kayhan.ir

رمز الخبر: 44599
تأريخ النشر : 2016September04 - 21:02

لا ترسلوا لداعش بطاقة دعوة !


اطلق الشيخ رفسنجاني مؤخراً تصريحاً، لاينسجم و بداياته الثورية، و ان كان يتطابق ورؤاه بعد عام 2009، اذ قال؛ «ان كنا نشهد اليوم اقتصاداً قوياً في المانيا و اليابان، فهاتان الدولتان قد منعتا من امتلاك جيش بعد الحرب الكونية الثانية ... فالجيش يستوعب ميزانية الدولة اثناء الحرب، من هنا تمكنتا من اطلاق عائداتهما للشؤون العلمية و الانتاج و تأسيس اقتصاد علمي، و لذا تحصنتا من كل ضرر، هذا الطريق مفتوح لايران و على المدراء و المسؤولين المتحرقين على النظام و المعلمين ان يلجأوا الى هذا المسلك، و انا واثق من ان الحكومة الثانية لروحاني ستوصلنا الى هذا الهدف»!

وكان للشيخ رفسنجاني تصريحات مشابهة اذ قبل اشهر كان قد اطلق على تغريدته «ان عالمنا هو عالم الحوار و ليس الصواريخ»!

وبخصوص تصريحات الشيخ رفسنجاني -سواء علم واراد أم لم يعلم و لم يرد- هنالك كلام يطول حول دعوة اميركا و سائر اعداء الجمهورية الاسلامية الايرانية لمهاجمة بلدنا؛

1- في البداية لابد من القول انه على العكس مما طرحه الشيخ رفسنجاني، فان اليابان و المانيا تحتلان المرتبتان الثامنة و التاسعة للدول التي تخصص اعلى الميزانيات العسكرية سنوياً، بواقع 41 مليار دولار نفقات اليابان، و 36ر7 مليار دولار نفقات المانيا و قد صنفت اللائحة بالترتيب؛ اميركا ثم الصين و السعودية و روسية وبريطانيا والهند وفرنسا المراتب الاولى الى السابعة في اعلى مستوى من النفقات العسكرية. من هنا فان المعلومات المقدمة من قبله بخصوص اليابان و المانيا لااساس لها من الصحة، فما تبذلانه من ميزانية عسكرية سنوياً اعلى من كثير من الدول الاوربية مثل ايطاليا و النمسا و...

2- ان منع اليابان و المانيا من امتلاك قوة عسكرية و جيش مستقل لم يكن برغبتهما وانما بعد الحرب العالمية الثانية و اندحار دول المحور؛ اليابان و المانيا و ايطاليا، منعت اليابان و المانيا من امتلاك قوة عسكرية و جيش مستقل، و تولى الحلفاء امر امنهما الخارجي، في الوقت الذي خضعت الدولتان لهيمنة الجناح الغربي لاسيما اميركا، وما زالت هذه السلطة مستمرة. ولذا من الطبيعي ان لا تتعرض هكذا دول لخطر تهديد اميركي و حلفائها. فهل ان الشيخ رفسنجاني ينصح الجمهورية الاسلامية الايرانية بوصفة الرضوخ للتسلط و الهيمنة الاميركية؟ وهو يعلم جيداً ان وصفته تعني التقهقر لفترة الاستبداد والفقر والتراجع ايام الطاغوت والتبديل الى عبد قن لامريكا!

3- كما و قدم الشيخ رفسنجاني معلومات خاطئة عن التطور العلمي لالمانيا واليابان، فحسب شواهد دامغة فان تطور هاتان الدولاتان يعود للعمل و السعي المتواصل و البرمجة و الادارة المنظمة و مواجهة الفساد المالي و الاداري و إلا لماذا لانشهد هذا التطور في كثير من الدول الرازحة تحت هيمنة اميركا؟ ففي المانيا يعزل الوزير الفلاني لاصطحابه زوجته في سفر داخلي على نفقة الدولة، فيما نظراء الشيخ رفسنجاني فكرياً يصفون من امتد يده لبيت المال بذخر النظام. وفي النرويج يحاكم احد المرتشين في شركة «استات اويل» النفطية فيما يعرف الجانب الايراني و الذي تسلم ملايين الدولارات و اضر بلده اضعاف هذا المبلغ يعرف بانه (روبن هود).

