الصحف الاجنبية : آل سعود قد يلقون مصير صدام جراء التصعيد ضدّ ايران
ذّر باحث ايراني من أنّ السعودية تلعب بالنار جراء سياستها التصعيدية ضد ايران، مشبهاً ما تقوم به الرياض اليوم بالسياسة التي كان يتبعها نظام صدام حسين ضد الجمهورية الإسلامية، ونبّه الى أن السعودية قد تواجه المصير الذي لقيه نظام حزب "البعث" في العراق.
هذا وكشفت صحف بريطانية بارزة أن لندن أصبحت تحتل الموقع الثاني عالمياً من حيث تصدير السلاح، مشيرة الى أن صادرات السلاح هذه تؤجج النزاعات في الشرق الاوسط.
بريطانيا ثاني أكبر مصدر للسلاح عالمياً
نشرت صحيفة "الاندبندنت" تقريراً بتاريخ الرابع من أيلول/سبتمبر الجاري كشفت فيه "أن الارقام الرسمية الصادرة عن الحكومة البريطانية تفيد بأن لندن أصبحت ثاني أكثر تاجر للسلاح في العالم، وأن أغلب الاسلحة التي تصدرها بريطانيا تؤجج النزاعات في الشرق الاوسط".
الصحف الأجنبية
وأشار التقرير الى "أن بريطانيا ومنذ العام 2010 قامت ببيع أسلحة الى 39 بلداً تصنفها مؤسسة "Freedom House" بانها "غير حرة""، موضحاً "انه وخلال هذه الفترة، فإن نسبة ثلثي الأسلحة البريطانية تم بيعها الى دول الشرق الاوسط، حيث أدت الفوضى الى "خطر ازدياد التهديدات الارهابية على بريطانيا والغرب".
كذلك، لفت التقرير الى "أن الاحصاءات التي جمعتها احدى الجهات الحكومية البريطانية أفادت بأن المملكة المتحدة تخطت كل من روسيا والصين وفرنسا خلال الاعوام العشرة الماضية من حيث معدل بيع السلاح، وبان الولايات المتحدة فقط تسبق بريطانيا في هذا المجال".
وأشار التقرير الى "أن الحكومة البريطانية تجاهلت الدعوات المطالبة بوقف بيع السلاح الى الانظمة القمعية ومن بينها السعودية، اذ ان الامم المتحدة قالت بأن الرياض ارتكبت جرائم حرب في اليمن"، لافتاً الى أن البرلمان الاوروبي واحدى لجان مجلس العموم البريطاني قد دعيا الى وقف صادرات السلاح الى الانظمة المستبدة، مضيفاً "ان الحكومة البريطانية تقول انها لم ترَ ما يدل على جرائم حرب سعودية".
غير أنّ التقرير نبّه الى أن التحالف الذي تقوده السعودية قصف العديد من المستشفيات التي تديرها منظمة "أطباء بلا حدود"، اضافة الى المدارس وحفلات الزفاف، كما أشار الى استهداف مصانع الطعام في اليمن، بينما يواجه هذا البلد نقص في المواد الغذائية، ولفت الى ما تقوله المنظمات الانسانية عن وجود أدلة تفيد استهداف المدنيين بشكل متعمد.
التقرير نقل عن "Andrew Smith" من "الحملة ضد الاتجار بالسلاح" تحذيره بأن الانظمة التي تشتري السلاح من بريطانيا "لا تشتري السلاح فحسب بل ايضاً الدعم السياسي والشرعية"، مستبعدًا ان تتحرك بريطانيا ضد انتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها هذه الدول في الوقت الذي تجني فيه ارباحاً من هذه الدول نفسها.
السعودية تلعب بالنار في سياستها العدائية تجاه ايران
الباحث الايراني "ArashReisinizhad" كتب مقالة نشرها موقع "National Interest" بتاريخ الرابع من ايلول/سبتمبر الجاري أشار فيها الى مشاركة رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل بمؤتمر منظمة "منافقي خلق" الإرهابية في التاسع من تموز/يوليو الجاري ودعوته خلال هذا المؤتمر الى الاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية في ايران، معتبراً "أن تسلسل الاحداث يشير الى بدء مرحلة جديدة من المواجهة بين طهران والرياض".
ورأى الكاتب "ان ما يُسمى الربيع العربي أسّس لتحول في سياسة الرياض على صعيد المنطقة، اذ ان السعودية خسرت احد حلفائها السابقين مع رحيل نظام حسني مبارك".
