تراجع الحضور الجماهيري الى النصف خلال سباق ألمانيا للفورمولا 1
وكانت جائزة المانيا الكبرى، المرحلة العاشرة (من اصل 19) من بطولة العالم على حلبة هوكنهايم الاحد خير دليل الى المشكلة المتنامية: مدرجات خالية من الجمهور يومي التجارب الجمعة والسبت الماضيين، ثم نصف ممتلئة يوم الأحد لسباق يشارك فيه أربعة سائقين ألمان (نيكو روزبرج وسيباستيان فيتل ونيكو هولكنبرج وأدريان سوتيل)، بينهم سائق يتصدر بطولة العالم وآخر يحمل اللقب أربع مرات، وثماني سيارات بمحرك مرسيديس الألماني.
فمدرجات حلبة هوكنهايم لم تحتضن سوى 52 ألف مشاهد الأحد، في حين أن البطولة الألمانية للسيارات السياحية التي تنظمها شركات مرسيدس وأودي وبي أم دبليو تستقطب ضعف هذا العدد.
ومن المؤكد أن الأثر الإيجابي لمايكل شوماخر غائب عن السباقات التي كانت جماهيرها تملأ المدرجات وتحرص على عدم تفويت أي مرور للسائق الأسطورة بسيارته الفيراري. غير أن ذلك غير كاف لتفسير ابتعاد الجمهور في ألمانيا وفي بلدان أخرى تحتضن مراحل البطولة التي باتت تذاكر سباقاتها باهظة الثمن مقارنة مع رياضات أخرى أقل كلفة وأكثر رواجا.
ويبدو أن النموذج الاقتصادي الذي وضع تصوره البريطاني بيرني ايكليستون، مالك الحقوق التجارية لبطولة العالم في سباقات فورمولا واحد، قد بلغ نهاية دورته. فالفورمولا واحد، الرياضة الراقية التي دخلت قلوب الملايين، لم تعد اليوم سوى تسلية لبعض المحظيين ممن يتلقون دعوات من الشركات الكبرى للتمتع برفاهية حضور السباقات.
كما أن الفورمولا واحد لم تعد تحظى بشعبية واسعة على الشاشة الصغيرة مثلما كانت في أيام ألان بروست وأيرتون سينا وشوماخر، حين كان عشاق الرياضة الأولى في عالم المحركات يجتمعون حول التلفاز أيام الآحاد لمشاهدة السباقات. ويعود ذلك أيضا الى حد بعيد الى سياسة حصرية النقل المخصصة لقنوات معينة بحسب البلدان.