kayhan.ir

رمز الخبر: 40743
تأريخ النشر : 2016June24 - 21:25

الفلوجة مقبرة الاحلام الاميركية


من عجائب الدهر وسخرياته و بعد ايام فقط من اعلان العراق بالصوت والصورة لتحرير مدينة الفلوجة باستثناء حي الجولان المحاصر، تخرج علينا القيادة العسكرية الاميركية امس الاول وبالعكس تماما بان 80% من الفلوجة لازالت بيد داعش وان القوات العراقية لم تحرر الا 20% منها. ومن يعرف اميركا ومراوغاتها الشيطانية والنفاقية وخبثها الاستكباري قد لا يستغرب كثيرا من اشاعة هذه الاكاذيب للتستر على خسارتها الفادحة واطروحاتها البالية في تقديراتها السابقة حول تحرير الفلوجة بانه يستغرق اشهر عديدة ومن الصعب التكهن بما ستؤول اليه الامور، لكن تحريرها في هذه الفترة القياسية من قبل العراقيين ودون اية مساعدة اميركية صعقت البنتاغون التي لم تستطع اخفاء دهشتها من عملية التحرير.

غير ان المهزلة الاميركية لم تنته عند هذا الحد لتكف عن سرد المزيد من الفضائح عندما يعلن مسؤول عسكري آخر في التحالف الدولي المزعوم ضد داعش بان قائد قوات التحالف في العراق الجنرال الاميركي "شون ماكفرلاند" يدرس امكانية تعزيز القدرات العسكرية الاميركية في العراق.

لكن هذا التصريح الذي تزامن مع ما كتبته صحيفة "واشنطن بوست" بان الجنرالات الاميركيين في العراق يستعدون لطلب "نشر المئات" من الجنود الاضافيين في هذا البلد، يثير السخرية ويدلل دون شك على النوايا الاميركية المبيتة بالرغم من هزيمة مشروعها "داعش" في الفلوجة الذي ارادت استخدامها شماعة للعودة الى العراق، لكن ارادة العراقيين شاءت ان تدفن الاحلام الاميركية ومن معها من الحلف التكفيري الاقليمي، في الفلوجة وان تهزم داعش شر هزيمة فيها بعد ان جندوا اعلامهم لا شهر بان الفلوجة حصن منيع لايمكن اقتحامها.

قد يعجب المرء من الصلافة الاميركية الفجة ومدى حماقتها في الاصرار على البقاء في العراق وقد سقطت الرمادي خلال الساعات بوجود قواتها في المحافظة، وهو يتساءل ما الذي تريد فعله في العراق وتحت اي مبرر البقاء بعد تحرير الفلوجة؟ وها هي القوات العراقية تتوجه الى الموصل التي وعد بتحريرها العبادي خلال هذا العام فيما ذهبت التقديرات الاميركية بعد سقوطها بانها بحاجة الى عشرين او ثلاثين سنة لتحريرها من داعش.

لكن ما يستشفه المرء من كل هذه التخرصات الاميركية وتخبطها المفضوح هو هول الصدمة التي تلقتها من تحريرالفلوجة التي راهنت عليها كمحطة لتحقيق احلامها المبيتة في العراق، غير انها اليوم وجدت نفسها خائبة مهزومة لم تحقق اي من مشاريعها في المنطقة رغم كل ما خططت له وجازفت به لدرجة قد تضحي بذيولها الذين لن يبخلوا بتقديم الغالي والرخيص من اجل تحقيق المشاريع الاميركية لكنهم خسأوا وخسروا اللعبة وهم اليوم على مفترق طريق خطير بانتظار المجهول الذي لا يرحمهم وهذا هو مصير الخونة المحتوم.