الاحداث المتسارعة على الساحة السورية خاصة الميدانية باتت تربك بشكل كبير ليس اصحاب القرارالاقليمي فقط بل وحتى الغربي الذي اخذ ينفتح على العاصمة السورية دمشق من خلال زيارة لوفد من الاتحاد الاوروبي لها ولقاء الرئيس الاسد اضافة الى التواصل الايطالي المتقدم وعلى اعلى المستويات الامنية وهذا ما كان ليتم لو لا وجود ضوء اخضر اميركي اخذ بنظر الاعتبار فشله من تحقيق آية مكاسب يعتد بها في حلب بعد خدعته للروس بفرض الهدنة التي اتت عليها بنتائج عكسية بالرغم من تحمل الجيش السوري والقوى المتحالفة معه بعض الخسائر لكنها كانت حافزا قويا لحسم الموقف والتحضير لمعركة حلب الفاصلة والقاصمة للمشروع الاردوغاني السعودي الذي بات يدفن في كاستيلو حيث يشرف اليوم الجيش السوري ومعه قوى المقاومة على هذا الطريق الاستراتيجي مباشرة ويقطعه تماما باعتباره الشريان الرئيس لوصول الامدادات التركية الى القسم الشرقي لمدينة حلب التي تخضع لسيطرة "النصرة" وتسعة من اخواتها من القوى التكفيرية المسلحة وبذلك تكتمل حلقة الحصار حول حلب ولا مخرج لهذه المجموعات المسلحة اما الموت الزؤام او التسليم، لان استنزافهم اصبح مسألة وقت لا اكثر ومحاولاتهم الفاشلة امس الاول للسيطرة على هذا الطريق وتكبدهم الخسائر الكبيرة كانت في الواقع لفك هذا الحصار وتهريب قادة هذه الفصائل الى خارج حلب، الا انهم منيوا بهزيمة كبيرة.
ومنذ تفجر الازمة السورية وحتى يومنا هذا لم تتلق المجموعات التكفيرية وحماتهم خاصة الجانب التركي الذي كان يحلم بفتح دمشق مثل هذه الصدمة الكبيرة بتطويق حلب وسقوطها عسكريا حيث خيم اليوم عليهم جوا من القلق القاتل والارباك الشديد في معالجة هذا الموقف الخطير جدا عليهم لانهم باتوا يتلمسون الضربة القاضية الذي تنهي وجودهم على الارض السورية، باعتبار ان المعركة الكبرى في حلب وما سواها في الرقة ودير الزور ستكون معركة تمشيط لااكثر.
ومن يريد التاكد من افلاس القوى الاقليمية والدولية وهزيمتها ونهاية هذه المجموعات التكفيرية المأجورة التي قاتلت بالنيابة طيلة اكثر من خمس سنوات في سوريا هو استقراء تصريحات الرئيس الفرنسي هاموند الذي كان بلده من شرس الداعمين لاسقاط نظام الرئيس الاسد واذا اليوم به يطالب موسكو وواشنطن بقصف مواقع "النصرة" او خطوة الرئيس اردوغان الاخيرة بمطالبة تجنيس حوالى الثلاثة ملايين لاجئ سوري في تركيا وبعيدا عن اهدافه الداخلية المحسوبة والنفعية، الا انها تؤكد افلاسه ونهاية مشروعه في سوريا.