بان كي مون: تهديدات السعودية بقطع التمويل وضعت مصداقية المنظمة على المحك
*المنظمات الدولية: حذف السعودية من القائمة السوداء يتعارض والأدلة الصارخة التي تظهر انتهاكاتها الانسانية البشعة في اليمن
* الأمم المتحدة: العدوان السعودي على اليمن قتل 510 أطفال وأصاب 667 طفلا خلال العام الماضي
* المتحدثون باسم الامم المتحدة: قرار الحذف غير نهائي وهناك تسريبات حول ما دار وراء الكواليس تزيد الطين بلة
* صحف أميركية وبريطانية: السعودية منحت بطاقة مجانية لقتل المدنيين في اليمن بعد تهديدها المتاجرة بالقضية الفلسطينية
طهران - كيهان العربي:- أكد أمين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" تلقيه ضغوطا وتهديدات من السعودية بقطع التمويل عن وكالات المنظمة وبرامجها وخصوصاً المتعلقة منها بالطفولة، إذا أبقى الاتهامات الموجهة للتحالف السعودي الذي يقود العدوان على اليمن.
واعترف الأمين العام للأمم المتحدة، بالضغوط والممارسات التي أعقبت صدور التقرير يوم الخميس الماضي، والتي أدّت الى إزالة اسم "التحالف" من القائمة، في خطوةٍ وضعت صدقية الأمم المتحدة على المحك.
ولمّح "بان كي مون" إلى تلقيه تهديدات بسحب الدعم المالي من عدد من برامج الأمم المتحدة الانسانية ولا سيما المتخصصة في شؤون الطفولة. وأكد أن ردود فعل عنيفة وصلته بعد قراره حذف أسماء دول التحالف الذي تقوده السعودية "مؤقتاً" من مرفق أحدث تقرير له عن الأطفال والصراع المسلح، مضيفاً أن ذلك كان واحداً من أكثر القرارات الصعبة والمؤلمة التي اضطر إلى اتخاذها، إذ التقرير يصف أهوالاً لا ينبغي أبداً للأطفال أن يعايشوها.
وأوضح للصحافيين في مقر المنظمة في نيويورك أنه كان لزاماً عليه النظر في احتمالات قائمة بشدّة في أن ملايين آخرين من الأطفال سيعانون الأمرّين، قائلاً: إن هذا ما جرى التلميح به لي إذا سحبوا تمويلاتهم للعديد من برامج الأمم المتحدة.
وأضاف: أن الأطفال يتعرضون بالفعل لمخاطر في فلسطين وجنوب السودان وسوريا واليمن والعديد من الأماكن الاخرى وسيكون هناك مزيد من اليأس.
كلام "كي مون" في هذا المجال أكد المعلومات التي أثيرت في اليومين الماضيين عن تهديدات من السعودية وحلفائها بقطع الأموال عن وكالات المنظمة الدولية ولا سيما عن "الأنروا”.
وفي انتقاد للممارسات التي أعقبت قرار اتهام التحالف السعودي، قال الامين العام للأمم المتحدة، إنه من غير المقبول للدول الأعضاء ممارسة ضغوط لا داعي لها. وبرر صدور التقرير المؤلف من 41 صفحة بأنه يأتي من ضمن أعمال المراقبة والفحص التي هي جزء طبيعي وضروري لعمل الأمم المتحدة، معلناً دعمه "بقوة” لكل ما ورد في التقرير.
ورفعت الأمم المتحدة اسم تحالف العدوان السعودي على اليمن من القائمة السوداء السنوية الاثنين الماضي، في انتظار مراجعة مشتركة بين المنظمة والتحالف.
وذكر تقرير الأمم المتحدة عن الأطفال والصراع المسلح الذي نشر الخميس الماضي أن التحالف الذي تقوده السعودية مسؤول عن 60 % من وفيات وإصابات الأطفال في اليمن العام الماضي فقتلت 510 أطفال وأصابت 667 طفلا.