وأوضح الكاتب "ان سوريا دخلت حربًا أهلية "مع دعم مباشر من الرياض وكذلك من الدوحة وانقرة"، كما تحدث عن مقاربة سعودية جديدة في المواجهة مع ايران تتمثل بانشاء علاقات مع مجموعات مسلحة من اجل "دحرها"" على حد تعبيره.
وقال الكاتب "ان سياسة السعودية الجديدة هذه يبدو أنها تتضمن مواجهة التهديدات الاقليمية والداخلية من خلال انشاء العلاقات مع المجموعات السياسية-المسلحة خارج أراضيها"، كذلك رأى "ان سياسة السعودية الجديدة تستند إلى خوض حروب بالوكالة مع ايران من اجل دحر قوة ايران الاقليمية".
الكاتب أكّد "أنّ سياسة الرياض الخارجية لما أسماها "دحر ايران" تستند على دعم "الجماعات الإرهابية"، وشرح كيف دعمت السعودية وبقوة جماعات مثل جبهة "النصرة" و"داعش" و"جيش الاسلام" و"الجيش الحر" ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد المتحالف مع ايران".
وفي السياق نفسه، قال الكاتب "ان الرياض تعمل على التقسيم الطائفي بين السنة والشيعة في العراق من خلال دعم جهات سنية عراقية معينة".
اما على الصعيد الداخلي، فقد اعتبر الكاتب "ان سياسة السعودية الجديدة تستند على تفعيل جماعات مثل ما يُسمى "منافقي خلق" والمجموعات المسلحة في المناطق الكردية الايرانية وفي محافظة بلوشستان.
كما رأى "ان اجتماع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مع زعيمة "منافقي خلق" مريم رجوي ينسجم وسياسات الرياض الهجومية في المنطقة"، وتابع "ان الرياض قامت بتسهيل عقد هذا الاجتماع".
وأشار الكاتب أيضاً الى "أنّ القادة السعوديين صعدوا حملتهم ضد الجمهورية الإسلامية من خلال دعم الجماعات المسلحة داخل ايران"، مشدداً على "أن وقوف السعودية الى جانب ما يُسمى "الحزب الكردستاني الديمقراطي" الايراني يمثل تحولا جديدا.
كما تحدث عن تعزيز خطر "الانفصالية الكردية" بسبب دعم السعودية للمسلحين الاكراد الايرانيين، لافتاً الى ان المسؤولين الايرانيين حذروا الرياض من ان "القنصلية السعودية في اربيل انشأت معسكر تدريب هناك وفتحت مكتبين قرب الحدود الايرانية"، وتابع "ان العديد من وسائل الاعلام السعودية مثل قناة العربية قدمت تغطية مكثفة غير مسبوقة لنشاطات الحزب الكردستاني الديمقراطي الايراني الارهابية".
كما تحدث الكاتب عن التهم الموجهة الى الرياض بسبب دعمها للمجموعات البلوشية المسلحة وخاصة لما تُسمى "جندالله"، في جنوب شرق ايران، مشيراً الى تصريح أمين عام المجلس الاعلى للامن القومي الاميرال علي شمخاني بـ"ان جندالله هي جماعة "سلفية جهادية يساندها مالياً السعوديون".
الا ان الكاتب اعتبر ان استخدام السعودية للمجموعات الوهابية السلفية يشكل خطوة استراتيجية خاطئة، وحذر من ان "العدائية السعودية الجديدة" تجاه ايران قد تنهار وبالتالي فإنها لن تحقق النتائج المرجوة.
وتابع الكاتب "ان افتقاد السعودية للقوة الناعمة لدى وكلائها سيشل كذلك تهديدات الامن القومي السعودية"، مشيراً الى ان حلفاء ايران الاستراتيجيين من افغانستان الى البحر المتوسط لم يشكلوا اي خطر على ايران بينما الجماعات الإرهابية مثل "القاعدة" و"داعش" تنافست مع الرياض على زعامة العالم السني"، وبالتالي لم يستبعد تعرض السعودية لهجوم من قبل احدى هذه الجماعات.
الكاتب جزم بأن سياسة السعودية التصعيدية الجديدة تجاه ايران ستتصاعد خلال الاشهر المقبلة، وبان الرياض ستستخدم كافة السبل الممكنة لممارسة الضغط على ايران، غير أنه شدد على ان هذه السياسة العدائية ستتسبب بالنهاية بخسائر لا يمكن التعويض عنها سواء للملكة او المنطقة.
ولفت الى ان التاريخ اثبت بان هذه السياسات ستأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل كما حصل مع صدام حسين.