kayhan.ir

رمز الخبر: 39716
تأريخ النشر : 2016June06 - 21:28

نكسة الخيانة

مهدي منصوري

تعيش شعوب المنطقة ذكرى نكسة حزيران والتي انهار فيها النظام العربي وخلال ستة ايام امام الكيان الغاصب للقدس، والسؤال المهم والذي بقي ماثلا في الاذهان الى يومنا هذا، وهو هل يصدق ان تنهار 22 دولة عربية بما تملكه من قدرات تسليحية وبشرية امام كيان صغير لايملك الا عشر ما يملكه هؤلاء؟، بينما القوات المصرية تمكنت وحدها وفي حرب رمضان عام 63 ان تدحر الكيان الصهيوني وتكسر خط بارليف المحكم، وكاد الجنود المصريين الابطال ان يصلوا الى تل ابيب، لولا الخيانة العظمى من قبل السادات، بحيث اعطى هذا الانتصار حالة من الانتعاش لدى شعوب المنطقة من انهم لو اتفقوا كان بامكانهم ان يقطعوا دابر الصهاينة وان يقتلعوا هذا الكيان الغاصب من قلب العالم الاسلامي.

ولذلك جاءت نكسة 67 لتسرق هذا الانتصار ولتعطي مفهوما جديدا وضمن مؤامرة خيانية تم الاتفاق عليها وهو ان النظام العربي غير قادر على مواجهة اسرائيل، لذلك فما علينا الا ان نذهب للتطبيع معه، وهو ما فعله السادات المقبور عندما توج هذا العمل بذهابه الى القدس وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد الخيانية التي تضع مقدرات شعوب المنطقة بيد عدوها.

واليوم وفي ظل التحرك الفرنسي الاخير والذي يريد احياء عمليات السلام التي ماتت ودفنت ولم يعد لاي احد مهما كانت قدرته على احيائها، لان الاوضاع القائمة اليوم في المنطقة وفي الداخل الفلسطيني تختلف جملة وتفصيلا عما يفكر به اولئك الاذلاء الذين باعوا اوطانهم وانفسهم بثمن بخس للعدو الصهيوني. لان الارض الفلسطينية اليوم تلتهب تحت اقدام الصهاينة المجرمين من خلال انتفاضة الشباب المقدسيين ، التي اخذت تتقد شعلتها وتحصد ارواح الصهاينة من المستوطنين وغيرهم رغم قلة امكانياتها بحيث اصبحت كابوسا جاثما على صدر الصهاينة ، وكذلك وضعت الكيان الغاصب في موقف صعب جدا بحيث عجز خبراؤه وعسكريوه من ايجاد طريق او اسلوب لاخماد نار هذه الانتفاضة، التي اوجدت حالة من القلق والرعب المستديم لدي القياديتين السياسية والعسكرية الصهيونية بالاضافة الى الشعب الاسرائيلي الذي يعيش حالة من الخوف المستمر والكبير.

ومن هنا فان مؤتمر باريس الخياني جاء من اجل ان يخنق صوت الانتفاضة التي اخذت مساحة كبيرة في الاعلام الاقليمي والعالمي ، لكي يخلص العدو من الازمة الخائفة التي يعيشها.

ولكن الرفض الفلسطيني المقاوم كان حاضرا للمبادرة الفرنسية التي تدعو لعملية التطبيع مع الكيان الغاصب رغم ان بعض دول النظام العربي الرجعي وعلى رأسهم السعودية التي تندفع بقوة وتطلب من بعض الدول الى الارتماء في احضان الصهاينة لمنح الامن المستديم للكيان الغاصب.

ولكن هذا المشروع السعودي الاميركي لايمكن ان يرى النور خاصة وان ابناء المقاومة الذين حققوا ويحققون الانتصارات على جيش العدو الذي لايقهر سيدفعهم الى الاستمرار وافشال المشروع الرجعي العربي. ولايمكن ان يسمحوا لنكسة خيانية اخرى يقوم بها عباس وسلطته والدول الرجعية المعادية للمقاومة في المنطقة.