حذار من جر الشارع البحريني الى المواجهة
مهدي منصوري
المحاولات الاجرامية لحكومة بني خليفة والتي تعددت اساليبها القمعية لم تستطع ان تكبح جماح الحراك الشعبي الثوري البحريني، بل زادته اصرار على الاستمرار والصمود بحيث وضعها في موقف صعب سواء كان على المستوى الداخل البحريني او الاقليمي او الدولي.
وقد كانت تعتقد حكومة بني خليفة ان بزيادة اساليبها الاجرامية الحاقدة ضد ابناء الشعب من الاعتقال وهدم البيوت ومواجهة الثوار بالرصاص الحي والمطاطي وغازات المسيلة للدموع وغيرها تستطيع ان تخمد هذا الصوت الثائر او تحد من وتيرته المتسارعة، ولكن النتائج كلها جاءت بصورة عكسية بحيث لم تكن تتوقعها، ولذلك لم يتبق لديها سوى سلاح وضيع تستطيع من خلاله ابعاد قادة وناشطي الثورة من التواجد على الارض البحرينية، ومن خلال اجراء غير قانوني ولا انساني وهو تجريد هؤلاء القادة من وطنيتهم بسب الجنسية البحرينية عنهم، لتتوفر لديها ذريعة اتخاذ اجراءات قاسية بحقهم من جانب وبنفس الوقت تشكل حالة من التهديد المباشر لكل الذين يفكرون في الاستمرار في زيادة زخم الثورة.
وبالامس القريب واستمرارا للحالة الهستيرية التي تعيشها حكومة بني خليفة منذ انطلاق الثورة البحرينية وليومنا هذا فقد خطت خطوة لم تحسب حسابها ولاتداعياتها الكارثية عليها الا وهي سحب الجنسية عن أكبر مرجعية دينية تحظى ليس فقط باحترام الشعب البحريني بل كل المسلمين في العالم الا وهو الشيخ عيسى قاسم من اجل ان تبعده عن موطنه ومهد ولادته البحرين، الا ان موقف الشعب البحريني تجاه مرجعيته كان منقطع النظير بحيث جعل من نفسه دروعا بشرية لحمايته وعدم ايصال الاذى اليه معتبرا ان أي اجراء ضد الشيخ قاسم يعتبر خطا احمر اوانه يمر على اجسادهم، وليس فقط ذلك فان ردود الافعال الاقليمية والدولية التي جاءت منددة ومعترضة على هذا الاجراء التعسفي قد عزز موقف الثوار في الصمود والبقاء في اماكنهم، مما اسقط ما في يد الحكومة التي لم تستطع ان تحقق اهدافها وغرضها تجاه الشيخ المجاهد.
ومن اللافت ايضا والذي لابد من الاشارة اليه هو ان هذه الحشود الفدائية التي طوقت بيت الشيخ قاسم، وكما اشارت مصادر من داخل الاعتصام انها تمكنت ان تمنع وزيرالداخلية البحريني عن الدخول الى الدراز مما اجبرته على المغادرة وترك المكان. وبناء على ما تقدم ومن اجل ان تفكك حكومة بني خليفة هذا التلاحم الثوري القوى فانها عمدت الى اتخاذ اجراءات تعسفية وبعيدة عن الانسانية خاصة في هذا الشهر الفضيل وهو قيامها بمحاصرة القوات الامنية للمعتصمين، وقطع الامدادات الغذائية عنهم، بالاضافة الى قطع الاتصالات، والقيام بوضع جرائم مرورية على سياراتهم، وغيرها من الممارسات الاستفزازية والتخويفية الاخرى، مما عدته بعض الاوساط الاعلامية والسياسية البحرينية ان حكومة بني خليفة قد اعلنت الحرب على الدراز.
ولكن ومن خلال تجربة الحراك الشعبي السلمي الثائر فان مثل هذه الاجراءات لايمكن ان تفت في عضد ابناء الثورة او تزرع الخوف في انفسهم،او تزعزهم عن موقفه البطولي هذا، بل ا نها ستجعلهم اكثر صلابة وصمودا، ولابد ان يفشلوا كل الاجراءات المتهورة التي تمارسها سلطة بني خليفة وينتصروا عليها لانهم وصلوا في قناعاتهم الى النظرية التي تقول "ان الحديد لايفل الا الحديد" وهو ما تريده حكومة بني خليفة من اجراءاتها الاخيرة. ولذا فنحذر ومن خلال ارتكاب حماقة ضد الشيخ عيسى قاسم فانها ستدفع بالشارع البحريني الى ساحة المواجهة والتي لايمكن التكهن بعواقبها.