kayhan.ir

رمز الخبر: 41019
تأريخ النشر : 2016June29 - 21:22

تركيا تتخطفها احلام اردوغان المريضة


امير حسين

ما كان القادة والساسة العقلاء المخلصون يحذرون منه باستمرار وبالتاكيد منذ تفجير الازمات في المنطقة خاصة في سوريا والعراق بان الارهاب سيرتد يوما على اصحابه وحذار من استخدامه كأداة لتمرير المصالح الآنية الا انه وقع المحذور اليوم وان كان من العيار الثقيل حيث يضرب مطار اتاتورك الدولي البوابة الاستراتيجية والحساسة للبلد الذي يكون من المفروض محصنا ويستحيل اختراقه بهذا الشكل الذي لم يصدم الدولة التركية ويهزها فقط بل ولد صدمة في جميع دول العالم. وبالطبع لم تكن هذه العملية الارهابية هي الاولى التي تتبناها داعش على الاراضي التركية.. انها العملية الارهابية السادسة خلال عام واحد لكن ما ميزها هذه المرة انها ضربت مؤسسة استراتيجية حكومية في البلد.

المفارقة العجيبة في هذه العملية الارهابية هو المكان المستهدف هذه المرة من قبل داعش وبناء على تعليق بعض المراقبين، انه المكان الذي سهل عبور الآلاف من الارهابيين الذين نقلوا اليها من مختلف المطارات العالمية وتوجهوا بعد ذلك الى سوريا والعراق لتنفيذ مهامهم الارهابية الخبيثة. وما استوقف المراقبين ايضا هو دعوة السفارة الاميركية في انقرة للرعايا الاميركيين وقبل يوم واحد فقط من العملية الارهابية في مطار اتاتورك الابتعاد عن المراكز الحساسة في البلد ومنها المطار!!

وأي كانت الاصابع المتهمة في هذه العملية الارهابية المدانة سماويا وارضيا ومن يقف خلفها، الا ان بعض الاوساط السياسية في المنطقة عزت ذلك بانها ردة فعل من المجموعات الارهابية في سوريا الذي احتدم الصراع بينها مؤخرا بتواطؤ يقال من جهاز الاستخبارات التركية المتهمة حتى باغتيال قادة بعض هذه الفصائل.

لكن اللافت عقب هذه العملية هو استفاقة الرئيس اردوغان على مواجهة الارهاب ودعوته لمكافحة مشتركة بقيادة الغرب للارهاب وهنا الخطأ الاكبر الذي يقع فيه الرئيس اردوغان كأخطائه السابقة وهو محاربة الارهاب بداعميه كما كان يفعل هو الاخر سابقا. وكان الاحرى بالرئيس اردوغان قبل ان يطلق هذه التصريحات ان يسأل نفسه ماذا فعل التحالف الدولي الذي يضم اكثر من 60 دولة بقيادة الغرب خلال اكثر من عام على تشكيله ولحد الان. فكان الاولى بالرئيس اردوغان ان يتعظ اولا من اخطائه القاتلة التي اوصلته الى هذه العزلة سياسيا واقتصاديا ويكاد ان ينهار البلد اقتصاديا ناهيك عن الحرب الاهلية المحتملة في اية لحظة ان لم يتدارك الامور ويخفف من الازمات التي تعصف بالبلد. ان الرئيس التركي اليوم على مفترق طرق خطير اذا لم يبادر لمعالجة الامور جذريا. فخطوته تجاه روسيا واعتذاره للرئيس بوتين من اسقاط الطائرة الروسية، ان لم تكن تكتيكا جديدا فهي ايجابية وتدفع بالانفراج في علاقات البلدين وتسهل عليه القيام بخطوات اكبر تجاه سوريا الجارة المسلمة الذي يجب ان يكون منها الاعتذار الاكبر لما كان له من دور شخصي في سفك دم شعبها وتدمير البلد بدفع من عربان الجاهلية واسيادهم. فالرئيس اردوغان لن يكون الرئيس الاول او الزعيم الاول وان كان متصلبا وعنودا وحادا في مواقفه ان يتراجع ويعتذر كامر طبيعي وهذه سنة الحياة التي عادة ما تفرض الظروف القاسية والتطورات الساخنة نفسها على القادة وتدفعهم الى التنازل الى ابعد الحدود!!