العراقيون الذين اجتمعوا في عمان..معارضة أم إرهابيون؟
منيب السائح
وابرز المشاركين في المؤتمر الذي اطلق عليه اسم «المؤتمر التمهيدي لثوار العراق» رجل الدين عبد الملك السعدي ، والناطق باسم هيئة علماء المسلمين بشار الفيضي، والناطق باسم الجيش الاسلامي في العراق أحمد الدباش، وعبد الصمد الغريري المتحدث باسم حزب البعث و خليل الدليمي، محامي صدام ، وسطام الكعود أحد رموز النظام الصدامي وابو ثائر التكريتي المتحدث باسم الجيش الصدامي السابق.
ودعا المجتمعون إلى بناء تحالفات مع "داعش" ، رافضين كل دعوة لمحاربة المجموعات المحسوبة على القاعدة و "داعش" في العراق ، وحول علاقة البعث مع "داعش" قال الغريري : "الآن نسميها الدولة الإسلامية وهي حققت أهداف وأعانت الثوار في تحقيق أهدافها ونحن شبه منسجمين معهم" ، أما وضاح مالك الصديد، أحد شيوخ عشائر شمر المشاركة في المؤتمر، فقد أيد من جانبه "بناء تحالفات مع داعش،" قائلا: "لم نتحدث من قريب أو من بعيد لكن نأمل أن تنضم إلينا ويساعدوننا في ثورتنا لأن داعش هم جزء من أبناء عشائرنا.. ولننظر إلى إنجازاتهم في الموصل وصلاح الدين حتى الان الامور مستقرة ونتعاون معهم".
بل ان وضاح دعا "داعش" للمشاركة في المؤتمر المقبل وقال "سنرحب في دعوتهم للمؤتمر المقبل وغيرهم من الأطراف بشرط أن لا يكون لأي طرف أجندة إيرانية وأي طرف يعلن رفضه للمد الصفوي نحن يدنا معه".!!.
ودعا البيان الختامي الى تغيير النظام السياسي الحالي في العراق بالقوة العسكرية واسقاط العملية السياسية برمتها ، ورفض التعاون مع اي جهة شاركت وتشارك في النظام السياسي القائم في العراق بعد سقوط النظام البعثي عام 2003.
بدورنا نود ان نطرح بعض الاسئلة على القوى التي شاركت في مؤتمر عمان ونرجو ان تجيبنا عليها ، ترى هل نظام الحكم في العراق يحكم الشعب بالحديد والنار ويحبس على الناس انفاسها ويعتقل المعارضين ويبطش بهم ويصفيهم جسديا ؟، هل الحكومة تسلمت مقاليد الامور بالقوة والبطش؟، هل تقمع الحكومة الحريات والتظاهرات وتنصب المشانق للمعارضين؟، هل شككت منظمات دولية بنزاهة الانتخابات المتوالية التي جرت في العراق بعد سقوط النظام الصدامي؟.
اعتقد ان الاجابة على كل تلك الاسئلة السابقة هي النفي ، لو كان المجتمعون في عمان يمتلكون شيئا من الانصاف ، لاننا نريد الجميع يرى ان هناك معارضة ومعارضة قوية وناشطة وفاعلة حتى داخل الحكومة العراقية ذاتها !! ، وداخل البرلمان وفي الاعلام وفي الشارع ، تقودها شخصيات بعثية معروفة ومازالت تفتخر بماضيها البعثي !!.
ترى ماذا يمكن ان نطلق اذن على من اجتمعوا في عمان ؟، هل هم معارضة سياسية لنظام ديمقراطي يمكن تغيير الحكم فيه كل اربع سنوات ، ام انهم مجاميع ارهابية مسلحة ، تريد ان تفرض رؤيتها ونهجها على العراقيين بقوة السلاح؟ ، يبدو ان الصفة الثانية هي الالصق بالمجموعة التي اجتمعت في عمان برعاية المخابرات الاردنية ، لانها ببساطة تعرف جيدا انها لا تملك رصيدا شعبيا بين ابناء الشعب العراقي ، لذلك تحاول التهرب من العملية السياسية والنظام الديمقراطي ومن صناديق الاقتراع ، تحت شعارات طائفية وغرائزية مرضية حاقدة مثل التصدي لاعداء وهميين لا وجود لهم الا في عقول "داعش" والبعث مثل "الصفوية " و"المجوسية" و"الرافضة" والخمينية" و " الفارسية".
ان الخطاب "الداعشي" البعثي ، لا يمكن ان يجد له مكانا بعد اليوم في العراق ، الذي لا صوت يعلو فيه فوق صوت الشعب ، الذي يملك سلاحا ماضيا في الوقوف في وجه كل من يحاول ان يعود به الى عصر الدكتاتوريات والعهود المظلمة وهذا السلاح الانتخابات وصناديق الاقتراع ، وهو السلاح الذي تخشاه "داعش" والبعث واصحاب الخطاب الطائفي المقيت.