kayhan.ir

رمز الخبر: 41114
تأريخ النشر : 2016July02 - 21:39


يعتقد العلماء أنهم قد توصلوا الى فحص بسيط للدم من شأنه تحذير المعرضين لاحتمال الاصابة بنوبة قلبية خلال السنوات الخمس المقبلة. حيث اكتشفوا أن ارتفاع مستويات الاجسام المضادة في الدم (وهي جزيئات ينتجها نظام المناعة في الجسم) ذو علاقة بانخفاض خطر التعرض للأزمات القلبية. يعتمد الاطباء حالياً في حساب مدى خطر التعرض للمشاكل القلبية مستقبلاً على تقصي معلومات تتعلق بالعمر والجنس والتاريخ الطبي للشخص المعني ومستويات الكولسترول وضغط الدم لديه. أما الفحص الجديد فإنه يتحرى مستويات الاجسام المضادة الحامية في الدم المسماة «IgG « التي تقوم كما يبدو بعمل الترس الذي يقي الجسم شر النوبات القلبية حتى تحت ظروف ارتفاع ضغط الدم ومعدلات الكولسترول العالية. لهذا السبب ينخفض خطر الاصابة بالنوبات القلبية، أو ما يسمى «مرض القلب التاجي»، بنسبة 58 بالمئة عند من يتمتعون بمستويات مرتفعة من الاجسام المضادة في دمهم، ومع انخفاض هذا الخطر ينخفض ايضاً خطر الاصابة بالجلطات وغيرها من امراض القلب بنسبة 38 بالمئة للسنوات الخمس المقبلة بعد إجراء الفحص.

مسار جديد للعمل يقول كبير الباحثين الدكتور رمزي خميس، وهو استشاري بالامراض القلبية من «المعهد الوطني للقلب والرئة» التابع للكلية الملكية بلندن: «اكتشاف هذه الصلة بين امتلاك جهاز مناعي أقوى وأكثر حيوية والوقاية من النوبات القلبية كشف مثير جداً. فبالاضافة الى تمكيننا من تحسين اساليبنا في تحديد من هم الاشخاص المعرضون اكثر من سواهم لخطر النوبات القلبية، كي نوفر لهم العلاجات المناسبة، اصبح في ايدينا الآن مسار جديد للعمل والبحث المستقبلي. ونحن نأمل أن نتمكن من استخدام هذا الكشف لدراسة العوامل التي تجعل بعض الناس يمتلكون أنظمة مناعة تدرأ عنهم النوبات القلبية في حين لا يمتلكها آخرون. كذلك نأمل أن يمكننا هذا من استطلاع طرق جديدة لتقوية جهاز المناعة والمساعدة على الوقاية من مرض القلب.»

أكبر مرض قاتل «مرض القلب التاجي» هو أكبر مرض قاتل مفرد في بريطانيا، وهو على رأس الاسباب المؤدية الى الموت في مختلف انحاء العالم. هذا المرض مسؤول عن نحو 70 ألف حالة وفاة في بريطانيا سنوياً ومعظم هذه الوفيات يكون سببها حدوث نوبة قلبية. قياس مستوى الاجسام المضادة «IgG « عملية بسيطة ولا تكلف الكثير من المال، لذا يعتقد العلماء أن هذا الكشف سوف يسهل على الاطباء الاكلينيكيين مستقبلاً أن يكونوا اعلى دقّة في تحديد الافراد الاكثر عرضة للاصابة بالنوبات القلبية. معنى هذا أن الاشخاص الذين يضطرون الآن لتعاطي الستاتينات أو ما يسمى «حاجرات بيتا» لن يعودوا بحاجة الى هذه العقاقير إذا ما امتلكت اجهزة مناعتهم القوة الكافية لتأمين الحماية لهم دون الحاجة لمساعدة خارجية. الاجسام المضادة من نوع «IgG « هي الاكثر وفرة في جسم الانسان وتوجد في جميع سوائل الجسم، كما انها المسؤولة عن حماية الجسم من الالتهابات البكتيرية والفايروسية. وقد عكف فريق الباحثين من الكلية الملكية وجامعة لندن على دراسة اكثر من 1700 حالة من الاشخاص المسجلين لدى «المركز الأنغلوسكندنافي لتجربة النتائج القلبية» بسبب وقوعهم تحت طائلة تهديد المتاعب القلبية. على مدى خمس سنوات ونصف عانى 470 شخصاً من هؤلاء نوبات قلبية وجلطات، بعد ذلك قارن العلماء النتائج بمجموعة الضبط المؤلفة من 1283 شخصا للبحث عن اية فوراق ممكنة فوجدوا أن الذين لديهم اوطأ المستويات من الاجسام المضادة كانوا الاعلى تعرضاً لخطر النوبات.

مزيد من التحري يقول البروفسور «جيرمي بارسون» المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية، وهي الجهة التي مولت البحث: «الازمات القلبية تقوض حياة آلاف العوائل في بريطانيا كل عام، ومثل هذه البحوث مهمة لأجل تحسين القدرة على التشخيص بحيث يصبح بامكان الاطباء اتخاذ اجراءات عاجلة لمنع وقوع حالات تفضي الى الوفاة. لا يزال الأمر بحاجة الى مزيد من التحري والبحث قبل الجزم بما إذا كان قياس الاجسام المضادة «IgG « سيصلح بالفعل كأداة لتحسين قدراتنا على التنبؤ بالنوبات القلبية، بيد أن هذه الدراسة التي اعدت اعداداً جيداً تقدم لنا دليلاً مضافاً على اهمية الدور الذي يلعبه نظام المناعة في مجال امراض القلب والآثار الوقائية.

اسم:
البريد الالكتروني:
* رأي: