السعودية والتخبط في الفلك المجهول
لا شك ان الزيارة المتهالكة والاستجدائية التي يقوم بها حاليا الامير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي لاميركا بعد فترة من التهديدات والصراخ الاعلامي المتبادل بين الطرفين حول دور الرياض في قيادة الارهاب، يدلل على مدى قلق المملكة وهواجسها المتعددة والكبيرة من المستقبل الذي ينتظرها جراء تورطها في الحرب على اليمن وتدخلها في سوريا والعراق ولبنان ومواجهتها للازمات المستعصية التي تحاصرها لذلك يحاول الامير الشاب مستميتا شراء الدعم الاميركي لنظامه المتهرئ عبر العروض المالية والصفقات التجارية المغرية عسى ان ينتشله من السقوط الحتمي وهر مبتغى اميركي لاستغلاله ابشع استغلال لنهب ثروات المملكة واملاء المزيد من التبعية على بني سعود المنبطحين اساسا وكأنهم يتلذذون من خدمتهم للاميركان والصهاينة.
واللافت والامر ان نظرة الحزبين الجمهوري والديمقراطي متطابقة حول دور السعودية في قيادتها للارهاب والعنف في المنطقة والعالم وانما باتا على قناعة تامة بان السعودية تشكل اليوم عبئا ثقيلا على اميركا والتي هي في نفس الوقت تتحمل كل ما تقوم به السعودية من جرائم لدعمها وتزويدها بالسلاح.
القناة الاميركية "ان بي سي" لم تخف الهدف الحقيقي من زيارة محمد بن سلمان المرتقب الخائف الى اميركا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلاده لما تواجه من فشل وهزائم في الساحات العربية وانهيار مالي جراء انخفاض اسعار النفط لذلك كتبت صراحة "ان اميركا قلقة من سقوط النظام السعودي" وهذا القلق استشفته واشنطن من اللقاءات المرتبكة التي عقدها محمد بن سلمان مع مختلف مراكز القيادة واصحاب القرار في الولايات المتحدة الاميركية ومحاولاته البائسة لاستجداء دعمها.
وللتغطية على هذا الواقع المزري اصطحب من محمد بن سلمان وزير خارجيته الاهبل عادل جبير الفاقد للمشاعر والوعي والمتخبط في تناقضاته لاثارة بعض الغبار كعادته حول ايران واتهامها بالارهاب والتدخل في شؤون الاخرين في وقت يعلم الجميع ويعترف بان ايران هي المتصدية الاولى للارهاب في العالم وانها اكثر ممن تحرص على عدم التدخل في شؤون الاخرين لكن المشكلة ان عادل جبير لم يمتلك شيئا يعطيه لذلك يردد في كل مرة كالببغاء ما يملى عليه في اتهام ايران في التدخل دون ان يعرض اي دليل حسي وهو في نفس الوقت يقول امام الصحفيين في واشنطن ان السعودية تدعو واشنطن منذ وقت طويل الى ان تقود حملة عسكرية لاسقاط النظام السوري وهنا يقف المرء عند هذا الحديث مندهشا يتساءل من يتدخل في شؤون من. والجميع يعلم انه ومنذ الايام الاولى لاندلاع الازمة السورية اعلنت السعودية دعمها المكشوف للمجموعات المسلحة في سوريا بالمال والسلاح اضافة الى عدوانها السافر المستمر على اليمن وكذلك احتلالها للبحرين كلها تدل على الممارسات العدوانية للنظام السعودي وتدخله في شؤون الاخرين.
ولا نغالي ان قلنا ان الرجل فقد وعيه وكأنه يعيش في كوكب آخر لم يلمس الواقع المشهود على الارض من خلال تدخلات بلاده ويتحدث عن سراب يدور في مخيلته الفاسدة حول ايران وسوريا دون ان يلتفت الى نفسه هل ان خطابه موجه للرأي العام العالمي الذي يعرف كل شيئا عن نظامه ودوره الارهابي والعدواني على شعوب المنطقة، ام المسكين يضحك على نفسه عندما تبرز الحقائق الوحدة تلو الاخرى وآخرها وليس الاخيرة زيارة قنصل بلاده الى سجن الناصرية ولقاء 68 ارهابيا سعوديا واعطاء كل واحد منهم مكرمة ملكية مبلغ 2000 دولار.
فالسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك ايراني قبض عليه في دول المنطقة سواءا القيام بعمل تخريبي او ارهابي او تدخلي كما يدعي الوزير الاهبل في وقت تعج دول المنطقة بالتدخلات السعودية وارهابها المفضوح.