جون ستيوارت يسخر من تغطية الاعلام الغربي للعدوان على غزّة: العالم قد جنّ
وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بالحرية لفلسطين وغزة، وانتقدت لافتات أخرى "تحيز بي بي سي لإسرائيل” في تغطيتها للحرب على غزة. وشارك في تنظيم المظاهرة "حملة التضامن مع فلسطين”، وهي كبرى المنظمات في أوروبا التي تطالب بدعم الفلسطينيين. ونشر "تحالف أوقفوا الحرب”، المشارك في تنظيم المظاهرة، خطابا موجها لـ”بي بي سي” يقول إن "قطاع غزة تحت احتلال وحصار إسرائيلي”، مضيفاً "عندما تصورون المحتل كضحية ومَن يخضعون للاحتلال كمعتدين، نذكركم بأن مقاومة الاحتلال حق كفله القانون الدولي”.
وأعرب التحالف عن رفضه تصوير القصف الإسرائيلي "للمدنيين” كـ”رد فعل” لإطلاق الصواريخ من غزة، مشيرا إلى أن "هذه الأحداث تقع نتيجة تهجير أغلبية المواطنين الفلسطينيين من منازلهم وهو ما جعل المئات منهم لاجئين في قطاع غزة”.
وجاء في الخطاب "نذكركم بأن إسرائيل تقصف مواطنين أصبحوا لاجئين عندما أجبروا على ترك أراضيهم عام 1948 من أجل إنشاء دولة إسرائيل”.
جون ستيوارت: العالم قد جنّ
واقع الاعلام الأميركي تناوله الاعلامي الساخر جون ستيوارت، من خلال برنامجه "ذا دايلي شو”، حيث خصص فقرة للتغطية الإعلاميّة للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
ستيورات بدأ تعليقه من خلال عرض مقتطف من نشرة أخبار شبكة "سي أن بي سي”، حيث يتحدّث المذيع عن الدبابات الإسرائيلية التي توقفت خارج مداخل القطاع، بينما كان القصف المتبادل مستمراً بين "الطرفين”. ليعلق ستيوارت بتهكّم أن كلا الطرفين متورّط بالقصف، لكن لا شك في أن طرفاً منهما أفضل بكثير، لناحية تلقّي القذائف.
واستعرض الإعلامي الأميركي حالة الأمان التي يمكن أن يشعر بها المدنيون الإسرائيليون، بفعل نظام القبة الحديدية وتقنيات اكتشاف المناطق المهددة بالتعرض للقصف، لافتاً إلى أنّ الإسرائيليين بات بإمكانهم تحميل تطبيق على الهواتف الذكية، يعلمهم في حال وجود خطر صاروخ.
في المقابل، يشير ستيوارت الى أن سكان القطاع يمكنهم معرفة أن ثمة هجوما جويا قادما، عبر تقنية تحذير "مبتكرة”، ألا وهي إطلاق صاروخ "صغير” على سطح أحد المنازل.. وبهذا يكون التحذير من القصف بقصف آخر. هذا قبل أن يتم إخبار المدنيين الفلسطينيين بأن لديهم ثلاث دقائق لإخلاء أمكنتهم خلال القصف. لكن إلى أين؟؟ "هل رأيتم خريطة غزة”؟ يقول ستيوارت، مشيراً إلى خريطة تظهر على الشاشة للقطاع، المحاصر من كلّ الجهات. أين يمكن لهؤلاء الناس أن يذهبوا؟ يسأل، ويجيب: في وجود حدود مغلقة، ربما لا سبيل لديهم إلا السباحة في البحر.
يواصل ستيوارت سخريته، من خلال استعراض المفارقة التي تظهر لدى استضافة مراسلين أحدهما من غزة والثاني من "تل أبيب”. حيث يبدو الأول في زيّ الصحافيين لدى تغطيتهم أماكن الحروب، بينما يظهر الآخر مرتاحاً وبلباس عادي. هذه الصورة تنقض ما يروّج له الإعلام الغربي بالكامل حول القصف المتبادل، و”تكافؤ” القوى. سخرية مريرة تلخّص فظائع الإعلام في تناول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ليس لمجرد تقديم صورة عن طرفين متكافئين فحسب، بل حتى لمجرد القول إن الجانب الإسرائيلي يدافع عن مدنييه وأمنهم.
وخلص ستيوارت الى القول إن "العالم قد جن” "العالم يشهد حياة سياسية ساخرة”.