مهدي منصوري
زيارة وزير الخارجية المصري الى الكيان الصهيوني والتي تعد الاولى منذ تسع سنوات اثارت الكثير من حالات السخرية والاستهزاء لانها جاءت وحسب مصادر المعلومات انها تبحث عن (السراب ) السلام المفقود والتي نعاها عريقات كبير مفاوضي عباس منذ سنوات، ولكن الواقع الحقيقي للزيارة يعكس وبوضوح انه جاء لانقاذ الكيان الصهيوني من الوضع المأساوي الذي يعيشه اليوم من خلال الضربات اليومية المتلاحقة التي يتلقاها جنوده وقطعان مستوطنيه من ابناء الانتفاضة الباسلة.
ولا نغفل في هذا المجال ان نعيد للذاكرة ان هدف زيارة وزير خارجية السيسي هذه تذكرنا بزيارة السادات المقبور في سبعينيات القرن الماضي الى القدس والتي تحمل نفس الهدف باعادة الامن المفقود الذي يبحث عنه ويسعى اليه الكيان الغاصب والذي فقدته بسبب ممارساتها وبشكل يومي للجرائم الوجشية ضد ابناء الشعب الفلسطيني وبصورة يندى لها جبين الانسانية.
وواضح ان اللهات الذي تقوده الرياض اليوم وتحث عليه دول الارتجاع العربي بدفعها لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني ليس من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني، بل من اجل ان توفر حالة من الامن والاستقرار لهذا الكيان الغاصب ولكي يبقى ومنذ يوم تم زرعه في قلب المنطقة سكينا في خاصرة الشعوب الاسلامية بحيث يمكن ان يستفاد منها في قهر هذه الشعوب، وكذلك الشعب الفلسطيني لنسيان قضيته الاساسية وهو تحرير الارض والمقدسات الفلسطينية من براثن الصهاينة المجرمين.
واللافت ان زيارة وزير الخارجية المصري جاءت في الوقت الضائع كما يقولون لانها اولا قد تمت وبعد الضوء الاخضر الذي اعطته الرياض للقاهرة، رغم انها جاءت مخالفة للرأي العام المصري الذي اعلن غضبه وعداءه للعدو الصهيوني من خلال التظاهرات العارمة التي طالبت باغلاق سفارة التجسس الصهيوني وطرد سفيرها، وبنفس الوقت فانها عكست الحالة الذيلية والانقياد الاعمى واللاواعي للقيادة المصرية وراء رغبات الاخرين.
والذي يعلمه الجميع اليوم والذي اصبح بدرحة اليقين واثبته الواقع العملي ان الكيان الغاصب لايريد السلام ولا يرغب به، بل هو يناور او بالاحرى يضحك على ذقوق سلطة عباس وبعض المشيخات الخليجية والدول الذيلية لها كمصر وغيرها ظنا منها تستطيع ان تحقق هذا الهدف، ولكن الواقع على الارض الفلسطينية يعكس صورة اخرى تختلف عما تفكر وتريده الرياض والدول الرجعية، لان ابناء انتفاضة القدس قد زلزلوا الارض تحت اقدام الجنود والمستوطنين الصهاينة وزرعوا الخوف والرعب في نفوسهم بحيث اخذ يعيش معهم حتى داخل غرف نومهم، والانكى من ذلك وكما اعلنت الاخبار ان المجرم نتنياهو طلب من القاهرة وعن طريق شكري ان تمارس حالة من الضغط على المقاومة البطلة لاطلاق سراح جنودها الذين تم اسرهم ابان حرب غزة الاخيرة ومن دون مقابل، فهل يستطيع وزير الخارجية المصري ان يعطي ضمانا لاسرائيل بانه سيحقق لهم هذا الطلب وانه سيخمد نيران الانتفاضة؟، ومن الطبيعي ان الجواب سيكون بالنفي لان هذه الانتفاضة لم تكن صنيعة دولة معينة بل خرجت من رحم الشعب الفلسطيني الذي لايمكن ان يستخدم او يساوم على قضيته الاساسية التي انتفض من اجلها الا وهو تحرير فلسطين كل فلسطين من براثن الصهاينة المجرمين.
ولذلك وفي نهاية المطاف والذي لابد الاشارة اليه ان مصر السيسي التي اصبحت ذيل الذيل كما يقال للسعودية ولايمكن لها ان تحقق لاسرائيل ما تريد وان وزير الخارجية المصري سيعود بخفي حنين لان ماكانت تصبوا اليه تل ابيب من هذه الزيارة لايمكن ان يتحقق، لانه لم ولن يجد من يصغي اليه بين ابناء الانتفاضة الفلسطينية.