الاردن هو البديل!!
مهدي منصوري
الموقف غير المتزن للاردن من الاحداث الجارية في سوريا والتي تمثلت في فتح اراضيها لان تكون معسكر تدريب للارهابيين وبمباركة اميركية وسعودية وبريطانية كما ذكرت التقارير الغربية من انها قامت بتدريب اكثرمن ثلاثة الاف ارهابيي من اجل شن هجوم على سوريا لاسقاط النظام هناك، كما افصحت عن ذلك الاستخبارات البريطانية لانها كانت المشرفة على هذا المعسكر، الا ان تطور الاحداث في سوريا والتي جاءت في صالح النظام وانهيار الارهاب هناك قد افشل هذا المخطط خاصة بعد ان اجتاز هؤلاء الارهابيون الحدود الاردنية للدخول الى الاراضي السورية من الجنوب الا انهم واجهوا نيران الطيران السوري المكثف بحيث قتلت اغلب هؤلاء الارهابيين وفشل هذا المشروع.
وهنا وضح للجميع ان الاردن اصبحت اداة خاضعة لارادات الكبار وبعض الدول الاقليمية وانها مستعدة لان تفعل ما يريدون بشرط ان تغدق اليهم الاموال للحفاظ على استقرار وضعها الداخلي الهش.
وبنفس الوقت نجد ان تدخل الاردن في الشأن الداخلي في الدول لم يقتصر على سوريا بل امتد الى جارتها العراق التي تخوض حربا ضروسا ضد ارهابيي داعش عندما فتحت ابواب العاصمة لعقد مؤتمر لقيادات هذه الجماعات الارهابية من اجل ان تمارس ضغطا سياسيا على العراق،رغم اليد الممدودة من قبل الحكومة العراقية للاردن ، وبنفس الوقت لكي تخفف من حالات الضغط التي يتلقاها الارهابيون هناك بحيث وكما ذكرت التقارير الصادرة عن هذه الجماعات ان استمرار دوام بقائهم في هذا البلد اصبح صعبا جدا، ولذلك فانهم يبحثون عن البديل لكي يهربوا من الموت ولم يكن ذلك البديل سوى الاردن التي قدمت لهم الدعم في السابق لذلك طالبت هذه المجاميع الارهابية من رجالها ان تكون محافظة معان الاردنية هي محط رحالهم مستقبلا.
اذن فان الاردن لم يكن بعيدا عن نيران الارهاب وانها ستقترب منه ان لم يكن اليوم فغدا، وهذا قد يكون طبيعيا لان الحكومة الاردنية التي ارادت ان تدفع بالارهاب خارج حدودها ومن دون حساب للاحداث والوقائع على الارض فانها اليوم عليها ان تستعد لان تستقبل هؤلاء القتلة لان يعيشوا على ارضها لا رغبة منها بل سيكون مفروضا عليها. لان هؤلاء الارهابيين الذين جاؤوا من مختلف بلدان العالم والتي اغلقت في وجوهم كل الابواب حتى ابواب دولهم وضعهم هذا الامر امام مصيرين لاثالت اما الموت تحت ضربات القوات السورية أوالعراقية، او ان يبحثوا لهم عن ملجأ امن ، ولذلك فانهم اختاروا الاردن لانه الاقرب لهذين البلدين ، والسؤال المهم: هل ان الاردن التي احتضنت الداعشيين ودربتهم واعدتهم الاعداد العسكري الكافي فكرت يوما انها ستكتوي بنارهم؟، وانه قد جاء وقت تصفية الحسابات لهذه العصابات الارهابية لمن دفعهم للموت عنوة ؟.