kayhan.ir

رمز الخبر: 40826
تأريخ النشر : 2016June25 - 21:23

معركة حلب.. تغيير في المنطقة وتوازن في العالم


ما كان لافتا بشكل اكبر هذه المرة في خطاب امين عام حزب الله السيد نصر الله بمناسبة اربعينية الشهيد مصطفى بدرالدين "ذوالفقار" هو مزيد من الشفافية والصراحة في فتحه لملفات حزب الله الداخلية والخارجية حيث لم يعهد لاي تنظيم او جهة او قيادة في العالم ان تتمتع بهذه الجرأة والشجاعة لتكشف عن اوراقها بهذا الشكل المفتوح لولا الثقة الكبيرة بنفسها وبجهودها في استخدام لغة المصارحة ووضع الامور في نصابها وهذا بالطبع ما يسلب الاعداء اي مناورة او ضغط للتأثير على قرارات حزب الله او ابتزازه وبالتالي تمثل صدمة لهم وتضعهم في دائرة اليأس والضعف في النيل من اقتدار هذا الحزب ودوره في لبنان والمنطقة.

ولتسارع تطورات المنطقة وتعقيداتها وازماتها المستمرة خاصة معركة حلب الفاصلة، ما كان لسماحته ان يمر عليها مرور الكرام لذلك كان لابد من وضع النقاط على الحروف وتحذير الاعداء بان هذه المعركة التي اسماها بـ "الاستراتيجية الكبرى" هي ليست من تحدد مصير سوريا فقط بل مصير دول المنطقة ايضا بسبب التكالب الدولي الاقليمي الشرس الذي ضخ فيها آلاف الرجال والمعدات العسكرية الثقيلة لقلب موازين الميدان في هذه المنطقة مستغلة "الهدنة الخدعة" التي فرضت من قبل اميركا ومجلس الامن والتي فاق عليها الروس وان كان بعد فوات الاوان وان كلفت السوريين والقوى المتحالفة معها بعض الخسائر لكنها في المحصلة النهاية كانت مفيدة جدا حيث ثبت للروس بانه لايمكن الاعتماد على اميركا او التعويل على وعودها ولابد من حزم الامور وبضمانات قوية لقطع الطريق عليها وهذا ما اتضح مؤخرا وبشكل جلي من خلال تصريحات قيادة الاركان الروسية التي جاءت على خلفية التصريحات الاميركية حول نفاد صبرها بالقول " نحن من نفذ صبرنا وليس الاميركان".

وهذا يشكل تطورا في الموقف الروسي لحل الازمة السورية في التصدي الحازم للمجموعات الارهابية وهذا ما بدأنا نلمسه منذ يومين حيث بدأت المقاتلات الروسية والسورية بقصف مواقع المجموعات التكفيرية في مناطق حلب وانزال المزيد من الخسائر بصفوفها.

يبدو ان معركة حلب الفاصلة باتت الرهان الاخير للقوى الدولية والاقليمية المعادية لسوريا في اسقاط دمشق بعد ان جربت رهاناتها في الجنوب السوري او الحدود اللبنانية وهذا مجرد اضغاث احلام لان حلب واطرافها اصبحت بمثابة الحصن المحصن من جميع الاطراف ومن يريد التقدم في هذه المنطقة فانه يسير في حقول الموت حيث رجال الجيش السوري والقوى المتحالفة يتصدون لهم بالمرصاد وما نزل بهم من خسائر فادحة خلال الاونة الاخيرة وحتى على مستوى قيادات المجموعات التكفيرية خير شاهد على ذلك.

ولا شك ان معركة حلب التي بدأت هي من تحدد ملامح خارطة المنطقة وحتى موازنات القوة في العالم لان المحور المنتصر هو الذي سيفرض املاءاته وشروطه وان المندحر هو من سيلحس مرارة هزائمه ويتحمل تبعات اعبائه واستحقاقات كل ما ترتب ويترتب على ذلك لاحقا وكما قال سيد المقاومة ستهزم كل مشاريع التكفير والهيمنة في المنطقة كما فعلنا في حرب تموز ..وان غدا لناظره قريب.