اردوغان و المنطقة الآمنة!
تصريح الرئيس التركي اردوغان الاخيرة الداعية الى ايجاد منطقة آمنة في الاراضي السورية ينطوي على نوايا غير سليمه و ذات عواقب وخيمة. خاصة و ان قواته اليوم تمارس دوراً سلبيا بتدخلها في الاراضي السورية منتهكة بذلك سيادة هذه الدولة تحت ذريعة واهيه و كاذبة و هي مطاردة الارهاب والمعارضة الكردية.
وفي الوقت الذي يواجه التدخل التركي العسكري حالة من الرفض من قبل الحكومة الشرعية السورية وبعض الدول و المنظمات الدولية الحقوقية و الانسانية، و بدلا من ان يستجيب اردوغان للمطالبات والنداءات التي تدعوه للكف عن الاستمرار في هذه الانتهاكات واخراج قواته، الا اننا نجد ان تصريحه الاخير بايجاد مناطق آمنة في سوريا وبذريعة كاذبة لاسكان النازحين في تركيا، يعكس و بصورة لا تقبل النقاش حالة القلق والارباك التي تعيشه حكومته لان الارهاب بدأ يعاني الامرين من الضربات المتلاحقة التي يتلقاها من قبل القوات السورية و العراقية و التي نالت منه بحيث اخذت تظهر البوادر على الارض عن انهزامه و طرده من الاراضي العراقية و السورية قد بات قريبا، مما يدرك خطره الجدي اردوغان و الداعمين للارهاب اكثر من غيرهم لان هؤلاء القتلة الذين تدربوا و تلقوا التعليمات والافكار المنحرفة و التي تقوم على مفاهيم القتل والتدمير فحسب، فانهم سيضطرون وامام هذه الضربات الماحقة والقاتلة ان يعودوا الى الدول التي جاؤا منها، وبطبيعة الحال فان عودة هؤلاء سيشكل للبلدان حالة من القلق والارباك، ولذا فان تصريحات اردوغان تأتي من اجل ايجاد مناطق آمنة لهؤلاء القتلة بحيث يتخذونها مواقع لهم لتحديد نشاطاتهم وعدم التمدد خارج هذه المنطقة لانهم فشلوا في مهمتهم التي جندوا من اجلها.
وقد علقت اوساط اعلامية وسياسية ان اردوغان الذي كان الداعم الاساس وبالاتفاق مع واشنطن والرياض وبعض الدول للارهابيين من خلال الاستفادة من الاراضي التركية وفتح معسكرات التدريب لهم داخل اراضيه وتقديم الدعم اللوجستي اللامحدود، فلابد وبعد ان وصلوا الى الانهيار ان يبحث لهم عن مكان امن آخر. ولكن السؤال المهم لماذا اختار سوريا لهذا الامر؟، ولماذا لم يضعهم على ارضه وضمن حدوده؟.
ومن هنا والذي لابد من الاشارة اليه ان اردوغان اليوم يعيش حالة من الارباك وعدم الاستقرار والتخبط في اتخاذ القرارات خاصة بعد الانقلاب الفاشل، فهو يحاول ان يتخلص من شر "داعش" والمجموعات الكردية المسلحة وبصورة بحيث يقع عبئها على سوريا، وبذلك يحقق الهدف الذي دفعه لدعم هؤلاء القتلة.
والذي لابد من الاشارة اليه فان هذا الاقتراح ولكي يجد طريقه للتطبيق فانه يحتاج الى موافقة المجتمع الدولي وقد لايتحقق ذلك، لان القوات السورية والمتحالفين معها قد اثبتوا انهم قادرون على انتزاع الاراضي السورية من الارهابيين وطردهم شر طردة من خلال الانتصارات التي تتحقق كل يوم، وكذلك فان حالات الانهيار الذي لف المجاميع الارهابية جعلها تندفع بتسليم افرادها وبصورة جماعية للجيش السوري وترك المدن والقصبات التي كانوا متمركزين فيها وقد تكون داريا والمعضمية خير دليل على ذلك.
اذن فعلى اردوغان ومن يقف معه او يدعمه ان يفكروا مليا وان يضعوا ايديهم مع التوجه الدولي العام القائم على القضاء على الارهاب وبكل وسيلة ممكنة، خاصة قرار مجلس الامن بهذا الخصوص والذي يقوم على قطع كل الطرق والمنابع والمشارب التي تدعوا الى التضييق عليه وانهاءه لتتخلص المنطقة والعالم من خطر ه وشروره.