الرياض ولجاجة الهزيمة
مهدي منصوري
ايقنت حكومة بني سعود انها قد وصلت في عدوانها على اليمن الى طريق مسدود، وان كل ممارساتها اللاانسانية واللا اخلاقية والبعيدة عن كل الاعراف ضد ابناء هذا البلد، لم ولن توصلها الى هدفها الاساس الذي وضعته في حسبانها الا وهو اعادة الشعب اليمني الى الوصاية من جديد من خلال فذلكة اعادة الشرعية.
وعلى عكس ذلك فان ابناء الثورة اليمنية الذين يندفعون وبقوة من اجل انهاء هذا العدوان وايقاف نزف الدم البرئ وانهاء هدم البنى التحتية، من خلال استجابتها لنداء الامم المتحدة في الجلوس الى الطاولة الحوار، وقد ذهبت وهي مصممة على تقديم ما يمكن تقديمه من اجل تحقيق ذلك الهدف. الاان ورغم ما قدمته من تنازلات اثناء المفاوضات في الكويت من اجل الشعب اليمني، وكما صرح بذلك عبدالملك الحوثي الا ان حكام بني سعود وبلجاجتهم المعهودة وعنجهيتهم الغبية، ينصتوا للغة العقل والمنطق بل كانوا يريدون ان يعيدوا الاوضاع الى المرجع الاول، الا وهو اخضاع الشعب اليمني للارادة السعودية من خلال اعادة عملائها الذين رفضهم هذا الشعب لانهم كانوا هم السبب الاول والاساس في ما وصلت اليه الامور اليوم بتأييدهم اوفي الواقع بدفعهم حكام بني سعود للعدوان وقتل ابناء جلدتهم ومواطنيهم كما عبرت بذلك اوساط من داخل قصر سلمان. مما اعتبرتها الاوساط اليمنية الثورية خيانة ما بعدها خيانة، وكذلك اعادة هذه الاوساط الى الاذهان اذا كان هادي عبد ربه وجوقته قد دمروا اليمن وهم خارجه فكيف سيفعلون باليمن فيما اذا عادوا الى الحكم من جديد؟.
اذن فان السعودية التي اجهدها واثقل كاهلها العدوان الغاشم فانها لم تحصد من عدوانها على اليمن الا الذلة والهوان بحيث كشفت عن وجهها البشع والحاقد على ابناء هذا البلد، وهي اليوم تحاول ان تبحث عن انتصار ولوصوري لكي تقنع نفسها او من يؤيدها انها قد حققت اهدافها، ولكن وكما هو معلوم ان الشعب اليمني الذي صبر وصمد واعطى التضحيات الجسام خلال فترة العدوان لايمكن ان يعطي هذا النصر الصوري الذي تبحث عنه الرياض.
ولذلك فان ابناء الثورة ا ليمنية قد اثبتوا وفي مفاوضات الكويت انهم لايمكن ان يتنازلوا عن حقوقهم المشروعة في ان يدير ابناء اليمن شؤونهم بأيديهم ومن دون فرض ارادة او وصاية تريد ان تسلب منهم استقلالية قرارهم وبلدهم. وهذا الموقف الشجاع لابناء الثورة لابد ان يجبر حكام بني سعود ان يتنازلوا اذلاء خاسئين لارادة الشعب اليمني لانه الطريق الوحيد الذي سيخرجها من المأزق الكبير والخانق الذي تعيشه اليوم.