الرياض أخطأت الهدف
منذ فترة ليست بالقصيرة والاعلام الوهابي السعودي ومن يتسابق ومن معه في التوجه يقوم بتوجيه رسائل التحذير والتهديد لطهران من انهم لابد وان يكسروا طوق الامن والاستقرار الذي تعيشه الجمهورية الاسلامية.
وتبين ان هذه التهديدات والتحذيرات لم تبق حبيسة الاوراق الصفراء، بل ان دوائرهم الاستخبارية قد عملت وبهدوء وبصورة تمكنوا فيها من ادخال بعض العناصر التكفيرية الى البلاد، وأمدوهم بالاسلحة والمعدات لتكون خلايا نائمة يمكن ان يستفاد منها في تحقيق اهدافهم الاجرامية.
واليوم وفي الوقت الذي يتلقى فيه الارهابيون المدعومون من واشنطن والرياض الضربات الموجعة والمهلكة على يد القوات العسكرية في كل من سوريا والعراق والتي تركت اثارها الكبيرة على المجاميع الارهابية بحيث جعلتهم زرافات ووجدانا لم يجمع جامع، خاصة بعد ان فقدوا خيرة قادتهم مما اخفق اعتمادهم على هذا التنطيم الارهابي اخفاقا كبيرا لتحقيق مأربهم ليس فقط في هذين البلدين بل في المنطقة والعالم، لذلك وبعد الانتصارات الكبيرة التي لم تدر في اذهانهم يوما ما والتي تحققت في مدينة الفلوجة العراقية والتي تعتبر المكان الامن للمجموعات الارهابية، يعكس انهم فقدوا قاعدة مهمة كانوا يعتمدون عليها في اقلاق العراق وسوريا من الداخل بل والمنطقة. وبذلك لم يبق لديهم سوى ان يغيروا بوصلة هؤلاء الارهابيين الى جهة اخرى ، بحيث وضعوا الجمهورية الاسلامية ضمن حساباتهم. الا ان القوات الامنية والاستخبارية الايرانية المتيقظة والساهرة على مصالح الشعب قد كانت لهم بالمرصاد، بحيث وكما اعلنت القيادات الامنية من انها تمكنت من القاء القبض على شبكة ارهابية لم يحدد عددها بل كان مهمتها اقلاق الوضع الامني في بعض مناطق طهران العاصمة وبعض المحافظات، ومن المعلوم ان القاء القبض على هذه المجموعة الارهابية لم يكن الاول، بل ان القوات الامنية قد تمكنت ايضا وفي وقت سابق من احباط العديد من المخططات المشابهة وفي مدن اخرى كما اعلنت المصادر الامنية.
ومن الطبيعي ان القاء القبض على هذه المجموعة الارهابية يعد انتصارا كبيرا لطهران على مخططات واشنطن والرياض، وبنفس الوقت اثبتت ان الشعب الايراني الذي هو الحارس الحقيقي والواقعي للبلاد وقد كان له الدور الكبير في وقوع هؤلاء المجرمين في قبضة الاجهزة الامنية.
وتخلص الى القول ان التفكير العقيم الذي تتعامل به السعودية في المنطقة والذين يقوم على القتل والارعاب قد فقد مصداقيته ولم يعد له ذلك التأثير بعد اليوم، من خلال ما نشاهده ويشاهده العالم تجاه كل الاعمال الارهابية التي نالت بعض دول المنطقة المجاورة وبعض الدول الاوروبية اخيرا، لان ردود الفعل ضد الارهاب والارهابيين وداعميهم تأتي بصورة عكسية بحيث يكون رد فعل قوي من اجل القضاء على الارهاب والارهابيين.
فلذلك فان مثل هذه الاعمال الجبانة سوف لن تحقق لاللرياض ولالواشنطن اهدافهما، بل انها ستخلق جيلا جديدا يحمل روح المقاومة والجهاد ضد التوجه الارهابي الحاقد الذي يتلذذ بااقة دماء الابرياء وازهاق ارواحهم، وبنفس الوقت والذي لابد ان تعلمه الرياض ان النار التي أوقدتها وتستخدمها اليوم ضد الشعوب، سوف لن تبقى حبيسة المناطق التي حددتها او تحددها، بل انها ستسري اليها وفي القريب العاجل، وستزلزل وتحرق الارض تحت اقدام حكام بني سعود ، وعندها لن ينفع الندم وعض الاصابع.