’شيطنة’ سعودية جديدة: ترحيل للعمال اليمنيين .. والمطالبة بالحقوق من خارج الحدود
محمد كسرواني
معلومات حصل عليها موقع "العهد” أفادت بأن الداخلية السعودية شنّت حملة اعتقالات ظالمة ضد العمال بذريعة انتمائهم الى "أنصار الله” اليمني. ومن بين المعتقلين حالياً: علي المؤيد، يوسف محسن القدمي، وآخرين من عائلة "السقاف”. كما أشارت المعلومات الى أن من كان وراء توقيفهم هم يمنيون أيضاً مقرّبون من "حزب الإصلاح” اليمني، المعروف بانتمائه الى "آل سعود”. ووفق المعلومات، فإن من "وشى” باليمنيين وساهم في توقيفهم، عرف منهم: فايز حسن عبد الله العسال، ورمزي حزام صالح من حارة بيت الفقيه بمدينة عمران.
هذه المعطيات أكدها عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية محمد البخيتي، إذ قال في حديث لـ "العهد” إن "الخلافات اليمنية الداخلية، باتت تنعكس على الخارج، ومنها الاصطفاف السعودي الى جانب "حزب الإصلاح”، موضحاً أن "الموقوفين اليوم هم مدنيون يمنيون يعملون في السعودية لكسب قوت يومهم، فهم ليسوا نشطاءً أو أعضاءً في جماعة "أنصار الله”، وموجدون هناك بهدف العمل، ولا غاية لهم إلا العمل.
وشرح البخيتي سبب التوقيف الحقيقي الذي قامت به الرياض. وقال إن "كل ذنبهم (الموقوفين) هو أنهم ينتمون الى مذهب جماعة أنصار الله، أو لأن أصولهم من المناطق التي لأنصار الله نفوذ فيها”.
وإذ أكد عضو المجلس السياسي لجماعة أنصار الله أنه ليس للجماعة أي نشاط سياسي في السعودية، طالب سلطات الرياض بأن تكون "عقلانية” وصريحة في التعامل مع المغتربين اليمنيين دون أن تظلمهم وتتعرض لهم.
البخيتي أعرب في حديثه لـ "العهد” عن أمله بأن تتراجع السعودية عن قرارها، جازماً بأن "مثل هذه الأفعال تتعارض مع مفهوم حقوق الإنسان ومفهوم حقوق العامل الأجنبي”.
العمال اليمنيون يكتوون بنار الترحيل
تحييد الرياض للخلافات السياسية عن موضوع العاملين اليمنيين على اراضيها، أمر تطالب به كافة قيادات جماعة "أنصار الله”. وناشد القيادي في جماعة أنصار الله حمزة زيد السعودية ألا تتدخل في الخلافات اليمنية - اليمنية، وألا تصطف الى جانب فئة ضد الاخرى.
وإذ دان في حديث لـ "العهد” التوقيفات بحق المواطنين، طالب زيد السلطات هناك بعدم الرضوخ لأصحاب البلاغات الكاذبة، وأن تحيد عن اليمن لأن باستطاعته حلّ مشاكله بنفسه عبر جمع مكوناته الفاعلة في حوار جديّ بعيد عن الإملاءات الخارجية.
واللافت في الأمر، أن التوقيفات الأخيرة لم تكن عرضية أو طارئة، بل جاءت ضمن حملات تطال الآلاف. فالعلاقة بين البلدين تعيش حالةً من "الإذلال” السعودي للعاملين اليمنيين، لا سيما الذين ينتمون الى جماعة أنصار الله، بحسب الأستاذ في جامعة صنعاء الدكتور والمحلل السياسي علي الطارق.
الطارق الذي ذكّر بواقعة "اصحاب الاخدود” في نيسان من العام 2008 يوم أحرقت قوات الأمن السعودي ما يقارب الـ 20 عاملاً يمنياً، لعبورهم الحدود بحثاً عن لقمة العيش، أكد أن "السعودية تتعمد سياسة "إلحاق الضرر” بالعاملين المخالفين سياستها”.
وتحدث كيف أن "توقيف العاملين اليمنيين الثلاثة قبل ايام جاء رداً على التخبّط السعودي، وانتقاما لخسارتها (الرياض) لأوراقها في اليمن (قاصداً الخسارة العسكرية التي مني بها حزب الإصلاح اليمني ـ المعروف بقربه من السعودية ـ خلال عدوانه على جماعة أنصار الله).
1300000 يمني رحّلوا
عن اراضي السعودية
لإنتماءاتهم السياسية !
وكشف الطارق لـ "العهد” أن "اعتقال المواطنين الثلاثة أتى في إطار حملة بدأت منذ سنوات وأنه منذ سنة الى اليوم رحّلت السعودية ما يقارب مليوناً وثلاثمئة ألف (1300000) يمني عن اراضيها، للغايات والأسباب نفسها: الانتماء إلى الحوثيين!”.
وربط الطارق مواصلة التضييق على العاملين بالقرارات السعودية الأخيرة المسماة بـ "تصحيح الوضع”، مستشهداً بالقوانين التي تنص على أنه "لا يحق لليمني العامل في السعودية المطالبة بحقوقه المنتزعة منه بعد إقرار ترحيله، إلا من خارج الحدود! ولتحصيلها من خارج البلاد عليه أن يعيّن سعودياً للمرافعة عنه!”.
واستنكر الطارق مثل هذه القوانين "المنحازة” للسلطات، مشدداً على أنه "منذ تشريع هذا القانون نادراً ما نسمع عن يمني حصّل شيئاً من أملاكه أو حقوقه المنتزعة”، وختم بالقول "السعودية باختصار تنتقم .. فهي تتعرض للعاملين اليمنيين المؤيدين للحوثيين رداً على ما يجري في صنعاء، وإرضاءً لأتباعها في اليمن”.