انهيار السعودية على أبواب اليمن
مهدي منصوري
المقولة المشهورة "من السهولة ان تبدأ الحرب ولكن عليك ان تفكر بكيفية انهائها" قد اصبحت اليوم ماثلة للعيان من خلال التصريحات التي صدرت بالامس من ولي عهد حكومة بني سعود والتي برزت على ملامحه حالة من اليأس والقنوط عندما تحدث في اجتماع في الرياض بقوله "اننا تورطنا في اليمن لاننا لم نكن نعلم ان تطول الحرب ولهذه المدة الطويلة"، والسؤال المهم من الذي ورط حكام بني سعود لان يدخلوا انفسهم في نفق مظلم من خلال عدوان خاسر لن يعود عليهم بالنفع، بل عاد عليهم بالضرر الكبير، اذ وضع السعودية على حافة الانهيار السياسي والاقتصادي ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل خرج الى ابعد من ذلك وهو ان العدوان كان قاسيا واجراميا وحاقدا الى درجة انه لم يرحم الصغير ولا الكبير ولا يفرق بين أمرأة ورجل، بل طال حتى الحجر والمدر، بحيث اخذت الاصوات المنددة ترتفع من كل جانب وصوب حتى من الحلفاء القريبين من السعودية بل والداعمين لها لانها تجاوزت في عدوانها على الشعب اليمني ابسط انواع حقوق الانسان.
وكما يقال اذا كان هناك جريمة للرجال، فما ذنب الاطفال والنساء وهم لا حول لهم ولا قوة ان تستهدفهم حمم نيران الطائرات المعادية ، مما دعا الامين العام للامم المتحدة الى مطالبة المنظمات الدولية ادانه هذا التصرف اللاانساني واللاوحشي والذي لم نجد له سابقة الا على يد الصهاينة المجرمين في قتلهم الجماعي لابناء فلسطين.
ان تصريحات ولي العهد السعودي تكشف مدى الحالة المزرية التي تعيشه ادارة حكومة بني سعود بحيث تكشف عن الانقسام الكبير والخطير، ففي الوقت الذي تندفع فيه الخارجية السعودية الى رفض كل انواع الحوار مع الطرف اليمني وتقطع كل الحبال التي تريد التوصل الى حل هذه الازمة سلميا مما يعكس انها تريد استمرار العدوان وقتل الابرياء، خاصة في افشال مؤتمر الكويت لوقوفها الى جانب الرئيس الهارب عبد ربه هادي منصور ولم تلتفت الى بقية الاطراف اليمنية الرافضة، مما عزز ولدى كل الاطراف ان السعودية لا تريد ايقاف نزيف الدم اليمني.
وبنفس الوقت تنطلق تصريحات اخرى من داخل البيت السعودي تعكس حالة الاحباط الكبير لان عدوان وبهذه الصورة القاسية لم يستطع ان يحقق شيئا بل انتج حالة يمنية جديدة الا وهو ترسيخ الوحدة والصمود وعدم الاستسلام والخضوع وهو الذي جعل من الطرف السعودي ان ينهار ويتهاوى امام هذا الصمود الرائع.
ان التصريحات الاخيرة لولي العهد السعودي قد ذهب وقتها وانتها مفعولها خاصة وان الذريعة التي بني عليه العدوان وهو القضاء على الحوثيين واعادة الشرعية المزيفة قد بات من المستحيل خاصة وان حليفتها الاساسية واشنطن قد برئت ساحة الحوثيين من انهم غير ارهابيين بحيث اسقطت مافي ايدي بني سعود من ذريعة لمحاربتهم، فلذا لابد للسعودية اليوم ان تعلن انسحابها من الميدان ذليلة خاسئة لانها لاتقوى على الاستمرار والصمود او تبقى تستنزف طاقاتها التسليحية والمالية حتى تصل الى الانهيار الكامل وهو مااكدته الكثير من المصادر الاقتصادية والمالية العالمية.وهو مااشار اليها ومن طرف خفي ولي العهد السعودي في تصريحاته الاخيرة.