وانتقدت "هيومان رايتس ووتش" و"العفو الدولية" بشدة قرار بان الذي سحب بموجبه اسم التحالف السعودي من القائمة السوداء، واصفتين إياه بـ "الاستسلام" أمام مطالب الرياض، والذي قد يُفقد الأمم المتحدة مصداقيتها.
وعلق المدير المساعد لهيومان رايتس ووتش، فيليب بولوبيون، قائلا: "بما أن هذه القائمة غدت تخضع للعبة السياسية فإنها تفقد مصداقيتها وتسيء إلى سمعة الأمين العام (للأمم المتحدة) في مجال حققوق الإنسان".
من جانبها وصفت "العفو الدولية" تراجع الأمم المتحدة عن موقفها السابق بالخطوة "المشينة".
وفي الاطار ذاته كشف مصدر مسؤول بالأمم المتحدة لشبكة CNN الاميركية، إن السعودية وحلفائها المسلمين مارسوا ضغوطا كبيرة على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لإزالة السعودية من القائمة السوداء لقتل الأطفال في اليمن.
وكشف مندوب السعودية في الأمم المتحدة عن أن رفع التحالف العربي وفي مقدمته المملكة العربية السعودية من تقرير المنظمة نهائي وغير مشروط. وأكد السفير ان ادراج اسم التحالف بقائمة منتهكي حقوق الأطفال كان خطأ تم تصحيحه وان التحالف سيتعاون مع المنظمة وسيزودها بالمعلومات. وأشار إلى انه تم اقناع منظمة الأمم المتحدة بالحجة والأدلة وأن الرفع نهائي وغير قابل للتعديل.
هذا ودعت 20 منظمة حقوقية الأمم المتحدة الى إعادة إدراج تحالف العدوان السعودي على اليمن في لائحتِها السوداء للدول التي تنتهك حقوق الأطفال.
وقالت المنظمات وبينها "هيومن راتس ووتش" والعفو الدولية و"أوكسفام" إن حذف السعودية من القائمة يتعارض مع الأدلة الصارخة التي تظهر الانتهاكات الانسانية التي ارتكبها التحالف السعودي في اليمن.
من جانبها قالت هيومن رايتس ووتش: ان استدارة الامم المتحدة تحت ضغط حكومة ما يجعل من جهود الأمم المتحدة لحماية الأطفال مثيرة للسخرية، واكدت المنظمة ان الانسحاب الاممي يتعارض مع ادلة صارخة تظهر ان انتهاكات التحالف السعودي قتلت وجرحت المئات من اطفال اليمن، فيما اعتبرت منظمة العفو الدولية تراجع الأمم المتحدة عن موقفها لا يعدو ان يكون خطوة مشينة.
وامام السيل الجارف من الانتقادات لم تصمد اي من محاولات المتحدثين باسم الامم المتحدة للتبرير من خلال القول ان القرار غير نهائي او ان المنظمة بانتظار تاكيدات للتقارير حول الانتهاكات السعودية خاصة بعد نشر تسريبات حول ما دار وراء كواليس الامم المتحدة.. تسريبات تزيد الطين بلة.
اعلامياُ، كشفت "فورين بوليسي" أن الرياض حذرت من انها ستسحب مئات الملايين من الدولارات من برامج للامم المتحدة وانها ستحرم الفلسطينيين من اي مساعدة مالية قادمة اذا لم يرفع اسمها من القائمة السوداء.
اما صحيفة "التلغراف" البريطانية فقد تحدثت عن ضغوط مارستها لوبيات لشطب التحالف مما وصفته "قائمة العار" واصفة ذلك بالانحطاط الجديد.
فيما قالت صحيفة الغارديان: ان السعودية منحت بالقرار الاممي الاخير بطاقة مجانية لقصف المدارس والمستشفيات في اليمن، واعتبرت ان الأمم المتحدة اصبحت نادياً للأغنياء والأقوياء، يتم التستر على أعضائها الذين ارتكبوا جرائم حرب ويتم اتهام المناوئين لهم
اما هؤلاء الاطفال اليمنيون فلم يعد لهم عزاء بعد ان شطبت اسماؤهم من قائمة البشر في منظمة يفترض انها تمثل مجتمعاً يقال انه انساني.