لا مساومة على الثوابت الوطنية!!
وقد عكست ايضا وخلال الايام الماضية من ان الكيان الغاصب الذي وضع ثقله في الهجوم البري على غزة لم يحقق اهدافه التي عجز عن تحقيقها الطيران، الا ان المواجهة الصامدة للمقاومة وعمليات الالتفاف على الجيش الصهيوني وتكبيده الخسائر قد افشل هذا الهجوم بحيث يعكس وفي النظرة العسكرية الفشل الذريع للخطة العسكرية الصهيونية التي لم تحسب حساب قدرة المقاومة على الصمود والثبات، بالاضافة الى الصواريخ التي لازالت تمطر المستوطنات الصهيونية وفي كل لحظة بل وصل تهديدها المباشر الى تل ابيب مما اظهر ايضا ان تقديرات الكيان الصهيوني العسكرية في القضاء على منصات اطلاق الصواريخ قد فشلت ولم تحقق اهدافها المرسومة.
اذن وفي ظل كل المعطيات المتقدمة يبرز ان المقاومة تعيش في حالة الانتصار على العدو الصهيوني لذلك فانه لم يتبق لديه سوى ان يمعن في جرائمه بقتل الابرياء من النساء والاطفال من خلال الطيران فقط ولاغير ويعتبر هذا الامر قمة العجز الكبير للجيش الصهيوني.
لذلك فان المقاومة الباسلة ومن وراءها الشعب الفلسطيني المقاوم الذي بقي صامدا على موقفه رغم الجراح العميقة والمؤلمة التي يعاني منها الا ان الذي اتضح في نهاية الامر ان الكيان الصهيوني وبعد مرور اكثر من اسبوعين على الهجوم ورغم كل الامكانيات الهائلة لم يستطع ان يحقق أي شيء على الارض خاصة وان تداعيات هجومه الغادر قد اخذ يشكل انهيارا كبيرا للجبهة الداخلية من خلال التظاهرات الضخمة في اغلب مناطق الاستيطان خاصة العاصمة تل ابيب المطالبة بايقاف هذه الحرب مع امتناع الكثير من قوات الاحتياط من الانخراط في الجيش الصهيونية ورفض الكثيرين منهم والذين هم على ارض المعركة من مواجهة المقاومين الابطال مما يشكل حالة خطيرة في المنظومة العسكرية الصهيونية والتي لم تحسب حسابها من قبل لذلك لم يبق لهذا الكيان سوى طريق اللجوء الى الدول الداعمة من ان تجد مخرجا لازمته الخانقة هذه وذلك من خلال وضع هدنة او اتفاق لكي لا تصل الاوضاع الى ما لا تحمد عقباه سواء كان على المستوى الصهيوني او الشعب الفلسطيني الذي بدأ يغلي مما ينذر بفتح جبهة داخلية جديدة في قالب انتفاضة عارمة بحيث لايقوى الجيش الصهيوني على مقاومتها او ردعها.
لذلك تنادت بعض الدول العربية والغربية الى اعلان اتفاق هدنة لايقاف الحرب والتي ستكون حتما الى جانب الكيان الصهيوني. الا ان المقاومة الباسلة ادركت ان لعبة الهدنة هذه وبعد الخسائر الكبيرة في الارواح والمعدات لا يمكن القبول بها ولذلك عرضت مقترحاتها بقبول هذه الهدنة ومتى ما حققت مطالبها الحقة والمتضمنة انسحاب كامل للقوات الصهيونية من اراضي غزة التي تجاوزت عليها واعادة النازحين على اراضيهم وفتح المعابر وعدم تكرار الاعتداء مهما كانت الظروف، ومن الطبيعي ان الكيان الغاصب سيرفض هذا الامر ولذلك فان الهدنة تصبح غير ذات فائدة.
وفي نهاية المطاف فان المقاومة الاسلامية الفلسطينية هي الاحرص على دماء ابناء شعبها وارضها ولايمكن في يوم من الايام ان تساوم على الثوابت الوطنية الذي تضمن لها استمرار ودوام بقاءها قد وافقت على هدنة انسانية لاربعة وعشرين ساعة لكي نثبت بذلك انها لم تبدأ الحرب ولن تريدها ولكنها اجبرت على الدخول فيها دفاعا عن شعبها وارضها ومقدساتها..