4-بعد انتصار الثورة الاسلامية باشهر رفعت بعض التيارات السياسية والتي التحقت بصفوف الاعداء علنا بعد ان اماطت عن وجهها ستار النفاق،رفعت شعار «حل الجيش» مصرين على ذلك حتى بلغ الامر ببعض اعضاء الحكومة المؤقتة ان تقترح ارجاع مقاتلات F15 التي اشترتها ايران من اميركا، فووجهت هذه المطالبات بمعارضة سماحة الامام (ره) و انصار الثورة، وحين هاجم جيش البعث العراقي بدعم اميركي الجمهورية الاسلامية اتضح مصب هذه الشعارات ودليل هذا الاصرار؟! او قبل الغارة الاميركية الفاشلة التي اركست في ارض طبس، كيف جمعت المضادات الجوية الموضوعة حول معسكر «منظرية» بقم. بذريعة نفقاتها الباهضة ودون الحاجة اليها! الا انه بعد ايام تبين ان الاميركان قد قرروا نقل جواسيسهم من السفارة بعد ان يخلصوهم من وكر التجسس، الى معسكر المنظرية ومن ثم الى خارج البلاد.

وينبغي ان نتساءل انه في الوقت الذي تهدد اميركا و حلفاؤها باستمرار الجمهورية الاسلامية .

ويقروا بايجاد تنظيم داعش لمواجهة ايران و... نشهد اصرار الشيخ رفسنجاني التخلي عن البرنامج الصاروخي. وكذلك نتساءل عن سبب محاولة حرمان ايران من قوته العسكرية؟! فلو كان اصرار الشيخ لمرة واحدة -وان يحتاج ذلك لتوضيح اذ ان العدو يدعو علنا لهجوم عسكري- لكنا نتجاوزه و نعتبره هفوة، الا ان تكرار الامر سيحول الخطأ الى نهج، و هنا تدخل النفوس و الاموال و الاعراض واستقلال البلاد في القضية اذ لابد ان يوضح للشعب ما الذي وراء هذا الاصرار، من هنا جاءت اهمية هذا التوضيح حيث ليست تتعارض تصريحات الشيخ رفسنجاني مع المنطق والموازين العقلية و الشرعية و حسب بل هي في تضاد مع العقل والشرع.

5- هنا لابد ان نسأل الشيخ رفسنجاني هل يعتقد ان عداء اميركا و حلفائها لايران قد انتهى؟! الجواب سلباً بشكل قاطع، وان هذا الحقد والعداء ليس لم يقل عن بدايات الثورة الاسلامية و حسب بل هو في تزايد يوماً بعد آخر، حتى صار نشهد التحشيد اضافة لاميركا و حلفائها الغربيين، من حكومات باحجام مختلفة في المنطقة قد رفعت لواء العداء للجمهورية الاسلامية بشكل علني.

فاميركا لاتخفي سبب ايجادها للارهابيين التكفيريين و استهدافها امن الجمهورية الاسلامية الايرانية. فهل ان الشيخ رفسنجاني غافل عن هذه الحقيقة المشهودة؟! فباي دافع يطالب الشيخ بتجريد الجمهورية الاسلامية من السلاح؟

6-تصوروا ان ايران الاسلامية تنتزع من قواتها المسلحة ومن صواريخها البالستية! ففي هذه الحالة لا تتردد ليست اميركا وحسب بل حتى بعض الدول الصغيرة في المنطقة والتي لا تتحمل مكانة الجمهورية الاسلامية و ثورتها، لايترددوا في مهاجمة بلادنا؟ وهل تنتظر داعش، التي يراودها فكرة مهاجمة ايران كما فعلت بسورية و العراق وارتكاب مجازر شبيهة بما فعلت، هل تنتظر لحظة واحدة عن انزال حلمها بدخول ايران الى ارض الواقع؟

فاذا كان الجواب سلباً، وستتحول ايران اذا جردت من السلاح الى لقمة سائغة يبتلعها الاعداء الصغار والكبار، فهل نتردد في ان تصريحات الشيخ رفسنجاني هي بطاقة دعوة لارهابيي داعش؟!

7-نقرأ في كتاب الله الحكيم؛ «ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة...»النساء/102

وعهدنا ان الشيخ رفسنجاني رجل دين وعالم فنستبعد ان يغفل عن هذا التحذير الالهي.

او نقرأ في سورة الانفال/60 «واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو لله و عدوكم...». هذه الآية الشريفة تؤكد بوضوح على ضرورة تعزيز القوة العسكرية، وان واحدة من اهداف هذه التعزيزات اخافة العدو. كذلك نستفهم هل ان حضرة الشيخ رفسنجاني -يجهل هذه الاوامر الالهية؟! من الطبيعي كلا!...

8-لقد اشار الشيخ رفسنجاني في تصريحاته مؤخراً الى قضية اخرى ذات اهمية و مثيرة للتساؤل. حين يقترح شطب القوات العسكرية في البلاد، يصرح «ان هذه الطريق سالكة في ايران» مؤكداً على «انا واثق ان الحكومة الثانية لروحاني ستوصلنا الى هذا الهدف»! وبالتالي اذا التفتنا لبعض الاجراءات التي عملتها الحكومة مؤخراً، مثل القبول بـ FATF والذي من ضمن تداعياته اضعاف قوة النظام، لايمكننا ولاينبغي غض الطرف عن هذه التصريحات بسهولة والتغافل عن ما تصبو اليه.