الفاو: أكثر من نصف اليمنيين دخلوا "مرحلة الطوارئ" الغذائية بسبب استمرار العدوان للحصار
* (2ر21) مليون يمني بينهم (9ر9) مليون طفل بحاجة ماسة وعاجلة للمساعدة الانسانية
* طيران الغزاة يقصف ذباب ومأرب واحتدام المعارك في لحج وتعز واستهداف معسكر صحن الجن صاروخياً
كيهان العربي - خاص:- حذرت الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي، أن أكثر من نصف عدد السكان في اليمن يمرون في "مرحلة الطوارئ"، بعد تدهور حالة الأمن الغذائي في البلاد على خلفية استمرار العدوان السعودي الحصار وانعدام الوقود.
وكشفت المنظمة الدولية أن حكومة الرئيس المستقيل منصور هادي تواصل تمسكها ببقاء الحصار الاقتصادي المفروض منذ آذار 2015، ووقفت أخيرا ضد مطالب دولية برفع القيود عن حركة تدفق الأموال من البنوك والمصارف اليمنية وإليها، وتسهيل حركة الواردات إلى الموانئ اليمنية لتفادي كارثة إنسانية وشيكة.
يأتي ذلك على الرغم من تصاعد التحذيرات الدولية من مخاطر تردي الأوضاع الإنسانية في اليمن، حيث جددت الأمم المتحدة تحذيرها من خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي أصبحت تواجهه 19 محافظة من 22 في اليمن، متوقعةً تدهور الأوضاع في المناطق المتضررة في حال استمرار القصف الجوي والحصار على البلاد.
وذكرت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" وبرنامج الأغذية العالمي في تقييم مشترك نشرته المنظمة الدولية أواخر الأسبوع الجاري أن تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أظهر أن أكثر من نصف عدد السكان في اليمن يمرون في «مرحلة الطوارئ»، وبيّن التقييم أن ما يصل إلى 70% من السكان في بعض المحافظات اليمنية يجدون صعوبة بالغة في الحصول على الطعام، فيما يعيش نحو ربع عدد السكان في مرحلة أدنى من مرحلة الطوارئ، أي المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي يشتمل على خمس مراحل. وفيما أشار إلى أن ذلك يعكس زيادة بنسبة 15% منذ حزيران 2015، أوضح التقييم أن 7,1 ملايين شخص آخرين يعانون مرحلة الأزمة التي تعد المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وفي السياق نفسه، قال منسق الشؤون الإنسانية في اليمن "جيمي ماكغولدريك" إن نتائج تحليل التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي تظهر بوضوح فداحة الأزمة الإنسانية في اليمن، لافتاً إلى أنها تعد واحدة من أسوأ الأزمات في العالم. وأشار إلى أنها مرشحة للاستمرار في التدهور، في ظل تأثير النزاع بشكل كبير جداً على البلاد وسكانها وزاد من حالة الضعف المنتشرة ودمر الآليات التي تمكن العائلات من التعايش مع الوضع، ونتيجة لذلك فإن انعدام الأمن الغذائي يبقى عند مستويات مرتفعة غير مقبولة.
وأشار "ماكغولدريك" إلى أن من بين العوامل الرئيسية المسببة لانعدام الأمن الغذائي نقص الوقود والقيود المفروضة على الاستيراد التي قللت من توافر السلع الغذائية الأساسية في البلاد التي تستورد نحو 90 % من احتياجاتها من الأغذية الأساسية.
من جانبه قال ممثل منظمة "الفاو" في اليمن صلاح حاج حسن إنه نظراً لمحدودية الحصول على العديد من الأغذية الأساسية بسبب القيود المفروضة على الواردات والنقل، فقد أصبح ضرورياً الآن مساعدة اليمنيين على إطعام أنفسهم من خلال الزراعة المنزلية وتربية الدواجن في المنزل وغير ذلك من التدخلات.
ولفت التقييم المشترك إلى أن بيانات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) تظهر أن نحو ثلاثة ملايين طفل تحت سن الخامسة، إضافة إلى نساء حوامل ومرضعات يحتجن إلى خدمات للعلاج من سوء التغذية الحاد أو الوقاية منه. وحذر التقييم من أن نسبة سوء التغذية الحاد بلغت مرحلة خطيرة في معظم المحافظات اليمنية، بعدما وصلت إلى نسبة 25,1 % في محافظة تعز و21,7% في محافظة الحديدة.
وارتفع عدد السكان الذين كانو قبل الحرب بحاجة للمساعدة الإنسانية من 9ر15مليون نسمة إلى 2ر21 مليون بنسبة 33 % بما في ذلك 9ر9 ملايين طفل، كما ارتفع اجمالي النازحين من منازلهم إلى مليونين و800 ألف نسمة بنسبة 350% بينهم 800 ألف طفل.
على صعيد آخر، تجمع أطفال ونساء محافظي إب وعمران مقابل مبنى الأمم المتحدة استنكارا لرفع اسم السعودية من القائمة السوداء بعد تلويحها بقطع تمويل الأمم المتحدة.
وأفادت وكالة تسنيم أن الأطفال قاموا بالتبرع بأموالهم الخاصة للأمم المتحدة، يوم الاحد، لكي "تسد فقرها وتقف مع الحق" وعبر الأطفال عن غضبهم وسخطهم تجاه الأمم المتحدة التي "باعت ضميرها ومواقفها مقابل المال السعودي".
ويشار الى أن الأمم المتحدة كانت قد أعلنت ضم السعودية الى قائمة العار (القائمة السوداء لقاتلي الأطفال) لتسببها بمقتل مئات الأطفال والنساء في اليمن، ثم عادت لتعلن حذف اسم السعودية من القائمة "مؤقتا" بعد أن لوحت الأخيرة بقطع التمويل عن برامج الأمم المتحدة ومنها تمويل الشعب الفلسطيني.
ميدانياً، كشفت مصادر عسكرية يمنية عن مقتل ثمانية جنود في انفجار عبوة ناسفة استهدفت نقطة أمنية في الحوطة عاصمة محافظة لحج، فيما تحتدم المعارك بين قوات هادي من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة أخرى في منطقة نجد كرب.
أما في محافظة تعز فقد تجددت المواجهات بين قوات الرئيس هادي المدعومة بتحالف العدوان السعودي - الاميركي من جهة والقوات اليمنية المشتركة من جهة أخرى في محيط معسكر اللواء 35 ومنطقة المطار القديم عند المحور الغربي للمدينة ومنطقة الضباب في المدخل الجنوبي، فيما شهدت منطقتي الجحملية وثعبات قصفاً مدفعيا متبادل بين الطرفين عند الناحية الشرقية للمدينة.
في غضون ذلك شنت مقاتلات التحالف السعودي سلسلة غارات جوية على منطقة العمري في مديرية ذباب الساحلية غربي المحافظة جنوب اليمن.
وفي محافظة مأرب عاودت مقاتلات التحالف السعودي شن غاراتها على مديرية صرواح استهدفت خلالها جبل الأشقري المطل على منطقة كوفل ومركز المديرية ذاتها غربي المدينة.
بالمقابل استهدفت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية معسكر صحن الجن شرقي مدينة مأرب بصاروخ أورغان شمالي شرق اليمن بحسب ما أفاد مصدر عسكري للميادين.