقدت في جنيف من خلال اصرار مأجوريها ومايطلق عليهم بوفد المعارضة بوضع شروط تعجيزية تتجاوز صلاحيتهم وتقفز على ارادة الشعب السوري .
واليوم وزير الخارجية السعودي الجبير الذي يدرك جيدا ان وضع مملكته هو اسوأ مما كانت عليه قبل سنوات بسبب الادانات التي اخذت تتوالى عليها بدعمها للارهاب وقتل الابرياء من ابناء الشعوب الذي طالها هذا الارهاب وغيرها من الممارسات اللاانسانية واللااخلاقية التي وثقت لدى منظمات حقوق الانسان والعفو الدولية ياتي اليوم ليعلن ان الازمة السورية يمكن حلها وبسهولة ولكنه يحاول ان يرمي الكرة في ملعب الحكومة السورية من انها لاترغب بذلك هادفا الى عدم قبولها شروط الرياض القائمة على تغيير الاوضاع وبما يعتبر تدخلا سافرا في الشأن الداخلي وانتهاك صارخ لاستقلال وسيادة الشعب السوري.
وفي نهاية المطاف لابد من التاكيد ان الرياض وفي موقفها المهزوز اقليميا ودوليا لايحق لها ان تفرض او تطلب شيئا لان عليها ان تفكر مليا في اوضاعها وعلى مختلف المستويات والتي ستؤول الى الانهيار كما اكدته بالامس الكثير من التحاليل والتقارير الدولية .