المتفرجون على مجازر غزة !!
مهدي منصوري
واللافت ان هذه المجزرة لم تثر في نفوس الحكام العرب الذين يدعون حماية المقدسات وحراسة الاماكن المقدسة ببنت شفه وقد لف الصمت النظام العربي بأجمعه مما يعكس لدى المتابع ان هناك تواطؤا لهذا النظام مع تل ابيب لاجتياح غزة.
وقد ظهرت بعض التسريبات الاعلامية عن خفايا هذه الهجمة الصهيونية، الشرسة من ان "السعودية ارادت ان تمنح الرئيس المصري السيسي مكانة متقدمة في المنطقة يستهل بها عهده الجديدة من خلال تقديم مبادرة لانهاء القصف المتبادل" وقد اكدت هذه المصادر الاعلامية ان هذه المبادرة قد "تلقاها السيسي نسخة مكتوبة تم صياغتها بين ممثلين عن اسرائيل والسعودية وحكومة عباس في رام الله"، واضافت هذه المصادر ان السعودية قد ردت على سؤال من نتنياهو فيما اذا رفضت حماس هذه المبادرة ماذا سيكون الموقف فكان الرد السعودي: "سينتهي دورنا عند هذا الحد"؟.
وواقع (الشجاعية) بالامس يعكس حقيقة ما ذهبت اليه هذه التسريبات الاعلامية، خاصة وان المقاومة الباسلة وعندما رفضت المبادرة المصرية وجدنا ان الكيان الصهيوني عمد الى ارتكاب هذه الجريمة مستفيدا من الصمت العربي القاتل وكأنما الخطة قد اخذت طريقها للتطبيق.
وما محاولات عباس العبثية وتحركه السياسي ولقاؤه بالامين العام للامم المتحدة في الدوحة وغيرها من التحركات التي لا تغني ولاتشبع من جوع والتي لا تصب في صالح الشعب الفلسطيني بل كلها تنسجم مع الموقف الصهيوني الحاقد والتي تريد ان تكبح جماح المقاومة الباسلة وتأسرها او تخمد جذور نيرانها ضد هذا العدو.
وكذلك لم نسمع ولهذه اللحظة أية ادانة اقليمية او دولية للكيان الغاصب على جرائمه التي ارتكبها وخلال الايام المنصرمة بل ان اللوم كله وقع على المقاومة الباسلة التي كانت تدافع ببسالة عن ارضها وابناء شعبها وفي ظل امكانياتها المحدودة.
والسؤال المهم والذي يطرح نفسه وبإلحاح الم يكن الشعب الفلسطيني في غزة من ابناء هذه الامة؟، والا يفرض على الحكام العرب الذين يدعون الدفاع عن العروبة وغيرها من المصطلحات الجوفاء ان تكون لهم ولو وقفة شجاعة في دعم واسناد هذا الشعب؟ وقد يكون الجواب بالرفض لان هؤلاء الحكام لم يكونوا سوى ادوات طيعة وعبيدا اذلاء لدى أسيادهم من الاميركان والصهاينة، ولذلك فانهم لا يجرؤون ولم تكن لهم الشجاعة ان يقفوا امام ارادة هؤلاء المجرمين. لابل وكما ذكرنا انفا انهم اصبحوا عونا وسندا لهذا الكيان الغاصب ويبحثون عن أي وسيلة او مبادرة من اجل ان لا يتلقى المزيد من الضربات الماحقة التي توجهها اليه المقاومة من خلال الصواريخ وكذلك عمليات استهداف الجيش الصهيوني الذي تكبد وخلال اليومين المزيد من القتلى وتدمير العديد من آلياته بحيث سقط له 15 جنديا قتيلا وجرح اكثر من اربعين بينهم قائد لواء جولان .
ولذلك فان المقاومة قد عرفت طريقها وشخصت هدفها وهي تسعى لتحقيق ذلك مهما كلفها الامر من ثمن ولو كان غاليا وان العدو الصهيوني الغاصب للقدس لايمكن ان يرتكب هذه الحماقة لو لم يحصل على الضوء الاخضر اقليميا ودوليا، الا ان مجزرة الشجاعية سوف تغير المعادلة وبصورة سترتد سلبيا على هذا الكيان لانها استهدفت الابرياء من الاطفال والنساء وانها لابد ان تشعل جذوة الضمير الانساني لدى العالم لكي يغير موقفه او يوقف العدو عند حده من ان لا يوغل كثيرا في دماء الابرياء.
وقد دعت فعاليات حقوقية وشخصيات سياسية عالية واقليمية وبعد هذه المجزرة الوحشية المجتمع الدولي لفتح تحقيق في العدوان الصهيوني على قطاع غزة وتقديم القيادات السياسية والعسكرية التي تشرف على عملية "الجرف الصامد" الى المحاكمة لاستهدافهم المدنيين وارتكابهم جرائم حرب، بالاضافة الى الضغط الداخلي الصهيوني على حكومة نتنياهو بايقاف الحرب من خلال التظاهرات التي خرجت في تل ابيب منددة بالقرار الصهيوني.
اذن وفي نهاية المطاف فان المقاومة الاسلامية الفلسطينية لايمكن وبعد الذي جرى ان ترضى بأي مبادرة خاصة وانها وخلال الايام القليلة الماضية تمكنت ان تلقن العدو درسا قاسيا ان لم تكن تحقق لها اهداف الشعب الفلسطيني.