kayhan.ir

رمز الخبر: 44736
تأريخ النشر : 2016September07 - 20:10

القوات اليمنية تتقدم عند الحدود الغربية مع السعودية: الجيش واللجان يعززان مواقعهما على البحر الأحمر يحيى الشامي,

علي جاحز

تمكن الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» من استعادة مواقع مهمة في الأطراف الغربية للحدود اليمنية ــ السعودية بدءاً من ميدي وصولاً إلى الداخل السعودي، ما أنهى وجود القوات الموالية للتحالف السعودي هناك

جيزان ــ صنعاء | في تطور مفصلي شهدته الجبهة الغربية للحدود بين اليمن والسعودية، شنت القوات اليمنية عملية عسكرية واسعة على الأطراف الشمالية الغربية لمنطقة ميدي نجحت على اثرها في السيطرة على ما تُعرف بـ«مواقع تبّة الدفاع» ومرافقها العسكرية الممتدة على ساحل مدينة ميدي وجزء من صحرائها وصولاً إلى داخل الأراضي السعودية قُبالة الخط الساحلي للبحر الأحمر.

ودارت العملية لساعات يوم الأحد، معتمدةً وفقاً لمصادر ميدانية على هجوم استباقي واسع النطاق من ثلاثة محاور، بدأ أولها من طرف مدينة حرض والثاني من المنطقة الصحراوية الممتدة بين حرض ومدينة ميدي، والثالث شمل الخط الساحلي للمدينة حيث تقع المواقع الاستراتيجية.

ووصلت القوات اليمنية إلى نقطة متقدمة داخل الأراضي السعودية حيث خطوط الإمداد بين مراكز التموين السعودية ومواقع المسلحين من الجماعات التابعة للرئيس المستقيل، عبد ربه منصور هادي، واللواء، علي محسن الأحمر. وتعد «مواقع الدفاع» من آخر النقاط التي انتهت عندها معارك ميدي قبل شهر ونصف شهر، حين أعلن الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» إخراج المقاتلين من صحراء ميدي وهروب البقية إلى مراكز ومعسكرات انطلاقهم داخل الأراضي السعودية في منطقة الموسم. وأشارت المصادر إلى السيطرة على كميات من الأسلحة الثقيلة السعودية والسيارات، فيما أظهرت مشاهد لـ«الإعلام الحربي» أمس، عدداً من الأسرى بعضهم جرحى، قبل أن توثق جزءاً من المناطق الواسعة التي جرت استعادتها.

وقد أثارت التطورات السريعة في ميدي حفيظة مسؤولين سعوديين اتهموا قيادات عسكرية موالية لهادي بـ«الخيانة وتمكين الحوثيين من مواقع عدة في المعركة». وقالت المصادر إن خلافاً كبيراً وقع بين ضباط سعوديين وقيادات عسكرية موالية لهادي والأحمر خلال اجتماع طارئ دعا إليه السعوديون إثر تقدم الجيش اليمني و«اللجان الشعبية».

على صعيد متصل، قالت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» إن «أكثر من مئة قتيل وعشرات الجرحى» سقطوا في مواجهات نشبت بين المسلحين الموالين لهادي والأحمر من جهة، والقوات السعودية من جهة أخرى خلف حدود ميدي ومنفذ الطوال، وذلك إثر الاتهامات المتبادلة بالخيانة بعد تقدم القوات اليمنية.

واتهمت السعودية الموالين لهادي بقيادة حميد القشيبي المحسوب على اللواء الأحمر، بأنهم فتحوا الطريق للجيش و«اللجان الشعبية» أمام التقدم الذي شهدته مواقع أطراف ميدي. وقد نتجت من تلك الخلافات مواجهات عنيفة أدت إلى سقوط ذلك العدد الكبير من القتلى في صفوف الطرفين، إضافةً إلى حملة اعتقالات واسعة نفذتها القوات السعودية لعدد من أتباع القشيبي، وبحسب المصادر العسكرية استمر التوتر حتى.

في غضون ذلك، كانت القوة الصاروخية اليمنية قد أعلنت استهداف تجمع لجنود سعوديين وضباط أثناء اجتماعهم في منطقة الموسم، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة في صفوف المجتمعين الذين يزيد عددهم على الثلاثين، وتشير المعلومات إلى أن ذلك الاجتماع عُقد عقب المعركة.

وبالرغم من تحقيق المسلحين خروقاً تمثلت في السيطرة على بعض المواقع في أطراف صحراء ميدي قبل أشهر التي سرعان ما استعادها المقاتلون اليمنيون، فقد جاءت العمليات الأخيرة منهية لوجود المسلحين الموالين لـ«التحالف» في ميدي و صحرائها وعلى ساحلها البحري الاستراتيجي، بما فيه من مواقع عسكرية.

بموازاة ذلك، تدور في جبهة عسير معارك ضارية في محاور عدة، بينها محور قلل الشيباني، حيث شن الطيران مئات الغارات في محاولة لإنهاء سيطرة القوات اليمنية على المواقع الاستراتيجية المشرفة على منفذ علب البري بين البلدين، حيث دمر المقالتون اليمنيون مدرعة وطقما عسكريا خلف الموقع. وعلى وقع ذلك، كشفت القوات اليمنية عن هوية ضابطين سعوديين من أصل ثلاثة ضباط قُتلوا قنصاً خلف مواقع قلل الشيباني وهما الضابط محمد البهيجان وعلي عسيري.

كشف مصدر في وفد صنعاء العالق في العاصمة العُمانية مسقط لـ"الأخبار"، أن الوفد التقى مساء أمس المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ، بناءً على وساطة عُمانية. وكان من المتوقع، وفق المصدر، أن يسلم ولد الشيخ خطة اتفاق شامل للوفد، ويقدم تصوراً يرسم مسار الجولة المقبلة من المشاورات.

وأفاد المصدر بأن المشاورات التي قد تستأنف مجدداً لمدة أسبوع فقط، من الممكن أن تنتهي باتفاق شامل يجري التوقيع عليه في الكويت بعد استكمال النقاشات حول القضايا العالقة.

في الوقت نفسه، أشار المصدر إلى جدية الوساطة العمانية في تهيئة الأجواء للعودة إلى مسار المشاورات من جديد، لافتاً إلى أن السلطات العمانية ترى أهمية في استئناف الحوار، ومشيراً إلى أن العمانيين أبدوا استعدادهم للضغط مجدداً لفك الحصار عن الأجواء اليمنية وتجهيز رحلة خاصة للوفد إلى صنعاء.