هزائمهم دفعتهم للانتقام من الناس
الهزائم الكبيرة التي منيت بها المجموعات الارهابية خاصة داعش بحيث اخذت تفقد الاراضي التي كانت تستند عليها وبنفس الوقت اصبحوا اليوم امام طريقين لا ثالث لهما اما مواجهة القتل او الاستسلام. ولذلك وامام هذه الحالة المزرية لابد ان يذهبوا الى اسلوب يمكن ان يقولوا من خلاله لاسيادهم انهم لازالوا هناك هذا من جانب، ولكي يشبعوا حقدهم الدفين في قتل الابرياء وذلك من خلال القيام بعمليات استهداف المدن ومحاولة قتل العديد من الامنين من جانب اخر.
والذي لابد من الاشارة اليه ان هذا الاسلوب قد فقد مصداقيته ولم يعد له التاثير لان الشعوب ادركت جيد ان هؤلاء لا يعرفون الا لغة القتل والتدمير وبنفس الوقت ولكون شرهم المستطير اخذ بالانحسار فان مثل هذه الاعمال قد تكون ردود فعل طبيعية لمن يعالج ويتجه نحو الموت.
واليوم وفي ظل الانتصارات الاخيرة للجيش السوري والتي استعادت اغلب المناطق في حمص وحلب وحماه من ايدي الارهابيين بحيث فرض واقعا جديدا سواء على المستوى الاقليمي أوالدولي وهو الاتجاه نحو الحل السلمي للازمة السورية مما شكل افضل صورة من صور الانهيار للمجاميع الارهابية التي ادركت ان لامكان لها بعد اليوم على الارض السورية خاصة قطع طرق الامداد وتركهم يواجهون مصيرهم الاسود لعدم وصول الامدادات والمؤون وغيرها والتي تجعلهم يستمرون في جرائمهم.
ولم يقتصر اندحار الارهابيين على سوريا بل حتى في العراق وليبيا او اي مكان يتواجدون فيه مما شكل حالة من الضغط الكبير الذي يصعب عليهم تحمله وبنفس الوقت وضع الداعمين لهم سواء الاميركان او بعض الدول الاقليمية وعلى راسهم السعودية في الزاوية الحرجة خاصة بعد قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن التي ستطال كل من يقدم الدعم لهذه المجموعات الارهابية.
وبطبيعة الامر فان هذا الوضع المزري الذي تعيشه المجاميع الارهابية قد يدفع الداعمين لهم و كما تؤكد بعض المؤشرات ان ترفع يدها عنهم لعجزهم عن تحقيق اهدافهم التي جندوا من اجلها. وبذلك سيشكل صدمة كبيرة لهذه المجاميع بحيث تقف وحدها في الميدان حتى تواجه مصيرها المحتوم، مما تفتح الطريق امام المجتمع الدولي لان يذهب وبقوة نحو الحل السلمي لكي ينقشع الخطر الذي كان يقلق الجميع.