kayhan.ir

رمز الخبر: 40654
تأريخ النشر : 2016June22 - 20:10

عندما يُفطِر عرب النفط على تمر إسرائيلي


رفعت البدوي

الدورة الحالية لمؤتمر هرتزيليا الذي يبحث مستقبل دولة الاحتلال والاخطار التي تهدِّدها يزدحم بالمشاركون العرب، على رأسهم المدعو احمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، اضافة، الى سفير الاردن في تل ابيب، وشخص يدعى عصام زيتون ممثِلاً "الجيش السوري الحر" وايمن عودة، النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي، علاوة على مندوبين من قطر، ومصر وتركيا،

هذا الحضور العربي المكثف لمؤتمر يبحث الاخطار التي يمكن ان تهدد دولة الاحتلال يشكل ابشع انواع التطبيع، ويساهم في تقديم النصائح لها حول كيفية مواجهة قوى المقاومة والممانعة التي تشكل تهديداً مباشراً للكيان الصهيوني

من المؤلم، ان السلطة الفلسطينية، التي يمثلها السيد مجدلاني في المؤتمر باتت الدرع الواقي لحماية إسرائيل ومستوطنيها في اعتقال الفلسطينيين الناشطين، وكل من يفكر بالعمل على انتفاضة او اي حراك معاد لها بما في ذلك اعمال المقاومة بأشكالها كافة.

باختصار.. انه الهوان بعينه

ها هي دول عربية نفطية تتسابق نحو تقديم الولاء والطاعة لامريكا والغرب مقدمة اوراق اعتماد خُط فيها إقرار صريح بخيانة القضية المركزية للعرب فلسطين

ها هي دول نفطية عربية تصوت لصالح اسرائيل في ترؤسها رئاسة لجنة القانون الدولي في الامم المتحده ومن يدري ربما يأتي يوم نشهد فيه تصويت تلك الدول العربية لصالح ترؤس اسرائيل منصب الامانة العامة للامم المتحدة.

عرب النفط يجهدون في التطبيع مع اسرائيل من خلال اتصالات ولقاءات مباشرة وها هم يشاركون علانية في مؤتمر هيرتزيليا الصهيوني ناهيك عن تبادل الزيارات السرية بحجة بحث افاق السلام مع العدو ومنهم من فتح سفارات وبعثات دبلوماسية وملاحق تجارية لاسرائيل سامحاً في التبادل التجاري مع العدو الاسرائيلي متخلياً عن فلسطين وشعب فلسطين

بات القرار العربي ومؤسساته مغيب لا قيمة ولا وزن له في لعبة الامم منتظراً من يقرر عنه ويأمر وما على عرب الاعتدال المستسلمين الا التنفيذ حتى لو كانت القرارات الاوامر تأتي عكس مصالحنا العربية

هل حقاً ضاعت فلسطين؟

اذا اردنا الحصول على جواب من عرب النفط نستطيع الجزم بان الجواب سيكون نعم .

وحدها سوريا العربية وحليفها الاستراتيجي ايران والقوى القومية العربية وحزب الله ومعهم القلة القليلة من العرب بقوا على ثباتهم مخلصين للمبادئ العربية متمسكين بفلسطين وبحق الفلسطينيين بالثبات والدعم والمساندة نحو بوصلة لا تعرف الانحراف ولا المساومة في الدفاع عن الحقوق العربية

ان من يتمسك بفلسطين كحق عربي لا مساومة فيه يمسك بالعروة الوثقى

ها هي ايران ونتيجة تمسكها بنصرة قضية فلسطين امسكت بمفتاح الولوج الى السياسة الاقليمية من الباب العريض مشكّلة بالتكافل والتضامن مع سوريا وحزب الله والقوى العربية القومية الحلف المقاوم لكل مشاريع عرب النفط والغرب وامريكا الهادفة للتطبيع مع العدو الصهيوني منتزعة اعترافا دولياً ببرنامجها النووي السلمي ماجعلها تكسب نفوذاً قوياً اقليمياً ودولياً لا يمكن تجاوزه.

عرب في هرتزيليا

ها هو حزب الله اصبح القوة الاقليمية الرادعة للعدو الاسرائيلي محققاً توازن الردع مع العدو لاول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي ما جعل الحزب قوة اقليمية وممراً الزامياً لاي تسوية لبنانية كانت ام اقليمية

ها هي سورية الجريحة الصامدة الثابتة ورغم حروب العالم التي تخاص على ارضها لاكثر من خمس سنوات متتالية بالاضافة للارهاب العالمي المصدر اليها والممول من قبل عرب النفط والاستسلام صارت سوريا الدولة القوية صاحبة القرار السوري الحر الرافضة لاي املاءات من اي جهة اتت اكانت من الحليف ام من الخصم مكرسة دورها الاساسي في قلب المعادلة وحاجة اقليمية ودولية لا بد منها في محاربة الارهاب العالمي ورسم النظام العالمي الجديد .

ان من يحافظ على اتجاه البوصلة نحو فلسطين فإنه بذلك يعيد كتابة التاريخ المجيد للامتين العربية والاسلامية بدماء صافية زكية ويحفظ قراره دوره ومكانته وان يحسب له الحساب في اي معادلة اقليمية كانت ام دولية ويفرض على المجتمع الدولي وحتى على الاعداء احترامه

اما الذين تخلوا عن فلسطين الساعون للتطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني متذللين صاغرين منفذين لاوامر ورغبات امريكا والغرب بالحفاظ على اسرائيل فان التاريخ سيلفظهم من سطور كتابه ولن يكون لهم لا وزن ولا دور ولا حساب ولا قرار في المعادلة واكثر من ذلك فان المجتمع الدولي سينظر اليهم بعين الازدراء مهما بلغت سطوة اموالهم واعلامهم المأجور.

لا غلو في القول اننا بلغنا نقطة اللاعودة عن قرار قلب المعادلة لاستعادة القرار العربي وان سورية ستكون رأس حربة في هزيمة مشاريع عرب النفط و الهوان الهادفة للتطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني.

نحن المتمسكون بفلسطين لم نبذل كل تلك الدماء الزكية والصمود الاسطوري الا لكي نفرض على العالم احترامنا والاعتراف بقرارنا الحر وحقوقنا وهويتنا العربية وللمحافظة على ماتبقى لنا من كرامة عربية واسلامية

ان الصمود والمقاومة في مواجهة مخططات اسرائيل واعداء الامة في سوريا ولبنان هو باب الولوج لقلب المعادلة فلا باب ولا طريق آخر خصوصاً عندما يُفطِر عرب النفط على تمر اسرائيلي.