العراقيون والفتنة المستوردة
مهدي منصوري
بعد متابعة دقيقة لظاهرة الاحتجاجات التي تخرج اسبوعيا في العراق والتي تحمل عنوانا براقا يدفع كل من العراقيين للانخراط بها وهو القيام باجراءات اصلاحية ومحاربة الفساد والمفسدين، ولكن وبعد التجاوزات التي رافقت هذه التظاهرات والتي خرجت عن مسيرتها الاساسية بحيث اخذت تتطاول على مقرات الكيانات السياسية المشاركة في العملية السياسية وكذلك الرموز الوطنية والدينية بحيث اثار تساؤل الاوساط العراقية المختلفة. هل ان المطالبة بمحاربة الفساد والمفسدين يتم عن هذا الطريق؟، ام ان هناك اساليب وطرق اخرى ينبغي ان تتسم بالسلمية والاستمرار في التجمعات من اجل ان تشكل حالة ضغط جماهيرية تفرض على القائمين على ادارة البلاد لان يفكروا وبصورة جدية نحو اصلاح الخلل بعيدا عن المهاترات والاعتداءات الغير مقبولة والمبررة؟.
ومن اللافت في الامر انه ومن الطبيعي وعندما تخرج اي تظاهرات وفي أي مكان ما عن مسارها الذي حدد اليها يعكس وبما لا يقبل الشك ان هناك ايادي دخيلة وذات اهداف خاصة تريد اخراج هذه التظاهرات عما هي عليه والذهاب بها الى تحقيق اهدافا مشؤومة قد خطط لها من قبل.
وقد ادرك العراقيون جيدا ولمسوه لمس اليد ان التدخل السعودي المقيت خاصة بعد وصول ضابط المخابرات المخضرم السبهان الى بغداد تحت غطاء سفيرا لحكومة بني سعود كان له دورا كبيرا في اخراج التظاهرات عن مسيرتها، وقد اكدت اوساط عراقية سياسية ان ايتام صدام المقبور الذين كانوا يتحيون الفرص من اجل الاجهاز على العملية السياسية القائمة بعد فشلت كل محاولاتهم السابقة سواء كان على المستوى السياسي او العسكري في تغيير مسار العمليىة السياسية القائمة، فانهم وجدوا في هذه التظاهرات واندفاع الناس خير وسيلة لاستغلالها عسى ولعل ان تفتح لهم الابواب نحو التغلغل وتحقيق اهدافهم الخبيثة.
ولذلك فان اغلب القوى السياسية الوطنية العراقية وبعد ما الت اليه امور الاحتجاجات الى الاعتداء على المؤسسات والمال العام وضرب الرموز الدينية والسياسية فانها وبعد ان ادانتها لهذه الممارسات طالبت الحكومة العراقية ان تستخدم اسلوب الحزم والقوة بوجه هؤلاء الذين لايمتون الى المتطاهرين الذين يطالبون بالاصلاح بصلة. وبنفس الوقت فقد اكدت هذه القوى ان هناك أياد اجنبيه موتورة داعمة للارهاب والارهابيين خاصة الدواعش المجرمين قد استغلت هذه التظاهرات لكي تشغل القوات الامنية والعسكرية عن اداء واجبها الوطني ومهمتها الاساسية وهي تسعى لتحرير الفلوجة من دنس الارهابيين كما اشار اليها بيان التيار الصدري اخيرا.
اذن وفي نهاية المطاف ولما اتضح لكل الاطراف السياسية ان هذه الاحتجاجات مدفوعة الثمن ومستوردة من الخارج، لذا يستدعي من هذه القوى ان توحد جهودها وبالتعاون مع الاجهزة الاستخبارية العراقية من اجل كشف من هو وراء هذه المجاميع الخارجه عن القانون والتي لا تريد لهذا البلد الامن والاستقرار والتي بفعلها هذا تساهم مساهمة مباشرة في تعزيز تواجد واستدامة الارهاب والارهابيين في البلد.