طهران وتحذيرها غير المسبوق للرياض
ما لفت انظار المراقبين في المنطقة والعالم هو تحذير العميد دهقان وزير الدفاع غير المسبوق للنظام السعودي اثناء انعقاد قمة طهران العسكرية وبحضور نظيريه وزيرا الدفاع الروسي والسوري لتأمرها مع الكيان الصهيوني ضد سوريا وهذا ما دفع بالمراقبين التساؤل عن مغزى هذا التحذير في وقت ان هذه القمة مخصصة لمناقشة الخطط العسكرية المستقبلية لاجتثاث الارهاب الداعشي في سوريا والمنطقة. وبالطبع هذا التحذير لم يات من فراغ انه تحذير من العيار الثقيل للنظام السعودي الذي مد يده للنظام الصهيوني الارهابي المعادي ليس للشعب الفلسطيني والعرب بل للامة الاسلامية والبشرية جمعاء لوضع خطط مشتركة للعمل بكل ما اوتيت من قوة لتدمير سوريا والاطاحة بنظامها الشرعي.
ان النظام السعودي الذي وجد نفسه اليوم مهزوما في الساحات العربية لم يجد امامه مهربا سوى اللجوء الى الكيان الصهيوني عسى ان يكون الملجأ الاخير له لانقاذه وهذا ما دفعه قبل اشهر ان يوفد وزير خارجيته عادل جبير برفقة رئيس جهاز الاستخبارات السعودي الى تل ابيب في زيارة سرية للتنسيق حول خطتهما المشتركة في سوريا وقد عقد جبير في هذه الزيارة سلسلة لقاءات مع قادة الكيان الصهيوني وفي مقدمتهم نتنياهو للقيام بخطوات مشتركة في سوريا.
واستكمالا للخطة السعودية الصهيونية المشتركة قامت الرياض قبل اشهر بايفاد سرب من طائراتها أف ــ 15 وبعض من قواتها واجهزتها العسكرية الى تركيا لهذا الغرض.
ان المشهد السوري تغير كثيرا فالقوات السورية ومن يحالفها من قوى المقاومة التي كانت على ابواب التحرك لحسم معركة حلب غيرت اتجاهها صوب الرقة اثر التدخل الاميركي الارعن في دفع القوات السورية الديمقراطية للتحرك نحو الرقة بهدف ايجاد موطئ قدم لها، وها هي اليوم تخطت حدود الرقة وسيطرت على مطار الطبقة تمهيدا للقضاء على داعش في هذه المدينة.
فالتحركات المريبة والهستيرية للنظام السعودي المحاصر وضعت المنطقة امام بركان ان تفجر فلا يسلم منه احد ولذلك كان ينبغي على طهران ان تضع حلفائها في صورة الخطة الخطيرة التي تريد السعودية القيام به بالتعاون مع الكيان الصهيوني في سوريا كملاذ اخير لها خاصة وان الجيش السوري والقوى المتحالفة معه يتقدمون باستمرار وفي مختلف الجبهات موجهين ضرباتهم الماحقة للقوى التكفيرية التي هي في حالة تقهقر مستمر.
على الرياض ان تتعقل و تعود الى رشدها وتضع نفسها في حجمها الطبيعي قبل ان تتلقى الصفعة المدوية لان ما صدر من طهران من تحذير وعلى لسان وزير دفاعها هو الاول من نوعه بهذه الصراحة والصرامة لتكف عن تدخلاتها في الشأن السوري قبل ان تندب حظها التعيس.