kayhan.ir

رمز الخبر: 40531
تأريخ النشر : 2016June20 - 20:31

عقل الفقيه الرحماني وعقل الفقيه الشيطاني!



الفقيه الرحماني المنسوب إلى الله وشرعه وهديه، عقله مشغول بكل خير، يسأل ويفرح بأي سلم تحقق، أو صدقة وصلت لفقير، أو إكرام ليتيم، أو صلح أو صفاء قلوب ..الخ، ولا يجعل الفقير واليتيم من مذهبه أو حتى دينه، يحب الخير للبشرية جمعاء، رحيم من أثر الرحمة المهداة إلى العالمين، كل العالمين.

والفقيه الشيطاني؛ الذي انتسب للشيطان وأوليائه وتشرب ما بثه الشيطان وأولياؤه، مشغول بالقتال والمذهب، كم قتلنا منهم، متعطش للدماء، يحب التوسع على الأرض فكراً وقتالاً، يسأل عن المذهب وانتشاره ومعتنقيه وأعدائه... الخ

عقل الفقيه الرحماني لا يعني أنه يقبل الاستعمار والإذلال ، أو أنه لا يحب رد العدوان ومقاومة الظالمين ، و كف عدوان المعتدي ومجاهدته، ورد ظلم الظالم وهذا مشروع (السيف بالسيف والقلم بالقلم والبيان بالبيان(.

ولكن؛ عقل الفقيه الشيطاني يحب العدوان على من خالفه؛ ويحب العلو في الأرض والهيمنة والسيطرة على من خالفه... لا يهمه إن اعتدى أو لم يعتد.. كلا، يحب المبادءة في حرب من لا يؤمن بعقيدته.. ويرى هذا جهاداً.. فمعه أنداد يحبهم كحب الله أو أشد حباً؛ ويرى أنه يجب فرض الإعجاب بهم ومدحهم وعلوهم في الأرض.

الفقيه الشيطاني يرى أن الآخر - المخالف له في الدين أو المذهب – معتدٍ؛ ولو كان مسالماً أو جاهلاً لا يعلم شيئاً، فهو يرى أن اختلافه عنه في دينه أو مذهبه كافٍ في شرعية العدوان عليه، فكل من يعتقد خلاف عقيدته فهو عنده معتدٍ!

وهذا تعدٍّ على الشرع والعقل والمنطق ..

أما الفقيه الرحماني؛ فقد يرى الآخر على ضلال؛ لكنه يرى حفظ حقوقه؛ ولا يرى الاعتداء عليه؛ لا مادياً بقتال ولا حرمان من حق؛ ولا الاعتداء عليه بلعن أو شتم..

عالمنا الإسلامي يغلب عليه فقهاء الشيطان الذين يحملون مشروعه (العدواة + البغضاء + السوء+ الفحشاء+ يقولون على الله ما لا يعلمون)؛ ولذلك؛ الدماء في كل مكان..

وغالباً هذه الخصال تجتمع فيهم، فمن يرى قتل أخيه لابد أن يبغضه ويعاديه ويفحش في وصفه بما ليس فيه؛ ويشرعن كذباً على الله بأنه يجوز قتله.. فالسيئات يجر بعضها بعضاً، كما أن الحسنات يجر بعضها بعضاً..

ولذلك؛ انتشرت استباحة الدماء وهدر الحقوق؛ لأن مشروع الشيطان مفعل في العقول والقلوب، فانتشر هذا الدمار؛ وكان المشردون والثكالى والضحايا ...الخ

إذا أردتم أن تعرفوا (الفقيه الشيطاني من الفقيه الرحماني) فعودوا إلى منظومتهم الفكرية العقائدية؛ وانظروا؛ من منهم يستحل دم من يعتقد خلاف ما يعتقده؛ ولو كان مسلماً مسالماً.. وانظروا؛ من يكتفي ببيان حجته بما يراه من أدلة وبراهين ويتوقف هنا، مع حفظه حقوق المسلم بل المسالم.

المسألة سهلة، ومراقبة النسبية هنا واجب؛ لأن أولياء الشيطان - في آخر الأمر - يريدون خلط الموضوع إذا لم ينجحوا في تشريع جرائمهم..

(وإذا قلتم فاعدلوا).. لا تجعلوا المسلمين كالمجرمين.. فهذا الخلط ظلم، وهو آخر خطوط الدفاع عن الشيطان وأوليائه.

لا شيء يخافه الشيطان أكثر من كشف منهجه وأوليائه... لأن هذا الكشف أول خطوة لإبطال مفاعيل الشيطان...

حاصروا النوعين من الفقهاء بسؤال:

هل ترون للآخرين حقوقكم؟ أم لا?!

إن قالوا: نعم ، فقد اهتدوا.

وإن قالوا: لا ، فقد تشيطنوا.