مازادك الغزاة إلا عزاً
كلام خطير وجد خطير ساقه نتنياهو يوم الاحد عن وجود تورط دولي لدعم عدوانه ضد غزة وهذا يعني ان الغالبية العظمى لدول العالم شريكة في الجرائم والمجازر الوحشية التي ارتكبها الصهاينة ضد غزة واهلها وخاصة قتل عشرات الاطفال في سن الزهور هذا التراجيدي الكارثي الذي ادمى قلوب البشرية وهز وجدانها وضميرها عدا الحكومات وزعمائها، الداعمة والمتفرجة يدلل على اننا نعيش في عصر مظلم ومنحط للغاية اخلاقيا وسلوكيا حيث يتربع على كراسيه اناس لم يشموا رائحة الانسانية وكأنهم تخرجوا للتو من مدرسة قانون الغاب لممارسة مهامهم وهذا ما يستدعى لاحقا ان يقدم زعماء هذه الدول بما فيها دول عربية للمحاكم الدولية لمساهمتهم في هذه الجرائم المروعة التي حصدت مئات الاطفال والنساء والشيوخ.
وما استطرد به هذا الجزار الارهابي بالقول بان تل ابيب كسبت الشرعية الدولية لعدوانها ليس مغالاة او اعترافا بل هو عين الحقيقة لانه لولا هذا الدعم لما تمادى وتجرأ على ارتكاب مثل هذه المجازر الجنونية التي قل نظيرها في التاريخ حيث لم تطلب منه اية جهة اقليمية ودولية وقف عدوانه على غزة حسب ما ذكر مسؤول كبير في مكتب نتانياهو والانكى من ذلك ان محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية لم يطلب ذلك ايضا بل الرجل منهمك ليل نهار لفرض المبادرة المصرية ــ الصهيونية التي تساوي بين الجلاد والضحية للعودة الى المربع الاول وترك غزة مفتوحة لاستمرار الحصار والعدوان.
اما الامر الاخطر والاكثر كارثية هو ما اعلنه الشيخ عكرمة صبري امام وخطيب المسجد الاقصى بان دولا عربية نسقت ومولت استباحة غزة وهذه الدول اشهر من علم لعدائها لنهج المقاومة واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المسلوبة لكننا كنا نتمنى على الشيخ صبري تسمية الاشياء بمسمياتها لقطع الطريق على من يريد التهرب وتلميع صورة هذه الدول المتآمرة منذ عقود ضد القضية الفلسطينية وهي في نفس الوقت تصرخ ليل نهار بانها حامية اهل السنة في العالم وتنفق مليارات الدولارات لخلق الفتن والذبح والدمار في سوريا والعراق تحت هذه اليافطة المشبوهة لكن عندما يصل الامر لسنة فلسطين فانهم يستثنون وعليهم ان يكونوا مستسلمين للعدو الصهيوني ويتعايشوا معه. لكن الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة شخصت طريقها وانها اليوم تقف بشموخ امام هذا الهجوم الوحشي بقوة وبسالة وهي من تفرض شروطها على العدو باذن الله كما فعلت المقاومة الاسلامية في لبنان في حرب تموز واذلت الصهاينة شر اذلال هذه المواقف المخزية والذليلة للانظمة العربية وعلى رأسها المملكة العربية تجاه شعب مظلوم ومحاصر حتى من اشقائه المصريين ويذبح في وضح النهار ويا ليتهم كانوا متفرجين الا انهم وحسب كل الشواهد متآمرون ومشاركون في هذه الجرائم الفظيعة التي لن تمر دون عقاب بالتاكيد وحاشا لله القاهر المستعان ان لا ينتقم لهذه الدماء الزكية التي سفكت ظلما وعدوانا وان المستقبل سيضع النقاط على الحروف.
ان ايران التي صدعت بمواقفها المبدئية والداعمة للقضية الفلسطينية اسماع العالم منذ انتصار ثورتها الاسلامية وحتى اليوم ولم تبخل بشيء في هذا المجال تناشد البلدان العربية والاسلامية وغير الاسلامية الحرة والشريفة ان تتحمل مسؤوليتها الانسانية والتاريخية تجاه الشعب الفلسطيني الذي استباحه الصهاينة وصادروا حقوقه وارضه لوقف هذا العدوان البربري ومقاضاة مسؤولي هذا الكيان المجرم ومد يد العدوان لهذا الشعب ليجتاز هذه المرحلة العصيبة من تاريخه ويستعيد حقوقه المشروعة في بناء دولته المستقبلية على كامل ترابه.