kayhan.ir

رمز الخبر: 40223
تأريخ النشر : 2016June15 - 19:38

خطاب الأسد..حدّد البوصلة والهدف


رفعت البدوي

تتسارع الأحداث في المنطقة على وقع أصوات المدافع والتفجيرات الانتحارية وتفشي ظاهرة الإرهاب الذي بات يهدد أمن العالم على مختلف المستويات متزامناً مع محاولات تشديد الطوق على التنظيمات الارهابية في سوريا بإقفال بوابات تركيا التي تشكل الشريان الابهر لبقاء تنظيم "داعش" على قيد الحياة

حُكي الكثير عن خلافات في وجهات النظر بين روسيا من جهة وبين ايران وسوريا من جهة اخرى خصوصاً على صعيد استمرار الاندفاع في الميدان العسكري باستمرار تقدم الجيش العربي السوري مع الحلفاء، في حين ان روسيا ترى ان ما حققه التدخل الروسي من خلال الدعم الجوي ابعد الخطر عن انهيار الدولة السورية من خلال تأمين تحرير وسيطرة الجيش العربي السوري على اكثر المدن حيوية التي من شأنها تأمين إبقاء تماسك الدولة وبذلك تعتقد روسيا ان مع هذا التأمين حان الوقت للتحول نحو الحل السياسي عبر التفاوض على طاولة جنيڤ مستندة الى وعد من امريكا بالعمل الجدي مع الجانب التركي لتغيير سياساته نحو سوريا بالضغط على اردوغان لاقفال منافذ الدعم عبر الحدود المشتركة بين تركيا وسوريا؛

لكن الامور لم تجر على نحو ما اراد الجانب الروسي بل نستطيع القول ان روسيا تعرضت الى خديعة كان من نتائجها حصول التنظيمات الارهابية على المزيد من الاسلحة المتطورة مع العديد من المتطوعين الذين رصدتهم الاقمار الاصطناعية الروسية، وهم يدخلون الاراضي السورية انطلاقاً من تركيا لا بل اكثر من ذلك فان الناطق باسم البنتاغون في الولايات المتحده اعلن ان ما يقارب الـ250 من القوات الخاصة دخلت الاراضي السورية لمساعدة الاكراد في محاربة تنظيم داعش وبدورها اعلنت بريطانيا ان 170. من القوات الخاصه دخلت سوريا للمساعدة في محاربة تنظيم "داعش" واخيرا فرنسا اعلنت عن البدء في بناء قاعدة عسكرية في منطقة الاكراد لمحاربة تنظيم داعش.

تحديد البوصلة والهدف

تلك المواقف تزامنت مع الاعلان عن اجتماع ثلاثي في طهران ضم وزراء الدفاع في كل من "روسيا وايران وسوريا" واعلن عن التنسيق بين المجتمعين لمواجهة كل الاحتمالات في المرحلة القادمة مع الأخذ بعين الاعتبار ان مضمون الاجتماع بقي سرياً وغير معلن الا ان جملة واحدة كانت بمثابة القاسم المشترك بين المجتمعين هي ضرورة التنسيق والقفز فوق الاختلافات ورسم ما سمي بالسقف الذي لا يمكن لأي طرف تجاوزه.

تركيا شعرت بتعاظم الموجة القادمة نحوها فسارعت الى استدعاء رياض حجاب طالبة منه الاعلان فوراً عن مبادرة لهدنة رمضانية

جاء ذلك عقب اجتماع مستعجل بين حجاب وبين (احمد جاويش اوغلو) طالبا رعاية دولية لهذه المبادرة.

من المعروف ان المبعوث الدولي ديميستورا سيوجه في نهاية شهر رمضان دعوة لاستئناف مفاوضات جنيف. اذن تركيا تريد كسب الوقت وفرملة الاندفاعة الروسية الايرانية السورية من احداث تغيير استراتيجي في الميدان العسكري قبل البدء بالجولة الجديدة من المفاوضات.

الرد على مبادرة حجاب جاء من وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، حيث قال إن طهران توافق على وقف النار اذا كان لا يحدث تعزيزا في قوى التنظيمات الارهابية

اما الامر اللافت والاهم هو خطاب الرئيس السوري بشار الاسد امام مجلس الشعب المنتخب حديثاً والذي تضمن هجوماً لاذعاً وغير مسبوق على رجب اردوغان محدداً البوصلة والهدف في مسار الامور للمرحلة المقبله حيث قال:

"ان حلب ستكون مقبرة لاحلام اردوغان" مشدداً في الوقت عينه على استقلالية تامة في القرار السوري في رسالة قوية للحلفاء الروس..

الاجتماع العسكري الثلاثي لوزراء دفاع الدول المتحالفة (روسيا إيران سوريا) انعقد لتقدير الموقف العسكري من كافة جوانبه، وهو رسالة بالغة الاهمية مفادها اننا بتنا على أبواب استحقاقات كبرى في الميدان بالتأكيد على النظرية السورية الايرانية في تنفيذ عملية كسر استراتيجي للجهة المقابله في الميدان وقطع الشريان الابهر الممتد من الحدود التركية وان البوصلة ستكون موجهة نحو الشمال السوري والهدف هو استعادة كامل مدينة حلب.

من المؤكد ان جولة مفاوضات جنيف القادمة ستكون محملة بأوزان مختلفة لدى كل الاطراف.