kayhan.ir

رمز الخبر: 42019
تأريخ النشر : 2016July19 - 21:28


ما يصدر عن الامين العام للامم المتحدة "بان كي مون" بين الفينة والاخرى من مواقف تجاه القضايا الدولية والاقليمية لا تخرج عن اطار رعاية المصالح الاميركية وهذا يؤكد ان الرجل موظف لدى هذه الادارة وليس مسؤولا امميا تقع علية مسؤولية رعاية مصالح جميع الشعوب والدفاع عنها. وربما لم تشهد المنظمة الدولية منذ انبثاقها وحتى اليوم امينا عاما اضعف منه لا يحترم مسؤولية ولا موقعه وحتى ما يصدر عن هذه المنظمة الدولية من تقارير وآخر ما شهدناه هو اخراج النظام السعودي القاتل لاطفال اليمن وفقا لتقرير احدى لجان الامم المتحدة الموثقة من القائمة السوداء في وضح النهار.

واليوم وبدل ان يقوم بمسؤوليته الدولية بوضع النقاط على الحروف وتسمية الدول المتنصلة عن مسؤوليتها في تنفيذ الاتفاق النووي بين ايران والسداسية، نجده يتحرك في الاطار المرسوم له لدس انفه فيما لا يعينه ويصدر تقريرا منحازا يفتقد الى الموضوعية ومحشو بالمغالطات والاتهامات التي لا اساس لها ضد ايران. وبدل ان يتضمن التقرير ما قامت به المنظمة الدولية من اجراءات عملية لتنفيذ بنود الاتفاق النووي الذي مضى على توقيعه عام واحد يخرج علينا باصدار تقرير اداري مكرر وكأنه لتبرئة الذمة.

وما يؤسف له في تحركه السلبي هذا هو محاولته اليائسة في التهرب من مسؤوليته وحشر نفسه في قضايا لا تعنيه ولم يكن طرفا فيها كالاتفاق النووي عندما يتعرض الى البرنامج الصاروخي الباليستي الايراني والذي لم يندرج اساسا في بنود هذا الاتفاق لانها قضية دفاعية مشروعة لاي بلد مادامت هذه الصواريخ لم تصمم على حمل رؤوس نووية.

اذن فالقضية اصبحت واضحة ولا تحتاج الى مزيد من الادلة بان حديث "بان كي مون" عن الصواريخ الايرانية تأتي في سياق انصياعه للضغوط الاميركية، وهذا خلط مفضوح ومرفوض جملة وتفصلا لان ذلك يتناقص مع القوانين الدولية وحق الدول والشعوب في الدفاع عن نفسها.

وما اثار دهشة المراقبين واستغرابهم اكثر من اللازم هو سحبه لقضية مزيفة اخرى الى الاتفاق النووي وهو اتهام ايران بالتدخل في سوريا والعراق في وقت يعلم الجميع ان مساعدة ايران سوريا والعراق ياتي في اطار طلب رسمي وشرعي من دولتين مستقلتين لها قرارهما الوطني وفكيف لشخص مثل "بان كي مون" الذي يتربع على كرسي هذا المنبر الدولي لم يطلع على ابسط القوانين الدولية وهذا الموقف يحاصره وكأنه يختبى خلف الارهاب ومعه السفير الفرنسي في الامم المتحدة الذي وجه هو الاخر اتهاما مزيفا لايران بانها وراء ازمات المنطقة في وقت يعلم القاصي والداني ان الجهة الوحيدة والرائدة لمحاربة الارهاب في المنطقة هي ايران ولولاها لكانت "داعش" اليوم في اكثر عواصم المنطقة وان اوروبا وخاصة فرنسا التي اضطلعت بدور كبير في رفد هذا الارهاب وتسويقه الى سوريا لكانت اليوم مسرحا مفتوحا للعمليات الارهابية وما شهدته حتى الان الا النزر اليسير من ذلك. وكان الاولى بالامين العام للامم المتحدة والسفير الفرنسي في المنظمة الدولية ان يقدما شكرهما لايران لدورها الريادي والاساسي في مواجهة الارهاب وانقاذ شعوب المنطقة من هذا السرطان الفتاك لا ان يضعا نفسهما تحت طائلة الاتهام والتساؤل لانحيازهما الصارخ في الدفاع عن داعش عبر الضغط على ايران ومنعها من اداء مسؤوليتها الانسانية والتاريخية في محاربة الارهاب والدفاع عن شعوب المنطقة. الا ان الذي سيبقى في ذاكرة الشعوب كنقطة سوداء ولن تمحى هو هذه المواقف المخزية لـ "بان كي مون" والاطراف الغربية التي تستخدم الارهاب اداة لتمرير مصالحها ولا نرى اي دور حقيقي لها في محاربته!!

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: