السلطة والميليشيات يجيّرون الليبيين للغرب
ميلاد عمر المزوغي
تقاسمت الميليشيات فيما بينها مقدرات الشعب الليبي تبتز المؤتمر لأجل ابقائهم في السلطة ,لم يعمل احد لأجل الوطن بل كل عمل لمصلحته, الميليشيات جميعها سرقت ونهبت الاموال العامة والخاصة,يعيش الشعب في ظروف جد قاسية خاصة في شهر رمضان المبارك,حيث انقطاع الوقود بسبب اعمال العنف وانقطاع التيار الكهربائي,ثلاث سنوات عجاف,من يدري فقد تكون سبعا,لم يجني الليبيون إلا القتل على الهوية والتشريد والخطف للحصول على فدية مجزية.
افرغت الميليشيات خزينة الشعب بل ان البلد على وشك طلب سلفه من البنك الدولي,كيف لا وقد اهدروا اموالا فاقت كل تصور,يريدون لليبيا ان تكون مدينة للبنك الدولي ومن ثم السيطرة على قطاع النفط الذي ظل متحررا من الشركات الكبرى طوال الاربعة عقود,مصانع البتروكيماويات بالبريقة و راس لانوف متوقفة عن العمل بفعل ضغوط خارجية لأنها تشكل عناصر منافسة لمنتجات تلك الدول والاكتفاء بتصدير النفط الخام فقط لاغبر,اما القطاع المصرفي ان استمرت الامور على هذا المنوال فان المصرف المركزي الليبي سيكون تحت الوصاية الدولية لتكتمل الصورة, احتلال اجنبي للبلد بأيد ليبية عميلة .
وكما يقولون النار تأكل بعضها ان لم تجد ما تأكله,البلد على شفير الافلاس,الكل يحاول ان يثبت مركزه والسيطرة على المؤسسات التي تولّد دخلا, كافة الموانئ والمطارات تعود ايراداتها للعصابات المسلحة, مطار العاصمة يسيل له لعاب المجرمين ,كل اراد السيطرة عليه وحرمان الاخرين,ليكتمل احتلال العاصمة وما جاورها,امطروا المطار بصواريخ الجراد التي تفتك بالبشر والشجر, فأصبحت المنطقة جرداء,حقا لقد دخلها الجراد لكنه في هذه الحالة من اكلة لحوم البشر.
الغرب يراقب عن بعد ما يجري بالبلد بفعل عملائه,ولأن البلد لا يزال تحت الفصل السابع, فلن يسمح الغرب للميليشيات والحكومة بالتمادي اكثر في انتهاك حقوق الانسان ,اعرب زعماء الغرب اكثر من مرة عن امتعاضهم مما يجري في ليبيا,وان على القوى المتصارعة الجلوس والحوار لحل مشاكل البلد,بان كي مون اصبح يهمه امر الليبيين اكثر من حكومتهم المنتخبة وميليشياتهم التي تدعي حرصها على سلامة الوطن والمواطن.
الحكومة وفي ظل التطورات الجارية حاليا, لوحت بأنها ستستدعي الغرب للتدخل لأجل حماية ممتلكات الشعب!,لم تعد هناك ممتلكات عامة, لقد اجهزت عليها السلطة وأجهزتها القمعية,بل تعدتها الى القطاع الخاص,لم تعد هناك دولة .
المتتبع للأحداث يدرك وبما لا يدع مجالا للشك ان الحكومة والمؤتمر واذرعتهم العسكرية يتآمرون على الشعب الليبي, بعد نهب كل شيء يسعون الى جلب المستعمر, ليقدموا ليبيا على طبق من ذهب لأعداء الوطن الذين جثموا على صدره سنين عددا, حقا انهم يجيرون الوطن(كأنه كمبيالة) وما عليه ليكون فريسة للغرب وأدواته, وليغطوا جرائمهم البشعة التي فاقت اعمال الصهاينة في فلسطين المحتلة.
هنيئا للشعب الليبي باختياره (المؤتمر)الرشيد بعودة الاستعمار,من يدري فقد تصبح ليبيا عضوا في حلف الناتو بجداره.وتعاد القواعد الاجنبية التي تم طردها العام 1970,بحجة محاربة الارهاب في شمال افريقيا,اما عن مدة بقاء تلك القوات,فان الغرب ليس في عجلة من امره القضاء على الارهابيين لأنه سيحاربهم على ارض ليست ارضه ولن يفقد ايا من ابنائه.