kayhan.ir

رمز الخبر: 40578
تأريخ النشر : 2016June21 - 20:38

واشنطن تنعى سلمان وبن نايف

مهدي منصوري

ليس غريبا على الولايات المتحدة ان تتدخل وبصورة مباشرة في ترتيب اوضاع الدول الحليفة او في الواقع العميلة لها خوفا من ان تؤول ادارة الامورفيها الى الشعوب.

وفي قراءة سريعة عن هذا الموضوع لابد من الاشارة ان عندما لم يبق بين الملك الاردني حسين والموت سوى ساعات نجد ان واشنطن اوصلته وبعد تزريقه بالحقن المنشطة لتبقيه فترة لكي تستطيع ان تغير المعادلة القائمة وتزوي الحكم عن ولي العهد الامير حسن وتضع بدله الملك عبد الله الثاني كبديل للملك حسين.

وبنفس المنوال ما جرى في قطر اخيرا عند ازاحة حمد والمجئ بابنه ليتسنم ادارة الامارة وبثورة بيضاء. وكذلك ما نراه اليوم في الامارات وهو تغييب رئيس الدولة خليفة بن زايد وبصورة لازالت غامضة وتثير التساؤل وفتح الابواب امام محمد لادارة الامور.

اذن فان واشنطن والتي تحمل وجهة نظر كارتر التي التي قالها بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران من ان " الحكام بأيدينا ولا سيطرة لدينا على الشعوب". لذلك فهي وعندما تجد ان ذهاب آي حاكم خاصة في منطقة الخليج الفارسي قد يترك وراءه اجواء غير مستقرة، لذلك تتدخل مباشرة في ان تكون هي اداة التغيير وبالصورة التي ترسمها دوائرها الاستخبارية".

وماكشفه بالامس تقرير اميركي عن مصادر استخبارية لمست اخيرا تدهورا في صحة ولي العهد السعودي محمد بن نايف، وكذلك اشارت هذه الاوساط الى ان صحة الملك بن سلمان البالغ من العمر 80 عاما ليست على احسن ما يرام، مؤكدة ان ابن نايف يعاني من مرض جدي وقد لا يعيش طويلا الامر الذي جعله خارج السلطة حسب ما اكده التقرير.

واضاف التقرير الذي اعده "روبرت" و"ويليام ام اركين" ولاول مرة عن معاناة بن نايف من عواقب جروح خطيرة اصيب بها جراء استهدافه لعملية تفجير انتحاري نفذه احد عناصر تنظيم القاعدة عام 2009. وافاد التقرير بان 3 من كبار الموظفين في المخابرات الاميركية اجروا تقييما لوضعه الصمى بحيث تنبأ أحدهم بأنه في وضع صحي هش.

ويمكن القول في هذا المجال بان اصدار مثل هذه التقارير التي ينقصها الدليل تضع الامور في دائرة التشكيك ، وبنفس الوقت تؤكد ان واشنطن ونظرا للاوضاع القلقه القائمة في السعودية اليوم والصراع الحاد على السلطة بين المحمدين والذي قد يترك اثاره السلبية على الداخل السعودي المهزوز، لذلك فانها قد تكون قد فبركة هذا النوع من الاخبار لتهيئ الاجواء لتولي محمد بن سلمان السلطة وبهدوء.

ولذلك لابد من الاشارة في هذا السياق الى ما نشره موقع شبكة (ان بي سي) التلفزيونية الاميركية تقريرا اكد في اطاره الضابط السابق في المخابرات الاميركية والمتخصص بشؤون الشرق الاوسط وعضو الفريق الانتقالي في ادارة الرئيس الاميركي اوباما من "ان القيادة الاميركية هي التي وجهت الدعوة الى محمد بن سلمان للقيام بزيارة رسمية لواشنطن لاجل التعرف على شخصيته عن قرب التي ستعتلي وحسب تقديرات المسؤولين الاميركيين عرش السعودية في القريب".

اذن فان واشنطن وبدعوتها لمحمد بن سلمان تريد ان ترتب اوضاع البلد وبصورة تحافظ فيه على استقراره، لانها ادركت وفيما اذا تركت الامور على ما هي عليه اليوم فان الاوضاع في السعودية قد تصل بها الى الانهيار، لان الصراع العائلي وكما اكدته اوساط من داخل الاسرة الحاكمة قد بلغ حدا من التوتر منتظرا غياب الملك الحالي سلمان عن الحياة ليظهر الصراع الخفي الى العلن، لذلك فان واشنطن تحاول اليوم وفي عمل دؤوب من ان لا يخرج الصراع عن طوقه لانه قد يهدد مصالحها في المنطقة بالدرجة الاولى والوضع السعودي العام، مما قد يصل بهذا الحكم الى الانهيار، خاصة بعد حالات الغضب التي انتابت ليس فقط الشعب السعودي بل كل شعوب المنطقة من موقف حكام بني سعود السلبي من الاوضاع في المنطقة بدعمها المباشر للارهاب والارهابيين.