kayhan.ir

رمز الخبر: 40496
تأريخ النشر : 2016June20 - 20:08

أم داعش تكشف عن وجهها


علي فاهم

أذا أردت ان تعرف أم الولد من بين عشرات الامهات فما عليك الا ان تصفعه بقوة فستخرج أمه تولول عليه وتبكي فالأم لا تتخلى عن أبنها في شدته.

واليوم أمام العالم الكل يتبرأ من داعش ومن جرائمها وأفعالها اللاإنسانية، والمنافسين الاقليميين كل يرمي بها ككرة النار في ملعب الاخر رغم انها باتت اكبر سلاح لتحطيم الدول وتمزيقها وهدر ثرواتها وتحطيم البنى التحتية المجتمعية والانسجام والسلام الاهلي في كل دولة يصيبها هذا الفيروس الخطير الذي لايمكن ان يكون مجرد رجال اجتمعوا من بضع دول ومن أفاق الدنيا ليشكلوا تنظيماً يحتل دول ويسقط جيوش بلا معونة دولة او مجموعة دول او رعاية واحتضان من أجهزة مخابراتية دولية عابرة للقارات وتصرف لها اموال ببذخ كبير وبلا حدود.

فنوعية الاسلحة والاليات التي يستخدمونها والتدريب العالي ومنظومات الاتصال عالية التقنيات والاعلام الحاشد لهم في القنوات الفضائية والاعلام الالكتروني ومواقع التواصل ومنظومتهم العقائدية التي يستقطبون بها الاف الانصار في كل مكان وخاصة في دول الخليج الفارسي كل هذا وأكثر لايمكن ان يكون بمعزل عن دول ومؤسسات كبيرة عملاقة تقف وراء هذا التنظيم.

أما الادعاء انهم أفراد تنظموا وورثوا تنظيم تهالك وشاخ هو تنظيم القاعدة وقبله تنظيم الجهاد فهذه مجرد أكاذيب لا تعبر الا على السذج, ولكي نعرف من يقف وراء هذا التنظيم ويدعمه ويرعاه فمعركة تحرير الفلوجة هي الفرصة المواتية للكشف عن هذه الام من وسط كل الامهات المتهمات بأمومة هذا اللقيط.

فالفلوجة هي معقل ومتراس الدواعش بكل الوانهم ومشاربهم بل هي عاصمة الدولة الداعشية فباتت كعبة المتطرفين من كل حدب وصوب أستقطبتهم من كل الدول التي تنتشر فيها جذور العقيدة السلفية المتطرفة لا كأفراد فحسب بل حتى جماعات كما سمعنا عن الكتيبة الاوزبكية التي سوقت انها كتيبة من مقاتلين لاتقهر ولكنها تهاوت بسهولة على يد ابطالنا من قوات مكافحة الارهاب.

وهكذا عندما بدأت ضربات قواتنا من الجيش والشرطة الاتحادية وفصائل الحشد الشعبي على معقل الدواعش شاهدنا أن هناك بعض الدول و المؤسسات والقنوات والسياسيين البارزين بدأ نهيقهم ونعيقهم وصراخهم يعلوا وكأن أختهم أو أبنتهم تستصرخهم وحاولوا بكل ما أوتوا من قوة ان يمنعوا هذه العملية وعندما سقط ما بأيديهم انتقلوا الى الخطة (ب) وهي تشويه العملية من خلال اباطيلهم وأكاذيبهم عن التجاوزات على المدنيين والنازحين رغم أن الدواعش هم من يحتجز النازحين ويستعملهم كدروع بشرية ويضغط عليهم بشتى الوسائل فأنهمرت دموع التماسيح وعلا الصياح والتباكي وتضخيم الاكاذيب في الاعلام ولكن كل هذه الحملة لم تثني رجالنا وأبناءنا عن اكمال رحلتهم في تطهير الفلوجة وتحرير قطعة من وطننا الحبيب من براثن ونجاسة الدواعش.

ومع اقتراب الخطر على الدواعش وانكسارهم في أول سدودهم في أسوار الفلوجة عندما سقطت الكرمة والصقلاوية وباقي القرى المحيطة بها لم تستطيع السعودية مسك زمام نفسها فدعت أبناءها الى حملات تبرع للدواعش لنصرته بالمال بعد ان نصروهم بالانتحاريين وبالسلاح من قبل فكشفت أم الدواعش عن وجهها القبيح الذي كان مكشوفاً منذ البدء أمام العراقيين وهم ضحية هذا اللقيط وأذاه يقع عليهم, حتى تحقق النصر رغم نباح كلاب الدواعش المتسترين بعباءة الطائفية السوداء الممزقة فعلى الحزن وأغبرت وجوه دول وأقوام وأنخرست الالسن النابحة في دول الخليج وكأنهم دخلوا في عزاء لفقدهم حبيب وقريب ولا عزاء للدواعش .