تقارير اسرائيلية: تل ابيب لم تكن جاهزة لمواجهة عسكرية طويلة مع المقاومة الفلسطينية
الخطة الاسرائيلية كانت تقوم على اثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وخلق حالة من "البلبلة" والتذمر داخل القطاع بين مواطنيه لتحريضهم ضد المقاومة من خلال قصف عشوائي برا وجوا وبحرا للمنازل والمساجد والمستشفيات، وقتل أعداد كبيرة من أهل القطاع، كذلك، تضمنت خطة العدوان على قطاع غزة القيام ببعض الاستعراضات البرية على حدود القطاع، واستندت الخطة المذكورة على تقديرات استخبارية اثبت الميدان أنها غير دقيقة وخاطئة، وعلى رؤية مليئة بالشوائب لجهات شجعت "اسرائيل” على ضرورة "تلقين" حركة حماس وفصائل المقاومة الدروس واضعافها.
وجاء في هذه التقارير أن قدرات المقاومة الفلسطينية المسلحة في القطاع صدمت المستوى السياسي والعسكري، وأحدثت حالة من التخبط داخل المستويين، كانت نتائجه الاندفاع والانجرار دون رغبة حقيقية الى عمق القطاع، وهذا الأمر تسبب في وقوع خسائر كبيرة في صفوف الوحدات العسكرية المختارة في الجيش الاسرائيلي، وحسب هذه التقارير هناك حوالي ثلاثمائة جندي اسرائيلي بين قتيل وجريح، وآخرون احتاجوا لعلاج نفسي ومتابعة طبية من جانب طواقم نفسية، كما أن قصص الصدامات والمواجهات في الميدان انعكست سلبا على القوات التي كانت تستعد للدخول الى ساحة المواجهة، وجاء حادث تفجير المجنزرة الاسرائيلية في حي التفاح بغزة ومقتل واصابة من فيها وأسر احد الجنود، دفع الكثير من الجنود الى التمرد على الاوامر ورفض التسلل مع القوات المقاتلة الى داخل القطاع، وتقول هذه التقارير أن ظاهرة عصيان الاوامر ، حاول الجيش الاسرائيلي محاصرتها ومنع الحديث عنها أو تداولها الا أن وسائل التواصل الاجتماعي جعلت من الرقابة العسكرية وحرصها على عدم تسرب المعلومات الى خارج الميدان أمرا غير واقعي بالمرة. فالمعلومات التي كانت تتسرب الى وسائل التواصل الاجتماعي، كانت تثبت حقيقة ما يعاني منه الجيش الاسرائيلي في قتاله لمسلحي المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة وتضيف هذه التقارير الخاصة التي حصلت عليها (المنــار) أن هذه المواجهة التي يخوضها الجيش الاسرائيلي والتي انزلق اليها دون رغبة منه، وضعت "اسرائيل” في موقف لا تمتلك معه القدرة على فرض الاملاءات على الطرف الاخر. كما أن القتال في الميدان وما تحققه المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد "اسرائيل”، سيكون له تأثيرات خطيرة في المرحلة القادمة على طبيعة التعامل من جانب "اسرائيل” مع تلك الفصائل، كذلك، فان المعادلة العسكرية في القطاع ستكون من الان فصاعدا معادلة صعبة توازي الى حد ما المعادلة المؤلمة التي عانى منها الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان على أيدي حزب الله.
وهنا، ترى الدوائر الأمنية والعسكرية في اسرائيل أن نتائج العدوان ومجرياته ضد القطاع ستنعكس مستقبلا بشكل سلبي على أي قرار قد يتخذ للدخول في مواجهة عسكرية مع حزب الله، فالتقديرات تشير الى أن الثمن الذي ستدفعه "اسرائيل” خلال مواجهة قادمة مع حزب الله سيكون عشرات أضعاف الثمن الذي يدفعه الجيش الاسرائيلي في المواجهة الراهنة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.