المرجعية العليا ووحدة العراق!!
مهدي منصوري
حاولت وتحاول بعض الاوساط الاقليمية والدولية وبمساندة بعض العملاء من السياسيين في الداخل العراقي إلى تمزيق وحدة الشعب العراقي وتشتيت نسيجه الاجتماعي خاصة بعد سقوط النظام الصدامي المقبور لتجعل من العراق اجزاء مفككة ليسهل عليها السيطرة على موارد هذا البلد.
وقد استخدمت في الوصول إلى هذا الهدف الكثير من الممارسات اللااخلاقية واللاانسانية بحيث وصل الامر إلى حد القتل على الهوية ولكن وعي المرجعية الدينية العليا المتمثلة في المرجع الكبير السيد السيستاني قد كانت لهذا الامر وغيره بالمرصاد بحيث ومن خلال توجيهاتها السامية تمكنت ان تحقق المزيد من المكاسب للشعب العراقي لكي يعيش حياة حرة كريمة.
وبقيت المرجعية وبشهادة كل الذين التقوا به وكان آخرها من الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون الذي اشاد بحنكة وقدرة السيد السيستاني واثنى على توجيهاته التي تصب في صالح العراق والعراقيين.
واليوم والعراق يواجه هجمة شرسة ومنظمة من قبل الارهاب المدعوم اقليميا ودوليا وداخليا من اجل تحقيق الاهداف المرسومة لهم في تمزيق العراق إلى دويلات نجد ان المرجعية العليا وادراكها لخطورة هذا الامر ليس فقط على العراق بل على المنطقة كلها، لذلك اصدرت فتواها التأريخية في التحدي للارهاب من اجل ايقاف هذه الهجمة اولا وافشال المشروع التي جاءت من اجل تحقيقه.
وكذلك نجد ان حرص المرجعية على وحدة العراق ارضا وشعبا فانها لا زالت توجه نداءاتها وفي مختلف المناسبات داعية ابناء الشعب العراقي ومن مختلف طوائفهم على الحفاظ على وحدة العراق وعدم الانصياع او الخضوع امام الضغوط التي تمارسها هذه المجاميع الارهابية.
وقد جاء نداء ها الاخير بدعوة العشائر العراقية السنية والشيعية على اخذ زمام المبادرة باعتبارها الاركان الاساسية في المجتمع العراقي من اجل توحيد صفوفها وجهودها في دحر الارهاب اولا، والعمل على افشال المشروع الاقليمي الذي لا يريد للعراق والعراقيين الامن والاستقرار، وبطبيعة الحال فان هذه الدعوة المباركة من المرجعية ستلقى القبول من قبل هذه العشائر كما لقيت فتواها التأريخية ذلك الاستقبال من قبل ابناء الشعب العراقي في الانخراط في قوات الحشد الشعبي لتكون سندا قويا للقوات المسلحة في مواجهة الارهاب.
فلذا فان الكرة اليوم في ملعب العشائر العراقية ولذلك عليها ان تتحمل مسؤوليتها الشرعية والقانونية من اجل ان لا يقع العراق فريسة الاملاءات والافكار الخارجية المعلبة والتي لم يحصد منها العراقيون سوى التمزق والقتل والدمار والتقهقر إلى الوراء.
ان دعوة المرجعية العليا بالامس لا تخص جهة دون جهة او جماعة دون اخرى بل هي دعوة لكل الذين اكتووا بنار الارهاب الاعمى ومن مختلف توجهاتهم وقومياتهم من ان يوحدوا صفوفهم ويكون كالبنيان المرصوص ضد هذه المؤامرات لكي يحافظوا على بلدهم واحدا موحدا وان ينعموا بالحياة الحرة الكريمة الهانئة كما تنعم بقية شعوب العالم.