"اسرائيل" وداعش والجمهوريون
قد يحتار المرء وهو يترصد فصول الهجوم الذي وقع على ملهى ليلي في اورلاندو وسقوط هذا الحجم من الضحايا الذي اعتبر الثاني بعد احداث الـ 11 من ايلول وهو يتساءل ما الهدف من كل ذلك؟ وماذا تجنيه داعش وهي في طورها الى الهزيمة النهائية اذا صح ما تناقلته وسائل الاعلام الاميركية؟ أهو استعراض اعلامي او تبجح عضلات والاثنان لا يخدمها في هذا الظرف خاصة وان منفذ الهجوم عمر متين الاميركي الولادة والافغاني الاصل لم تثبت التحقيقات الاميركية عليه بانه كان على اتصالات مع داعش الا ما خرج من الاعلام بعد تنفيذه للعملية.
ولابد من تسليط الاضواء على هذا الهجوم المبيت خاصة من بعده المخابراتي وتوقيته بالذات واميركا في ذروة منافستها الانتخابية بين الجمهوري ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون ناهيك عن اختبار العنصر المنفذ الذي انتسب لداعش في اللحظات الاخيرة من هجومه حسب الرواية الاميركية. كل هذه الامور تطرح تساؤلات وعلامات استفهام كبيرة حول جدوى ومغزى واهداف هذه العملية، خاصة وان المنفذ كان يعمل في شركة امنية اسرائيلية ومرخص له السلاح!!
اغلب الانظار تتوجه اليوم الى الكيان الصهيوني ودوره واهدافه في استغلال الانتخابات الرئاسية الاميركية وايصال من يخدمها بشكل اكبر الى سدة الحكم من جهة ويحدث شرخا بين المجتمع الاميركي والمسلمين من جهة اخرى خدمة لمصالحه. وما يزيد من غموض خطوة عمر متين المنفذ لهجوم اورلاندو انه وفقا للمصادر الاميركية قد زار السعودية في عامي 2011 و2012 دون الاشارة الى مهمته وهذا ما ايدته الرياض ايضا.
وعلى اية حالة فان من يقف وراء العملية قد اتقن حساباته واتخذ قراره في الوقت المناسب لدفع المنفذ لارتكاب هذا الهجوم ليجيره لصالحه وصالح من يرعى مصالحه بامتياز لذلك وجد ضالة في شخص هو بحاجة لمزيد من النقاط امام منافسته الديمقراطية وهو يقترب من موعد النزال الانتخابي الكبير في تشرين الثاني المقبل.
واذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الخطاب العنصري للمرشح الجمهوري ترامب تجاه المسلمين فان هذه العملية وبالتاكيد ستزيد من استقطاب الاصوات لصالحه خاصة وانه ينتابه القلق منذ مدة حين عارضه بعض الجمهوريين على ترشيح نفسه للرئاسة،بان تذهب اصوات الجمهوريين الى منافسته الديمقراطية وبالتالي يخسر المعركة الانتخابية.
ومع هذا التطور الدموي اللافت في الساحة الاميركية التي لا يستبعد منها الاصابع الصهيونية التي لها مصلحة في فوز ترامب الذي بات يتصدر المشهد الانتخابي لاشهار عدائه للمسلمين الوافدين الى اميركا. لكن السؤال المصيري والملح الذي يطرح نفسه هل هناك تنسيق غير مكتوب بين الجهات الثلاث داعش والكيان الصهيوني والحزب الجمهوري لايصال ترامب الى البيت الابيض حتى وان كلف ذلك سقوط العشرات من الاميركيين. هذا ما ينبغي على الرأي العام الاميركي متابعته بشكل جاد ودقيق للوصول الى النتائج الحقيقية التي تخدم مصالحه الوطنية ونفس الشيء يقع الامر على عاتق الرأي العام الاوروبي الذي تعرضت بعض بلدانه لهزات ارهابية داعشية، التساؤل عن ذلك في وقت لم يعد يخفى على احد ان آلاف الدواعش من هذه البلدان وبمساعدة من دوائر استخباراتهم ذهبوا الى سوريا والعراق؟!