الشيخ عيسى قاسم : شعب البحرين لا يستجيب لكل حل يصاغ بعيداً عنه
وأضاف الشيخ عيسى قاسم قائلا: "لو جاءت كل جمعيات المعارضة وأجمعت على أن تغتصب حق الشعب في تمثيلها له فلا حق لها في ذلك" .
و أكد الشيخ عيسى قاسم انه "لا جدوى من أي حل انفرادي، والحوار الجاد النابع من ارادة سياسية صادقة بين من يمثل السلطة ممن هو قادر على اتخاذ القرار ومن يمثل الشعب من الجمعيات والرموز المعارضة الذي لابد أن ترجع اليه بحل ناجز بيدها" .
و اوضح أنه "لا يلوح في الأفق لحد الآن بوادر للحل المشترك بل على العكس بل أن ما يجري في اللقاءات بينها وبين المعارضة فيه استبعاد لهذا النوع من الحل ويدل بقوة على تمسكها بالحل الانفرادي بأي صورة وأخرى بما يحقق رؤيتها ومصالحها ويلغي حقوق ومصالح الشعب" .
و شدد على أنه في البحرين أزمة سياسية قائمة بين الشعب والسلطة لا يملك أحد في الداخل والخارج التنكر لها، فالقضية ليس وجودها أو عدمها، وانما القضية قضية الحل لهذه الأزمة والتخلص من ذيولها وآثارها وما تسببه من تدهور عام .
وأضاف : "والسؤال هنا هل يمكن أن يوجد حل انفرادي تتولاه السلطة والطريق للتفاوض للشعب أو الحوار مع قوى المعارضة التي لابد أن ترجع اليه في نهاية الأمر ليحصل الحل على موافقته، ويدخل في صورة الحل الانفرادي من قبل السلطة الخيار الأمني وخيار الحل السياسي الذي تتولاه بمفردها ومع الموافقة من جمعيات غير معارضة أو شخصيات من أي وزن مع استبعاد الشعب والجمعيات التي تصر على مرجعية الشعب، لا أن المرجعية فيما ينبغي من واقع سياسي هي مرجعية السلطة أو الجمعيات الموالية أو حتى المعارضة في نفسها بصورة تستقل بها عن الشعب، كل هذه المرجعيات ليست مرجعيات انما المرجعية للشعب كما هو متفق عليه في دساتير العالم وفي العرف العالمي" .
وقال الشيخ عيسى قاسم : "لحد الآن نحن أمام اقتراحات أولية كلها تصب في صالح هذه النتيجة، أن يكون كل شيء بيد الحكومة وأن يخرج الشعب كما يعبرون من الباب الشرقي. وهذا لا يصب في مصلحة الوطن وعلى خلاف العقل" .
وتطرق بشأن حملة التكفير لطائفة ، وقال: "ما عز على مؤمن أن يتهم بشيء كما يتهم بالكفر، وهو أعز ما يعتز بالدين، ولا يهول من واقع هذا الاتهام بل يجعله مفرغاً من معناه، الا أن يأتي من لا وزن له في هذا المجال، ثم لا تهديد على مستوى الدنيا والإسلام من التهديد بقتل النفس المسلمة أما القتل بقتل أو غير القتل فأمره بيد الواحد الذي لا شريك له، ولكل نفس أجله لا يملك أي مخلوق تقديمه أو تأخيره. فمن جهل المخلوق أن يتوهم أن أجل أي مخلوق بيده" . وأضاف : "المؤمن لا يوقف دعوته للاصلاح ولا سعيه في وحدة المسلمين وتقوية بناء الأمة، كلمة من هنا أو كلمة من هناك، تهديد من هنا أو تهديد من هناك، ولا ما يرضي فلان من الناس أو يغضب فلان الآخر ولا مرجع له في أمره الا دينه ولا ميزان عنده الا رضا الله وغضبه" .
وتابع قائلا : "اذا كان للكلمات التكفيرية من غرض سياسي وكان صدورها بغرض سياسي فاننا نؤكد دائماً لسنا مستعدين بالأخوة الاسلامية ووحدة الأمة استجابة لمن يكيد بها، وليس لأحد أن يتوقع منا أن نفرط بوحدة هذا الشعب، وليس الشعب غبياً ولا يعرف من هم الأبواق ومن ينفخ فيها".